عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2010, 05:24 PM   رقم المشاركة : 3
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

إننا حينما ننظر لتلك ألأشياء يلِّي ذكرتيهَا استاذه قديرة ( حِلوَة الأطبَاع )


فصدقيني لن نرى من الحياة سوى الأشياء البسيطة أو السيئة أو التشاؤمية


وهذا في حد ذاته يزيد من كأبتنا .. يحد من طموحنا ..


ويجعلنا غير قادرين على التفاعل مع متطلبات الحياة وإيقاعها المُتسَارِع ..


ولكنكي حينما تتأملي هذه الحياة تأمل العاشق ..


فإنكِ سوف تري فيها أشياء لا تتوقعيها .. ولم تكوني تريها من قبل ..


سوف تري للمياه الجارية معاني ضُمنية .. سوف تشعري لأوراق الشجر


معاني أخرى لا تقلُّ جمالاً ..


هذا فقط من مجرد النظر إليها .. فما بالكِ حينما تتحسسي بأناملكِ الرَّقِيقة ..


تلك الأوراق الخَضراء الندية وهي تنمو .. ما بالكِ حينما تقتربي منها أكثر؟!


لاشك انكِ سوف تشعري بمشاعر مختلفة .. مشاعر تحاكيكِ


تعطيكِ إحساساً آخر بالأخرين!

إن لدى كل منا مهما كانت درجة ثقافته أو عمره أو جنسه لديه جمال داخلي

ينآى بهِ عن هذهِ ( العَجَائِب ) يلِّي ذكرتيها آنِفاً ..

ولكنه لا يستطيع أن يستخدمه كما يحب أو ان يعبِّر عنه كما ينبغي ..

أو انه لا يرى هذا الجمال أصلاً .. وإن رآه فلا يرى منه سوى الجانب الضَّيق

والضَّيق جداً ؟!

وما نحتاجه أنا وأنتِ وكل ( الوديين ) ..

هُوَ أن يكون لدينا تناغم مع الوجود من حولنا .. فالوجود كما يعبِّر عنه ..

كلّه يتراقص ويشدُو بمُوسيقى الحياة ..

وإن شِئت اُنظري إلى الأمواج في هديرها .. والعصافيرُ في زقزقتها ..

والإنسان في ضحكه وبكائه .. في فرحه وألمه .. في كل ذلك وأكثَر ..

بماذا سوف تشعُرِي؟!

سوف تجدي موسيقى حركية صَامِتة ودقيقة ..

شأنها في ذلك شأن جميع أنحاء الوجود .. التي يتبدأ فيها نظام معيَّن ..

يمكن وصفه الإنسجام أو الإتِّساق .. أو كما يحلو للبعض أن يسميه ..

بالموسيقى الصَّامِتة؟

ترى ماذا ينقُصنا لننسى تلك ( العَجَائِب ) يلِّي ذكرتيهَا؟!

إنني لا أريدُ أن أدخلُ معكِ في قضايا متعمِّقة عن الجمال والتذوق الجمالي ..

فهذا موضوع عملي تعودنا إن ندرِّب عليه من هو بحاجة لتذوق الجمال ومعايشته

ولكن إلى متى نسمح بالمعوقات الحضارية وزحمة الحياة والمسؤوليات الوظيفية

وسيطرة العقل النقدي ( المادِّي ) وتدخل الآخرين في أمورنا الشخصية ؟!

إلى متى نسمح لمثل تلك الأمور من أن تحول بيننا وبين معايشة التذوق الجمالي

في جميع مناحي الحياة بكل صورها وأشكالها؟

إن الإحساس بالطمأنينة .. وعدم الخوف من المستقبل أو المجهول هو نوع ..

من الإندماج التذوقي الجمالي .. الذي يجعلُنَا راضين عن أنفسنا ..

وقادرين على الإنتاج وتحقيق طموحاتنا .. بل وحتى الإبداع فيهِ مراحل لاحقة ..

أو متقدمة

ولكن المشكلة في هذا النوع من الإحساس .. أقصُد الشعور بالطمأنينة ..

إننا نفتقده لدرجة كبيرة في حياتنا اليومية بدرجات متفاوتة رغم أهميته لنا ..

وإحتياجنا الشديد له .. وبالذات الحاجة للإشباع العاطفي ..

الذي يبدو أنه أحد الأسباب الأساسية للمشكلات النفسية

والعاطفية التي نشكو منها داخلياً وبصَمت؟!

والمشكلة الأخرى التي لا تقل أهمية هي عدم قدرتنا على الاعتراف بتلك الحاجة

للآخرين لإعتبارات مجتمعية غير منطقية أحياناً وغير معقولة ولكن هذا هو الواقع

فالمشكلة العاطفية حينما نتعمق فيها بصدق نجد فيها جماليات كثيرة ..

لايمكن تخيلها أبداً؟!

ولكِ أن تبدأي استاذه ( حِلوَة الأطبَاع ) في عدُّها على أصابع يديكِ الآن إن شئتِ

فأنا لن أعدها عليكِ .. بل هي مهمتكِ أنتِ .. أبحثي عنها .. غُوصِي بداخلها

احضري ورقة وقلماً الآن ..

إبدأي بالبحث عن تلك الجماليات التي تتضمنها المشكلة العاطفية فقط وتخيلي انها لكِ

وتأكدي أنه ليس هناك من رقم معين تنتهي إليه .. وتذكري انه تدريب عملي

لقدرتكِ على تلمُّس مواطن الجمال من الموضوعات السلبية كما يحلو للبعض تسميتها

والقُدرة على تذوقها ومحاكاتها أيضاً في مرحلة لاحقة..

ولا تقولي لا أعرف أو ليس لي مزاج أو بعدين .. أو الجو غير مناسب ..

هذهِ مسؤوليتكِ أنتِ؟

إن الأشياء الحلوة لا يكفي أن نستمع إليها أو ننظر إليها بل أن نعايشها عن قرب

ونحاول أكثر من مرة إذا كنَّا جادين في الإستمتاع بالأشياء الحلوة والإستفادة منها

ما يهمنا أن نعرفه هنا !!

انه حتى الخلاف والخصام .. والبعد والعتاب .. رغم مرارتها على النفس ..

وقسوتها على القلب .. يمكن ان يكون لها مداولات أخرى مريحة لنا..

وتذكري جيداً .. ولازلتُ أرمِي اليك استاذه ( حِلوة الإطباع ) ..

انه ليس جمالك المحسوس هو من جذب غيركِ لكِ وحبَّبه فيكِ !

ولكنه أيضاً الجمال المعنوي المتمثل في جمال الفكر لدَيكِ وجمال العاطفة

وجمال الإرادة وجمال الذكاء وجمال الروح الحلوة وجمال التضحية ..

والأخلاق الرفيعة وغيرها هي من رفعت منزلتكِ وعَّززت مكانتكِ عند من تُحبي

ويا بختكِ؟!

فماذا أكثر .. من أن تكوني أنتِ مصدر الإبتسامة على شفاه من يُحبُّكِ؟

ماذا أكثر من أن تكونِي أنتِ الصَّدر الحنون الذي يلجأ إليه من يثق بكِ ..

فيجد فيه الأمان الذي لم يجده فِي مكان آخر؟

ماذا أكثر من أن تكوني أنتِ القلب الكبير الذي يَسِع أسرار من تحبي وثقتهم؟

بل ماذا أكثر من أن تكوني أنتِ الإنسان الوحيد الذي ارتبط بك معنى الحب ..

وإلتصَقَ بكِ مفهوم المشاعر الإنسانية وإقترنت بكِ عبارات الصِّدق والإحساس؟

ألا يكفي أنكِ أنتِ من أوحى بالجمال ..

وأشعَر غيره بالراحة النفسية بعد الله سبحانه وتعالى .. فماذا أكثر؟

أليست تلك هي الحياة التي ننشدها .. أليس ذلك هو الجمال الذي نبحث عنه

أم أن لكِ رأياً آخر؟

/

/

/

إنتـَــر