[ذو الوشاح]

يحكى أن جحا كان له ولد فقال له يوما: يا أبي ما للناس ينتقدون عليك أشياء وأنت عاقل ولو سعيت في مجانبتها لسلمت من نقدهم.
فقال:يا بني إنك لم تجرب الأمور وإن رضى الناس غاية لا تدرك وأنا سأبين لك حقيقة ذلك وكان عنده حمار فقال له اركب هذا الحمار وأنا أتبعك ماشيا فبينما هما كذلك إذ قال رجل انظر ما أقل أدب هذا الغلام يركب ويمشي أبوه وانظر ما أشد تخلف والده لكونه يتركه لهذا.
فقال له:انزل سأركب أنا ومشي أنت خلفي فقال شخص آخر:انظر هذا الشخص ما أقل شفقتهُ,ركب وترك ابنه يمشي.
فقال له:اركب معي، فقال شخص:أشقاهما الله تعالى انظر كيف ركبا على الحمار ولو كان واحداً منهما كفاية.
فقال له انزل، وقدّما الحمار وليس عليه راكب فقال شخص:لا خفف الله تعالى عنهما انظر كيف تركا الحمار فارغا وجعلا يمشيان خلفه.
فقال يا بني :سمعت كلامهم وعَلَم أن لا أحد يسلم من اعتراض الناس على أي حالةٍ كانت



فلتتسع صدورنا لمناقشه قضايانا