السَّلامُ عليكُم .................. من إنتـَـر
صباح الخير أستاذه ( مَـدَى ) .. وبودِّي ألاّ تُمِلِّي من حديثِي الطَّوِيل؟!
نحن نعرف اناساً كثيرين بأسمائهم الكبيرة .. بألقابهم البراقة ..
وبسمعتهم التي يحسدهم عليها الكثيرون .. ولكن ما هي حقيقتهم ..
وما هو حجم ما لديهم من قِيم سَامِية .. وما هي نظرتهم لمشاعر الآخرين
وأحاسيسهم؟
والإجابة على هَيك سُؤال بالطبع لاشيء .. لأن الصورة المرسومة عنهم ..
اكثر بكثير من تلك الأقنعة المزيفة وهذا رُبَّما يجعلكِ تشعري بالراحة النفسية
كونكِ مازلتِ متمسكة بكل شيء جميل وسَام .. ومازالت نظرة من حولكِ لكِ
فيها الشيء الكثير من الإعجاب والإحترام ..
وهذا في حد ذاته لا يعوض بثمن .. ولا يُشترى بسهولة ..
المهم ان تنظري لتلك الصِّفات الجميلة فيكِ .. والخصال الرائعة لديكِ ..
وتعرفي قيمة نفسكِ .. ومقدار اهميتكِ .. وحجم مكانتكِ ..
وإن لم يكن مع الاشخاص الذين يفترض ان يشعروكِ بهذا الشعور والحجم ..
والمكانة؟!
فسوف يكون مع أشخاص آخرين .. مهما كانوا بعدين عنك بغض النظر ..
عن بعد المسافة بينكِ وبينهم؟!
شيء مؤسف ومؤلم .. اننا ونحن في العام العاشر .. من الألفية الثَّانيَة ..
ومَازلنَا نتخبَّط في بِيرُوقرَاطِيَّات سَمجَة في قرَارَات مُتذَبذِبَة في واسطات مُخِيفَة
ومحاولات مبالغ فيها على حساب أنفُسنا .. ورُوتين عفا عليه الزمن؟!
شيء محزن بالفعل ..
ونحن على أعتاب قفزة حضارية .. تقنية مذهلة في كل المجالات ..
مازلنا نفكر بعقلية العصُور السابقة الرَّجعية!!
تُرى كيف نتقدم .. كيف يزدادُ وعينا .. والكثير منَّا مازال يفكر بانه من مستوى
إجتماعي راقي يحتِّم عليه تفكيراً معيناً وارتباطاً معيناً ..
وغيره من مستوى اجتماعي اقل؟!
تُرى كيف نتقدم ويعلُو شأننا .. والكثير من اعمالنا قائم ويقوم على البركة ..
رغم ان لدينا لوائح وقواعد تنظِّم وتسيِّر دفَّة العمل؟!
فهل الخطأ في تلك النِّظم البِيرُوقراطيَّة والإدارية .. وعدم مسايرتها للواقع ..
ومتطلبات الحياة العصرية؟!
هل الخطأ فينا نحن من يطبق تلك اللوائح والانظمة .. أم الخطأ في تركيبتنا ..
وتنشئتنا الاجتماعية الحسَّاسة لكل عاصفة تغيير تهُبُّ علينا ..
مهما كانت عاصفة خفيفة؟!
لابد ان هناكَ خللاً ما يحتِّم علينا معرفته وتشخيصه ووضع العلاج الناجح له
والتأكد من مدى تطبيق هذا العلاج ومتابعته .. ولكن هل ننتظر من الآخرين ..
ان يكتشفوا عيوبنا .. هل نتوقع منهم تقديم المساعدة لنا؟
إذاً لِمَ لا نُبادر نحنُ بتلمّس عيوبنا .. ومعرفة جوانب الضُّعف فينا فكل منا ..
له عيوب ولديه جوانب قصور واحتياجات لم تشبع بعد ولكن هذا لا يعني ..
اننا غير قادرين على فعل شيء .. لا يعني اننا عاجزون ان نعترف بتقصيرنا
ولو لأنفسنا؟
ابداً فأنا وأنتِ وغيرنا كثير أقوى من كل شيء فقط ما نحتاجه هو ان نضع
أيدينا بأيدي بعضنا البعض .. ان ننسى خلافاتنا .. ان نُنَحِّيها جانباً؟!
نحن بالفعل بحاجة للحظات تأمُّل لواقعنا .. وللعالم المُحيطُ بنا ..
بحاجة للحظة توقف بسيطة .. نلتقِطُ فيها أنفاسنا .. نتنفس فيها الصُّعَدَاء
نسترجع فيها الذكريات الحِلوَة؟
نحن بحاجة لتقييم ما في ايدينا ومالدينا وما حولنا ..
ولأن التقييم هو الخطوة للتقويم .. الذي يعني التحسُّن والتَّطوير والتَّعديل
فلماذا لا تبدأي أستاذه ( مَــدَى ) الآن ..
بتعديل وضع جلوسكِ مثلاً .. والتفكير بكل شيء تريدِ تعديله في حياتكِ؟!
حسناً !!
ضعي قائمة بتلك الرغبات والأمانِ .. حددي ايها الأهم ثم حاول التفكير ..
في الكيفية التي تجعلكِ راضية عن نفسكِ .. سعيدة بوضعُكِ؟!
تناسي كل من يحاول ان يضع العقبات في طريقكِ ..تجاهلي كل من يحاول
ان يقلل من أهميتِ ويُلغي شخصيتكِ او يهمِّشها !!
فقط تذكري الأشياء الجميلة .. التي تريدِي تحقيقها ولا تكوني مشغولة ..
سوى بالطريقة المشروعة .. التي تسعُدي بها نفسكِ؟!
قد تُعجزكِ طريقة ما .. ولا تملكي تحقيقها .. ولكن هناك طرق اخرى من شأنها
ان تنسيكِ همومكِ وإحباطاتكِ ..
والأهم من ذلك كله .. تذكري ان الله معكِ أينما ذهبتِ ووقتما ذهبتِ ..
في كل الظروف والأحوال فقط حاولي تتذكريهِ دوماً قبل ومع كل خطوة تُخطيها
ويكفي ان تعلمِي انه (ألاّ بذكر الله تطمئن القلوب) وأقِفُ هُنا؟!
/
/
/
إنتـَــر