أيهما أفضل لتحمل مسؤولية الميزانية؟
يتابع الرجل زوجته في مصروفاتها بالتبذير وعدم تقدير الأمور وجمع القرش الأبيض لليوم الصعب, وفي المقابل تتابع المرأة زوجها وتقف له في كل مرة يضع فيها يده على جيبه لتسأله من ستعطي ولماذا والا تفكر بنا... ويظل كل منهما يتابع الآخر ويحاسبه في دائرة لا تنتهي من الاتهامات حول ما يصرف وما لا يصرف.. معهم كان لنا هذا اللقاء:
تقول مي: زوجي لا يأخذ من مالي ولكني اقدم برغبتي ما أستطيع تقديمه لمنزلنا أحيانا أكل وشرب وأخرى مقتنيات ثمينة لا يأبه هو بها ولكني احب اقتناءها مثل التحف واللوحات أو تغيير الأثاث من حين لآخر وهو أمام هذا النوع من المصروفات يعيب علي كثيرا ويوجه لي اللوم دائما ويتهمني بعدم التدبير ولكني أقول له طالما أنت توفر فنحن بخير.
أما زوجها فيقول: لم ولن أمد يدي على مال زوجتي ولكن يزعجني إنها ما أن يأتي موعد الراتب الشهري إلا وتكون قضت على السابق وعندما اسألها أين صرفت كل تلك الآلاف تبتسم وتقول دعنا نستمتع!! وهذا طبعا من باب التبذير المكروه فهل لديكم الحل؟.. أقنعوها.
أما النموذج الزوجي الآخر فهو يخالف الأول تماما تقول أم محمد: زوجي يكبرني بعدد من السنين ويصغرني في التصرفات فهو لا يختلف عن ابن أختي المراهق بل انه يشاركه اهتماماته في زينة السيارات واستبدال الإطارات وشراء معدات كثيرة للسيارة يستخدمها أحيانا ويهملها أو يعطيها لمن يطلبها في اكثر الأحيان.. لقد حول حديقة المنزل إلى ورشة يمارس فيها هوايته الميكانيكية دون أدنى فائدة بل بضرر بالغ يصل إلى حد أن يأتي إلي آخر الشهر ليطلب مني مائتي ريال أحيانا ليضعها في جيبه من أجل تعبئة سيارته بالوقود.. بالله عليكم هل هذا زوج مدبر أو على قدر ولو قليلا من الإحساس بالمسؤولية.. لقد اضطررنا منذ بضعة اشهر أن نجري عملية جراحية لأحد الأبناء في مستشفى خاص مما جعلني أستدين النقود من أخي لأدفع للمستشفى فزوجي كان قد وضع كل راتبه من اجل السيارة .. السيارة فقط.
أما أبو محمد فرفع صوته باحتجاج ليقول: خير ربي كثير والحمد لله. وفي النهاية قدمت لنا السيدة منى نموذجا جيدا للتعامل مع أموال الزوج والزوجة فقالت: يجب أن يضع الزوجان (التوفير) على رأس اهتماماتهما ليعرفا كيف يقدمان لهما ولأولادهما الضروريات ويكون بإمكانهما بعد ذلك ان يستمتعا بالحياة بالمبالغ التي يوفرانها لهذا الغرض بالتحديد ان وضع ميزانية موحدة بينهما قد يثير الجدل او الشجار ولذلك على كل واحد منهما ان يضع ميزانية منفصلة يقسم فيها المبالغ بعقلانية على مصروفاته مثلا.
المسكن.. ان كان مؤجرا.. المدارس ان كانت خاصة ولها رسوم وهذه الأمور من الأولويات ثم بعد ذلك يأتي دور الملابس, المستشفيات, المطاعم, بنزين السيارة, المصروفات اليومية للمنزل ويفضل أن تكون أسبوعية مثل الخضار والفواكه وباقي التموينات الغذائية , الهدايا المكتبات.
وتقسم هذه الأمور بينهما او يقوم أحدهما بوضع ميزانية حسب مصروفاته ويخصص المبلغ المناسب حسب معرفته لكل فرع من تلك الفروع وما تبقى فهو للتوفير, علما بأن ما يخص بعض الفروع قد لا يوصف وبالتالي يوفر أيضا في جانب آخر, ولكي يضمنا سلامة التعامل مع الميزانية عليها أن يضعا الأموال المتوافرة في حساب ادخاري لا يتمكنان من التعامل معه ببطاقة الصرف الآلي.
/
\
الـــــــــــــــــــــــترا