يا لقلبي المسكين..
كم أشفقُ عليك..
من قوة تحمُّلك ..
جرَّاء ما يحدث لك..
وما تعانيه من حب صادق ..
في وقت لم تعد قادراً..
حتى على التحكم في مشاعرك ..
أو البوح بها لأحد؟!
يا لقلبي المسكين..
كم أرثِ لحالك..
من شدة تعلقك بمن تحب..
بمن أصبح كل تفكيرك ..
كل هاجسك ..
كل يومك ..
وليلك؟!
يا لقلبي الحنون..
كيف أبثُّ الأمان بداخلك؟
كيف أهيءُ من روعك؟
كيف أُريحك..
من كل ما تشكو منه ..
من كل ما تعانيه ..
كيف يا قلبي ..
أوقف خفقاتُكَ المُتسَارِعة ..
كيف أحتويها؟
كيف وأنا نفسي..
احتاجُ من يحتويني ..
من أشعر أنه يفهمني ..
في هذه المرحلة الصَّعبة من حياتي ..
ومن أشعر معه بالاطمئنان..
في هذه الفترة الحرجة من عمري ..
كيف؟
بل كيف أمنع نفسي..
من إرضاء مشاعري البريئة ..
كيف اقمعُ شوقي ولهفتي..
عمَّن ارتضاهُ قلبي ..
عمَّن وجدتُ فيهِ ضَالتي ..
عمَّن أشعر انه نفسي؟!
وكيف أحرمُ نفسي ..
حتى من التفكير فيه ..
والسُّؤالُ عنه ..
والاطمئنانُ عليه ..
وهو قريب مني ..
كيف؟
أوووووواه ..
فيا لتلك ( التجربة ) العنيفة..
التي أمرُّ بها..
ولم أستعد لها..
كيف أتحملها بمفردي ..
كيف أتجاوزها بسلام ..
كيف أعبرها بهدوء ..
دون ان تترك بداخلي..
يصعب عليَّ مَحوها؟
ولتلك المعاناة القاسية..
التي تعصفُ بي بشدة ..
في كل وقت ..
ولا أعرف كيف أتعامل معها ..
أو إلى أين تسيرُ بي ..
وإلى أين تحطُّ بي ..
وكيف سيكون حالي بعدها؟!
بل يا لأوهامي ..
وكبريائي ..
كيف اعتقدتُ..
انني غير كل الناس ..
كيف اعتقدتُ..
بأنني قوي ..
وأقوى من كل الناس ..
وكيف اعتقدتُ..
أنني قادر على كبت مشاعري ..
وعلى التحكم فيها ..
كيف؟
وإذا بي..
ومن ( أول تجربة ) لي..
أسقط بقوة..
دون أن أجد حولي..
من يمد إليّ يديه ..
كي يتلقفني برفق ..
كي يضمني إليه..
دون أن أجد بجانبي..
من يُسَمِّي عَلَيَّ..
من يُطَبطبُ عليَّ..
من يأخذني إليه..
ويقول لي بكل حنان العالم ..
لا بأس عليك..
لا تَخَف..
لا تَجزَع..
فلستُ وحدك..
ولن تكون بإذن الله..
ولا أدري..
فحتى هذه اللحظة..
ما زلتُ أحاول..
أن أنساكَ..
أن أمحُو من مَخيلَتي..
شيئاً أسمه أنت..
شيئاً اسمه ( ............................... )؟!
علَّني أرتاحُ ..
ولو قليلاً!!
علّني ألتقطُ أنفاسي ..
علَّني ألتفت لنفسي..
ولكن..
يبدو أنني فعلاً..
سقطتُ ..
بل طِحتُ ..
ولم أجد من يسمِّي عليَّ؟!
.