( 3 )
والآن والحديث لكِ استاذه ( مضيعة قلبها ) أسمحيلي بسلسلة من أسألة ..
أريدُ أن أوجهها لكِ .. هل تستطيعي أن تمنعي قلبكِ من ألاّ يحب ..
من ألاّ يعرف طعم ( الحُب ) الحقيقي .. هل تستطيعي ان تعاقبيه كونه تجرأ
وتمرّدَ عليكِ وخرج عن طوعكِ وإرادتكِ دون أن يستشيرك أو يأخذ رأيك؟
هل تستطيعي ان تهربي من ( حبكِ ) بغيابك المستمر ..
أو بسفركِ المفاجئ خارج لاأسوار كي تريحي قلبكِ وتنسي حالات الشوق
غير الطبيعية التي تشعري بها ولا تستطيعي ان تقاوميها؟
بل هل تستطيعي ان تتجاهلي ( حُب ) الآخرين لكِ .. وإلى متى؟
بل وحتى لو سافرتي بعيداً عبر المحيطات بطوعكِ .. هل تعتقدي انكِ قادرة
على نسيان مشاعر (الحب) الصادقة المتأججة بداخلكِ تجاه من أحببتي؟
ذلك ( الحُب ) ..
الذي أوجده الله سبحانه وتعالى بداخلنا .. شيء رائع .. لايمكن وصفه؟
شيء جميل لا يمكن التعبير عنه .. شيء غريب لا تعرفي له تفسيراً له!!
كل ما تعرفيه أنكِ مُنجرفة وراء شيء اسمه شوق شيء اسمه حنين ..
وشيء أسمه لهفة؟
كل ما تشعرِ به أن مشاعركِ وعواطفكِ وأحاسيسكِ ليست ملككِ لم تعد كذلك
ولا تستطيعي التحكم فيها .. وحتى لو رَجَوتيْها وتوسَّلتي إليها ..
فلا تستطيعي ان تموني عليها.. لأنها أضحَت خارج نطاق السَّيطَرَة الشَّخصية
يا الله ما أجمل هذا ( الحُب ) حينما ينطلق بحرية في فضاءات رحبة مشروعة
لا يحدها حدود!!
وما أروعه حينما يجد من يشاركه هذا التحليق في عنان السماء ..
بل ما أعذبه حينما لا يكون له وقت محدد ينتهي فيه .. او يتوقف عنده ..
يا الله ما أجمل هذا ( الحُب ) الصادق الطاهر حينما يتمكن من قلوبنا
ما أروعه حينما يملأ علينا حياتنا سعادة .. ما أعذبه حينما يشعرنا بقيمتنا
وشخصيتنا ويجعل لنا وجوداً في هذه الحياة؟
أعتقد ان كل انسان منا بداخله كم هائل من ( الحُب ) ..
ولكن ليس كل انسان محظوظاً في ان يعطي هذا ( الحُب ) لإنسان يستحقه
وليس كل انسان وجد هذا الانسان المناسب حتى الآن بل ليس كل انسان
لديه القُدرة على مشاركة حبه مع انسان آخر ..
لاسباب خاصة به نحترمها ونقدرها .. لعل من أهمها ربما تخوفه ..
او تجاربه السابقة غير المشجعة او الظروف الصعبة المحيطة التي تمنعه
حتى من اظهار حبه ومشاعره والتعبير عنه!!
وحينما نُحرِم هذا ( الحُب ) الصادق من ان يلتقي بتوأمه حينما نُحرِم أنفسنا
من أن نعيشه كما يجب .. حينما نظهره على استحياء وكأنه جريمة لا تغتفر
حينئذٍ نكون قد ساهمنا في قتل اجمل شيء في الحياة ..
وطمس معالمه وتشويهها .. الا وهو ( الحُب ) ذلك الاحساس المميز ..
المرتبط بأسماء مميزة..
وهناك بالفعل فئات من هذا النوع التي تُخفي حبها بداخلها ولا تستطيع اظهاره
رغم براءته وتجترُّ أحزانها وآلامها بِمُفردُها دون ان يحسُّ بها احد ..
أو يلتفت إليها او يسأل عنها ..
وفي حالات كهذه ربما تتبادر لكِ تساؤلات كثيرة لعل اهمها ..
ترى الى متى يظل هذا ( الحُب ) صامداً في قلوبنا رغم الظروف الصعبة
التي تقف في وجهه .. وإلى متى يظل يقاوم تلك الأعَاصِير الهَوجَاء ..
التي تَهُبُّ في طريقه .. والى متى يظل يلتفت لأولئك الحاسدين المغرضين
الذين يحاولون النيل منه .. والاساءة إليه .. وتشويه صورته؟
أليس هو احساس جميل يستحق ان يعبِّر عن نفسه؟
يا إلله ما اتعب تلك القلوب الرَّقِيقَة الشَّفِيفَة حينما تحب بصدق ولا تجد صدراً
حنونا تضع رأسها عليه وحضناً دافئاً ترتمي إليه كي تشعر بالامان والطمأنينة
ما أشد قسوة الحياة عليها حينما تحب بعُمق ولا تجد من يسأل عنها ..
او يفكر بها او يشتاقُ إليها أو يقدر حجم تضحياتها الكبيرة ومعاناتها المستمرة
ما أشدُّ نار الغيرة بل الحِرمَان بداخلها حينما تعلم انها احق بذلك ( الحُب )
من غيرها ممن لا يقدرون قيمة ذلك ( الحُب )
ولا يعرفون كيف يصُونُونه .. ويُحافظُون عليه؟
بل ما أشد نار الحرمان حينما تريدي من يشارككِ ذلك ( الحُب ) الصادق
ولا تجدي سوى اقنعة مزيفة سوى سراب خادع أسوى ظروف قاسية ..
اقوى من الجميع ..
لا تفرق بين حب صادق عفيف وحب زائف مغشوش أوبين حُب لذاتك وشخصك
وبين حُب لمآرب وأغراض شخصية..