[إنتــَــــــر]

( 2 )

المُهِم ألاَّ تَصتَصغِر الأمُور .. وأي مُبَادَرَة لـ ( السَّعَادَة ) مَهمَا كَانَت بَسِيطَة

لأنَّ مَردُودهَا النَّفسِي عَلَيكَ وَعَلَى زِيجَتُكَ .. وكُل مَن يُمَارِسْهَا أكثَر من رَائِع !!

وَخُذ مَثَلاً بَسِيْطَاً إن شِئْت ..

فِنجَان القَهوَة أوكُوب الشَّاي وَغَيرُهَا..قَد تَتَعَوَّدِّي أنتِ..وَهُنَا اُحَاكِي الزِّيْجَة ..

أن تُقَدّمِيهَا لِزَوجُكِ بِشَكِل يَومِي وَفِي أوقَات مُعَيَّنَة..أو أنَّكِ لاتَجَدِي الوَقت الكَافِ

لِتَنَاوِلهَا مَعَه لأسبَاب أنتِ أدرَى منِّي بِهَا .. وَلَكِن عَدَم طَلَب الزَّوج لَهَا ..

لايَعنِي أنَّه لايُرِيدُهَا أولايَحبّهَا ..

فَأنتِ بِإمكَانكِ أن تَسألِيهِ .. بِإسلُوبكِ الخَاص الرَّقِيْق عَمَّا إذَا كَان يُرِيدُهَا ام لا؟

بِإمكَانُكِ أن تُهَيِّئِي الأجوَاء المُنَاسِبَة لِتَتَنَاولِيْهَا مَعَه .. بِإمكَانُكِ أن تَبحَثِ عَن أسَالِيْب

جَذَّابَة لِتَحضرِيهَا لَه وأن لم تَكُن مُهِمَّة وَبِالتَّالِي الجَلُوْس مَعَه وَالشّعُور بِجَو رَائِع

بِإمكَانُكِ كُل ذَلك وَأكْثَر !!

وَلَكِن مَعَ الأسَف لاشَيء من هَذَا يَحدُث بِشَكِل عَام من الْبَعض وَإن جَدَّت فَبِشَكِل

تَقلِيْدِي مُمِل وَرَتِيْب أوبِإسلُوب مُكَرَّر غَير مُتَجَدِّد بَل حَتَّى أدَوَات الشَّاي من إبرِيق

وَفَنَاجِيْن وَسُكََّرِيَّة وَخَاشُوقَات وَغَيرُهَا لَم تَتَغَيَّر عِلماً أنَّ مَطَابخنَا عَامِرَة وَلله الحَمد

وَالمِنَّة بِأشكَال وَألوَان وَأحجَام كَثِيرَة من تِلك الفَنَاجِيْن وَالأقدَاح وَالصّحُون وَغَيرُهَا

وكُل شَيء أجمَل من الآخَر ..

وَلَكِن من المُستَفِيد مِنهَا يَاتُرَى؟

هَل هُم الضّيُوف فَقَط .. وَأينَ مَكَانهَا فِي المَطبَخ أوعَلَى أرفُف الدُّولاب الزُّجَاجِي

من أجل الزِّينَة..أمَّا أن تُمَتِّع نَفسُك بِهَا وَتُستَخدَم من حِيْن لآخَر فَهَذَا أمرُه مُستَبعَد

لَدَى البَعض من الزِّيجَات .. وَلَستُ أدرِي .. أهُو الإنشِغَال وَالكَسَل أم مَاذَا؟

نَحنُ بِصَرَاحَة لانَستَمتِع بـ(السَّعَادَة)وَبِمَا لَدَينَا ألاّ بِالشَّكْلِيَّات فَقَط رَغم أنّه مُتَوَفِّر

وَبَينَ أيدِيْنَا وَنَحنُ من إختَرنَاهُ وَوَفَّرنَاهُ وَهَذَا جُزء من مُبَادرَات (السَّعَادَة) الحِلوَة

الَّتِي نَرمِي إلَيْهَا ..

صَحِيح أنّ البعض قد يقُول..ومِنهُم الزِّيجَة تَحدِيداً..ولكن زَوجِي لايُعجبه شَيء..

ولايُقَدِّر شَيئاً ولايَهتَم أويَكتَرِث لِمَا أقَدّمه لَه فَمَابَالُكَ بِأن يَشكُرنِي عَلَيه أويَالَيتَنِي ..

أشُوفه أصلاً أو يَأتِي للمَنزِل وهَذَا وَارِد .. وَمَعكِ الحَق كُل الحَق فَلا ألُومَكِ اُختَاه!!

لأنَّ النَّاس تَختَلِف .. وقَد يَكُون نَصِيبُكِ مَعَ زَوج من هَذِهِ النَّوعِيَّة ..

ولكِن ايَّاً كَان زَوجُكِ .. فَلِمَ لاتَبدَأي بِمُبَادَرَات ( السَّعَادَة ) الحِلوَة مَعَ نَفسكِ ..

وَتُطَبّقِيْهَا عَلَيْكِ وَتِستَمتعِي بِهَا وَلاتُحرِمِي نَفسُكِ مِنْهَا ومَا أكثَر مُبَادَرَات ( السَّعَادَة )

لو فَكَّرتِ فِيهَا وَبَدَأتِ بِهَا فِعْلاً.؟

أنَّ مَانَبحَث عَنه بِصِدْق فِي حَيَاتُنَا اليَومِيَّة أياً كَانَ وَضعنَا الإجتِمَاعِي ..

هُو التَّجَدُّد المِستَمِر ..

وَالبُعد عَن الرَّتَابَة وَالإحسَاس بِالحَيَاة وَهَذَا لايَحدُث بِإذن الله ..

ألاّ حِينَمَا يَكُون لَدَينَا رُوح المُبَادَرَة بـ ( السّعَادَة )!!

الآن وبدُون أدنَى حَرَج .. سِل نَفسُك مَانَصِيبُكَ من مُبَادَرَات ( السَّعَادَة ) تِلك!!

ومَامَدَى تَطبِيقُكَ لَهَا وَإستِمَرَارُكَ عَلَيهَا مَعَ زِيجَتُكَ أو زَوجُكِ؟

وَكَأنَّي بِبَعضُنَا رَغبَة فِي أن يَقُول للطَرَف الآخَر أرجُوكَ بَادِرنِي بـ ( السَّعَادَة )

سِلْنِي عَمَّا اُرِيْد .. قُل لِي مَايَنقُصْكَ قُبَيْل أن أطلُب مِنكَ ذَلك .. قُبَيْل أن اُفَاتحَكَ بِهَ

وَفِي كُل مَرَّة!ّ

أشعُرنِي بِسُؤالكَ عَنِّي وَإطمِئنَانُكَ عَليّ كَي أشعُر بِإهتِمَامُكَ بِي وَحُرصُكَ الدَّائِم عَلَيّ

وَحُبُّكَ اللامَحدُود لِي ..

لاتَتَأخَّر أرجُوكَ وَلاتَتَرَدَّد فَمَازُلتُ أنتَظُر مِنكَ ذَلك لأشعُر بـ (السَّعَادة) تُحِيطُ بِي

وَتُرَفرِفُ عَلَيّ؟