عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-2010, 10:00 PM   رقم المشاركة : 3
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

لا أعرف أن كنتِ فِعلاً تتحدثِي عن ( الأحَاسِيس ) بالتَّحدِيد كما رَمَزتِ لِذلك ..

فِي عنوان موضُوعكِ ام لا .. ولكنِي أحسبها كذلك ..

أن إحساس الآخرين بك لا ينبع من فراغ .. لا يكون لسواد عينيك بقدر ما يكون

بناء على العلاقة القوية والمتينة التي تبنيهَا معهم وتلك الثقة الغالية ..

التي توليها إياهم ..

وأنتِ شخصياً حينما تلاحظِ أن مستقبل علاقتكِ مع أعز الناس على شَفَى الهَاوِيَة

وان ما بنيتيهِ معه بصدق بدأ يتهدم ويتصدَّع .. حينها لابد ان تحزنِ وتتألمِي ..

وتخافِ على مستقبل علاقتكِ الجميلة الصادقة معه ..

لابد ان تُعيدِ النظر في أسلوب تعاملك معه .. وطريقة كسبكِ له ..

هذا ان كان هناك وقت كافٍ للملَمَة ما تمّ فقده أو خسارته وما اذا كان هذا الطرف

لديه مساحة كافية وقناعة ذاتية أن كل شيء يمكن ان يُحل بالتفاهم والمناقشة ..

والصراحة !!

شريطة ان توضع النقاط على الأحرف منذ البداية ويتم الاتفاق عليها ومن ثم مناقشة

نقاط الاختلاف وكيفية التقريب بين وجهات النظر قدر الإمكان ألستِ معِي؟

إن ما يتعبكِ فعلاً هو عدم(إحسَاس)الآخرين بكِ حتى لو لم تكوني لم تتعمدِ الاساءة

وما يتعبكِ أكثر كونكِ عاجزة عن ان توصلي ما لديكِ بالطريقة الصحيحة ..

نظراً للفكرة المسبقة لدى الاخرين عنكِ .. والتي لا تعطيكِ فرصة لتوضيح الأمر ..


أو التأكد من الحقيقة!!

ومن حقنا كأشخاص نحب بصدق ان نعتب على من لا يسأل عنا ويطمئن علينا ..

ومن لا يحسُّ بنا هذا ونحن غائبون عنه فكيف بالله عليك ونحن قريبون منه ومعه؟

إن المسألة ليس في زيارتي لكِ بالمنزل .. أو اتصالي بكِ على جهاز الهاتف ..

أو سؤالي عنكِ من خلال الآخرين أبداً!!

فكل ذلك أمر جيد ولكن الفكرة هنا تقول بأنني (أحسُّ) بكِ..أعتبركِ جُزءاً مني

لَمْ أنساكِ أو تغيبي عن بالي ومهما صدر من بعضنا من سُوء مهم تجاه بعضنا..

وحينما نفكر قليلاً في (الإحساس) وبالذات بالآخرين سنجد ان هذا (الإحساس)

مرتبط بالذوق .. مرتبط بالشعور .. بالأمان النفسي .. مرتبط بالاشياء الجميلة

التي وُلِدت مع الانسان .. وتربَّى عليها .. وأصبحت جزءاً أساسياً من حياته..

إن هذا ( الإحساس ) الذي نقصده ليس مرتبطاً بفئة معينة دون غيرها ..

كأن يكون ( إحساسنا ) فقط تجاه من نحب ..

ولكن هذا يشمل جميع العلاقات الانسانية .. بداية من ( إحساسنا ) بوالدينا ..

ومقدار تضحياتهما من أجلنا .. ذلك ( الإحساس ) الذي يكاد يكون مفقوداً ..

من فئة كثيرة من الأبناء .. ممن يكونون متواجدين ..

داخل نفس المدينة التي يقطنها آباؤهم وامهاتهم .. ومع ذلك تكون زيارتهم لهم نادرة

ومحسوبة وقصيرة ..

وكأنهم مجبورون عليها وكأن سكوت الوالدين هو دليل رضاهم عن تقصير هذا الإبن

او ذلك في زيارته لهما..

إن ( الإحساس ) بالآخرين يأخذ صوراً كثيرة ..

منها ان تحسِّي بي قبل أن افاتحكِ بموضوع معين أو تحققي لي طلبي قبل ان اطلبه منكِ

أو تفهميني حتى قبل أن أتحدث معكِ أو أبوح لك وهكذا دواليكِ!!

وجميل جداً ان يكون لنا انسان يتفهَّم وضعنا..يقدر ظروفنا..يقف بجانبنا في أزماتنا

وأوقات محننا ولكن هذا الانسان نفسه يحتاج هو الآخر من يقف بجانبه ويدعمه ..

حينما يكون بحاجة لمثل هذا الدعم وألاّ كَيف؟

يحتاجُ الى صدر حنون يضع رأسه عليه فيبكي .. الى ان ينام فيرتاح ..

يحتاجُ الى من يخفف عليه عِبء المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقه ..

والهموم الكثيرة التي تشغل باله..

يحتاجُ هذا الانسان الذي طالما اعطى ويعطي الآخرين ويضحي من اجل الآخرين

يحتاجُ الى من يساعده في حمل تلك المتاعب لأنكِ ولازال الحديثُ لكِ (فَوق الغيُوم)

مهما كانت درجة قوتكِ .. مهما كانت قوة احتمالكِ .. سوف تشعري احياناً .

بأنكِ ضعيفة وضعيفة جداً ..

وتحتاجِي من يقف معكِ على الأقل يستمع اليكِ بعقله وقلبه .. وفي هذا راحة كبيرة

لا تعادلها راحة لأنه والحال كذلك .. فإن حتى تلك الدموع التي تنزل من عينيكِ

سوف يكون لها مذاق آخر مختلف .. يذكركِ بمن شارككِ أياها ..

ومَسحها لكِ بيديه الحَانِيتَين .. أو كلماته الطيبة.. فهل أنتِ من هذا النوع ..

الذي يهتم بالآخرين و( يحسُّ ) بهم ولو قليلاً؟

مرة أخرى .. اننا كثيراً ما نتذمَر من عدم ( الإحسَاسُ ) بنا ولكننا نحن انفسنا ..

لا نبادر بإظهار ( إحسَاسنا ) بالآخرين بشكل واضح لأسباب مختلفة..!!

ان هؤلاء الذين يعطوننا الكثير والكثير بحاجة لأن نشعرهم بان كل ما يقدمونه ..

من أجلنا موضع تقدير..

صحيح اننا احياناً لا نستطيع ان نحسُّ بالآخرين .. ونظهر لهم ذلك بشكل شفهي ..

رُبَّما لعدم قدرتنا على ذلك .. ولكن هناك وسائل أخرى ذات فاعلية كبيرة ..

منها على سبيل المثال خطابات الشكر وزيارتهم شخصياً وتكريمهم أمام الآخرين

والإشادة بهم ودعمهم في مجال عملهم الخ من المبادرات التي تنمِّي احساسنا بهم

وتقديرنا لهم !!

ولكننا والحقُ يقال حينما نشعر بالتجاهل من قبل من نحب..فإننا نعتب عليه كثيراً..

ويكون الرد كقولنا أخيراً ( حسِّيت ) وهذا ولا شك من قبيل اننا نمُون عليه ..

ولكنه عتاب مُبطَن على أي حال ويحمل في داخله الكثير من المعاني والمَضَامِين..

ولكننا حينما نتلفظ بمثل هذه العبارة ..

يكون جزء كبير من تحاملنا عليه قد زال وهذا هو المهم..

ومع ذلك دعيني اقول بأن جزءاً كبيراً من التعب النفسي الذي نعانيه بعضاً منا بالطبع

نابع عن ( إحساسنا ) بالآخرين .. ومعرفتنا لإحتياجاتهم ورغباتهم ومشاعرهم ..

ومع ذلك لا نستطيع مساعدتهم كما ينبغي ..

ولكن عزائُنا الوحيد ان همهم هو همنا وإننا معهم بقلوبنا وعقولنا وهذا أقل ما نقدمه

لأناس طالما ( أحسُّوا ) بنا ووقفوا معنا فما رأيك؟

/

/

إنتـَــر









إنها جزء من مشاعري ..

عفواً ..

أقصُد ( أحَاسِيْسِي )!!

بعضُ ُمني..

أبوح بها لك..

بكل صراحة..

دون خجل..

علّكَ تعرف ..

من أنت بالنسبة لي..

ومن أنا من دونك؟

.