وَالِدَيْنَا الَّذِيْنَ أعادُو إلَينَا الأمَل بِسَمَاع أصوَاتهُم ولو من بَعِيْد وَالإطمِئنَان عَلَيهُم
بعدَ فترَة غِيَاب دَاهَمهَا القَلَق .. وسَاوَرْهَا الخَوف .. وَأصَابَهَا اليَأس ..
لَهُم من ( إنتـَــر ) كُل عِبَارَات الشُّكر وَالإمتِنَان ..
لأنَهُم أشعرُونَا كَم نَحنُ شيء بالنسبَة لَهُم .. وكَم هِيَ الدُّنْيَا بِخَيْر طَالَمَا هُم فِيْهَا
بصِحَّة جَيِّدَة؟!
و (وَالِدَيْنَا) الذِيْنَ يَمطرُونَا بفَيض حبّهُم وَيَغمِرُوْنَا بِعَطفهُم وَيُكرِمُونَا بِحَنَانهُم
وَيُحرِجُونَا بِذَوقهُم..ويُشعِرُونَا بِقِيمَتنَا..وَأهَمِّيَّتُنَا وَإنْسَانِيَّتُنَا وَيُرَاعُون مَشَاعِرْنَا
وَأحَاسِيْسُنَا .. مَاذَا عَسَانَا أن نُعطِيهُم سِوَى أن نُبَادلهُم الحُب بِحُب أكبَر ..
وحَنَان يَفُوق حَنَان العَالَم بِإسرِه؟!
أمَّا الذَّوق فَهَذَا شَيء آخَر لأنَّنَا نَعتَرِف لَهُم به وَلانُجَارِيهُم فِيْهِ لأنَّهُم الذَّوْق كلّه!
فَـ (وَالِدَيْنَا) الذِيْنَ يُخَافُون عَلَيْنَا ويَبحَثُون عَنَّا ويُحرِصُون عَلَى الإطمِئنَانُ عَلَيْنَا
يَستَحِقُّون مِنَّا أن نُؤكِّدُ لَهُم .. أنَّنَا لانَقِلُّ خَوفاً عَلَيهُم ..
لأنَّ حُبِّنَا لهُم أكبَر من أن يُعَبَّر عَنْه بِكَلِمَات أوعِبَارَات؟!
( وَالِدَيْنَا ) الَّذِيْنَ يَقلَقُون عَلَيْنًَا وَيتعبُون نَفسِيَّاً حِينَمَا نُغِيْبُ عَنهُم وَحِينَمَا تَطُول
فَترَة غِيَابُنَا نَقُول لهُم أنَّنَا قَد نُغِيْب عَنهُم .. وَتَطُول فَترَة غِيَابُنَا .. نَقُولُ لَهُم ..
أنَّنَا قَد نُغِيْبُ عَنهُم رَغماً عَن أنُوفنَا .. وَلَكِنَّنَا نَعُود إلَيهُم بِطَوعِنَا وَبِإصْرَار مِنَّا!!
لأننَا نَشتَاقُ إلَيهُم كَمَا هُوَ شَوق البَرَارِي للإمطَار ..
وَلانِستَغنَى عَنهُم .. لأن قلُوبِنَا مُرتَبِطَة بقلُوبهُم أصلاً؟!
(آبَاؤونَا) الَّذِيْنَ أضحَى أسم التَّمَيُّز مَحجُوزاً لَهُم..دُونَ سِوََاهُم من البَشَر
وَمُقتَرِناً بهُم دُونَ غَيرهُم فِي كُل شَيء .. فمَاذَا عَسَانَا أن نَقُولُ لَهُم سِوَى
كَم هُوَ مَحظُوظ هَذَا التَّمَيُّز حِينَمَا يَرتَبِطُ بِهُم .. حِينَمَا يُظَافُ أسمه لأسمهُم ..
لأنه مَعهُم وَبِهُم شَيء آخَر رَائِع .. وَلأنه من دُونهُم .. يَفقِدُ برِيقُه وَجَمَاله ..
وَقِيمَته حَتَّى؟!
( أمَّهَاتُنَا ) ويَاعينِي عَلَيهُم !!
الَّذِيْنَ مَازَالُوا يَنتَظِرُون سَاعَة الصِّفْر لِلَملَمَة الشَّمْل .. بعدَ طُول فرَاق وَمُعَانَاة !!
وَيَتَرَقَّبُون الإحتِفَالُ مَعْنَا بِالمُنَاسَبَات السَّعِيْدَة..وتَحقِيْق الأحلامُ الوَردِيَّة الغَالِيَة..
نَتَمَنَّى ومن قلوبنَا أن نُشَارِكهُم تِلك المُنَاسَبَات العَزِيزَة على قلُوبهُم ..
وَنَكُون أوَّل المُهَنّئِيْنَ بِهَا لأن فَرحَتهُم هِيَ فَرحَتنَا بِالتَّأكِيْد ..
وَسَعَادَتهُم جُزء من سَعَادَتْنَا..
الَّتِي لاتَكتَمِلُ ألاّ بِهُم وَمَعهُم؟!
فَـ (يَاوَالِدَيْنَا) الَّذِيْنَ لازَالُوا يعتبُونَ عَلَيْنَا..وَيِعتَقِدُونَ أنَّنَا أخطَأنَا أوقَصَّرْنَا مَعهُم
أو أسَأنَا إلَيهُم بِقَول أو بفِعل هَانَحنُ من اليَوم بل الآن نُؤكِّدُ لَهُم من جَدِيْد بأنَّنَا
لم نكُن كَذَلك يَوماً مَا..ولَن نَكُون بِإذن الله..بل هَانَحنُ نَكشِفُ جَمَال عِتَابهُن لَنَا
لأنه كَشَفَ مَدَى حبّهُم لَنَا .. ومَكَانَتْنَا لَدَيهُم؟!
(وَالِدَيْنَا) الَّذِينَ إختَلَفُوا مَعنَا فِي يومٍ من الأيَّام..فهَانَحنُ نُصَفِّي مَابِدَاخِل قلُوبِنَا
وَنَفتَح لَهُم آيَادِينَا البَيضَاء النَّقِيَّة..لِنُصَافحهُم بِقُوَّة .. وَلِنَفتَح معهُم صَفحَة جَدِيْدَة
وهل هُنَاكَ أجمَل من هذها ( المَوضُوع ) كَبِدَايَة لِطَيّ صَفحَات المَاض ِالمُؤلِمَة
المَلِيئَة بِالتَّحَامُل وَالحُقْد .. وفَتح صَفحَة جَدِيْدَة من الحُب وَالإخلاصُ وَالوَلاءُ؟!