عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2010, 11:27 PM   رقم المشاركة : 4
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

من الطبيعي جداً أن يتَآمروا عليه لأنه والحالُ كذلك .. جَاء من أجل مُنافستهم ..

وقد تقول هو مُبتَدِيء وتاجر صَغير ولكنه مع مرور الأيام سَيَكبَر ..

ويتَوَسَّع وسيُصبح عمَّا قريب من أكبر التّجَار والمُنافسِين لهُم .. فهم أرادُوا إسقاطه

قُبَيل أن يُبصِر النُّور .. وقُبيل أن يكون لهُ مَوطِيء قَدَم ..

قد يُعتبَر ما أقدمُوا عليه أنانية إن جَازَ لِي التَّعبِيْر ولكن لايُوجَد تَاجِر على وَجه البَسِيطَة

لايَرغَب في إسقَاط منافسِيه ليَنفَرِد بالسُّوق .. ولِيَتَحَكَّم في الأسعَار ..

لدَينا مَثَل يقول ( وش لك في البحر وأهواله ورِزق الله على السِّيف ) ..

أقصُد إن لم يكن هذا الشَّاب مسنُود برَأس مال قوِي فحُرِي به أن يترِك التّجَارَة لأهلها

كي لايكون عرضَة للسقُوط كما حَصَلَ مَعه ..

الشَّيء الآخر .. مهما كانت التجَارة التِي سيقدم عليها الشَّاب صغِيرة وبَسِيطَة ..

فلابُد من دراسَة المَوضُوع وجَدوَاه قُبَيل الشّرُوع فيه ..

فأنتَ أحياناً قد تمر بتجربة أو معاناة قاسية غير متوقعة أو يحدث لك مكروه لا قدَّر الله

لا تعرف معه ماذا تفعل .. ولا كيف تتصرف ولا تجد من يقف معك أو يؤازرك ..

أو على الأقل يتفهم وضعك ويقدِّره .. هذا هو الأهم في نظرك ..

وبالذات في هذه المرحلة الحساسة من سني أعمارنا كشباب والتي تحاول الخروج منها

وتجاوزها بأقل الخسائر الممكنة..

نعم تمرُّ بهذه التجربة المريرة التي تقلبك رأساً على عقب وتشعر بالفعل ودون أدنى مبالغة

أنك سَقَطتُ سَقطَة مُريعة قوية قاسية دون أن يكون هناك من يتلقَّفك برفق بيديه الحَانيتين

أو يدعو لك بالسلامة من كل أذى قد يصيبك ..

وحينما تشعُر بجد أنك سقطت دون ان تجد من يُسمِّي عليك .. حينها تكون في حال آخر؟

تكون في حال تصعب عليك فيها نفسك .. حينها تشعُر أن كل شيء أصبح ضدك .

وأن كل شيء لم يُعد له أي أهمية بالنسبة لك ..

حينها تشعر بأنك كالغريق الذي ُيصَارع الأمواج العاتية من أجل حلاوة الروح حفظك الله

من كل سوء وأوصلك إلى شاطئ البر حيث الأمان الذي تنشده والأمنية التي تريدها..

وهذا ليس غريبًا كما أن كل منا ليس بمنآى عن مثل تلك التجارب والمواقف أبعدنا الله..

وإياكم عنها وجنّبنا آثارها السَّيئة المُؤلمة ..

فأنت أحيانا وبحكم الظروف التي تحياها وبحكم العقلية التي تأتمر بأمرها ..

ولا تستطيع ان تخرج عن طوعها أحياناً كونها أعرف وأدرى منك ويعرفون مصلحتك

أو لأسباب أخرى الله سبحانه وتعالى أعلم بها .. أحياناً بحكم تلك الظروف ..

تفرض عليك الحياة نمطاً معيناً من ( المعيشة ) أنت نفسك غير مقتنع به وغير راضٍ عنه

منذ البداية ولا تشعر انه يلبي حتى أقل طموحاتك أو حتى الحد الأدنى من أمانيك البريئة

ولا تشعر أنه يشبع احتياجك العاطفي .. الذي يتأجج في دواخلك ..

ذلك الإحتياج الأمني الذي طالما حلمت به وطمحتُ في الوصول إليه..!

ولكنك مع الأسف ترضى بهذا الَّنمط وهذا الواقع رغماً عنك ..

ترضى به لأنه ليس هناك بديل سواه على الأقل في تلك اللحظة الحرجة .. ترضى به ..

لأنك في موقف الضِّعف والعجز وقِلَّة الحيلة .. ترضى به لأن المجتمع هكذا يريد .

وأنت من عليك ان تدفع ثمن سكوتك ورضاك الذي يفسَّر على أنه موافقة .

بينما أنت في قرارة نفسك ضد كل ما يُفرض عليك أو يطلب منك رغماً عنك .

ولكن ماذا تفعل؟

فحتَّى الإعتراض نفسه لا يفترض ان يكون في قامُوسك اللغوي أصلاً ..

نعم ( تعيشُ ) هذه الحياة كغيرك .. ولكنك لا تشعر بالسعادة التي يتحدثون عنها ..

او تتوَّق أنت إليها كما كنت تحلم بها أو كما كنت تراها وتعرِّفها..

تشعُر بأنك مجرد إنسان عادي مسلوب الإرادة يؤدي دوراً مطلوباً منه وعليه تنفيذه ..

كما يُراد منه بالحرف الواحد .. وهكذا تعيش وتُحسب عليك حياة .. تحسب عليك سعادة

وحتى لو اعترضت فإنك تُقارن بالآخرين وأنك أفضل حالاً منهم على الأقل أنت لديك ..

ولديك وهم ليس لديهم ..

بينما وجه المقارنة غير عادل ومُجحف في حقك .. ولكن ماذا تفعل سوى ان تشتكي همَّك

إلى الله وتلجأ إليه وماذا تفعل سوى ان تلُوذ بالصَّمت وترضى؟!

وهكذا تظل على هذا المنوال حياة رتيبة غير متجددة لا تشعر معها ان لك طموحات كغيرك

ممن هم في مثل عمرك أو قريباً منه .. أو ممن هم في مثل ظروفك أو وضعك، ولمَ الشكوى

طالما كل شيء متوفر الأكل والشرب واللبس وكأن الحياة هي كل ذلك ألستُ معِي؟!

ومع ذلك ترضى بهذا كله وأكثر لأنك تدرك فيما بعد ان هذا هو قدرك الذي عليك ان تقبل به

وتتعايش معه ولا تعترض عليه ..

لأنك حينئذٍ سوف تعتبر خارجاًعن منظُومة العقل الإجتماعي ..

وعن منظومة السُّلطة الاجتماعية التي نحن من أوجدها .. وسنَّ قوانينها وطالب غيره

بالإلتزام بها وعدم الخروج عنها .. وإلاّ أعتبر في عداد المَارقِين عنها!؟!

وهذا الموقف تجده في جميع أوجه الحياة المختلفة .. تجده حينما تواجه أزمة مَرَضية

أو مالية أو نفسية أو اجتماعية أو عاطفية وهذه العاطفية مشكلتها مشكلة ..

وحلُّها ليس بالأمر السهل لأن الحل في يدك أحياناً ولكنك لا تستطيع أخذه ولا تقوى عليه

لأنك أضعف من ان تأخذه خاصة حينما تكون مشاعرك صادقة لدرجة الشَّفافية ..

وحينما تكون حساساً لدرجة شعورك بالذنب لكل خطوة او قرار تتخذه في حق غيرك ..

رغم ان فيه راحتك على المَدى البعيد؟!

ولكن هل تستمر الحياة على نفس الوتيرة إلى الأبد .. هل تظل مشاعرنا الصادقة مكبوتة

في قلوبنا ومحبوسة في صدورنا تعيش في قُعْر الظلام .. وهل تظلُّ أحلامنا تُوأد أمَامنا

في كل لحظة وكأن جريمتها أنها حلم بريء .. وهل تظل نظرتنا للحياة بكل ما فيها ..

هي نظرة أَحاديةالجانب وقاصرة بل وهل نظل نسمع عن السعادة ونحلم بها دون ان نراها

أو نعيشها على حقيقتها في يومٍ ما .. وهل من العدل ان يضيع سنِي عُمرنا هدراً ..

ونحن مازلنا في مقتبله وفي أوجّه وعنفوانه .. وإلى متى نظل ننتظر وننتظر ..

أليس ذلك مُتعباً وقاسياً؟

قد يكون الحال كذلك مع كثيرين ممن رضُوا بهذا الواقع رغماً عنهم أو حتى برضاهم

وممن لم يصابوا بنقلة تحوَّل صادقة في حياتهم ولكن ما هو الحال مع الفئة الأخرى

التي قد تكون أنت أحداها وأرمي اليك أخي الفاضِل ( المَمدُوح )؟!

فكِّر جيداً وعُد للوراء قليلاً وأنظر لوضعك الحالي .. إنك احيانا وبعد سنين من عمرك

الذي أسأل اله ان يمدّ لكَ فيه .. تكتشف أنك لم تعش ..

تكتشف أنك لم تذق معنى الحب على حقيقته .. تكتشف أنك في عالم آخر غير العالم

الذي يعايشه الناس الآخرون من حولك؟!