عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2010, 07:25 PM   رقم المشاركة : 23
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

مرَّة أخرى أستاذه ( صَمْت ) .. فبِيَدُكِ أن تَنسِي ( المَاضِي ) وجِرَاحُه ..


أن تَرسُمِي خطُوط ( المُستَقبَل ) بِأنَامِلُكِ الرَّقِيْقَة وَأنتِ جَالِسَة على شَاطِيء بَحَر


لازُورْدِي نَظِيْف فِي أجوَاء رَائِعَة .. أن تكتبِي ماتُرِيْدِ قَوله وَالإفصَاحُ عَنْه ..


أومَاتَحلمِي فِي تَحقِيقُه .. أن تتفَنَّنِي في ذلك الإفصَاح بِأسَالِيب حِلوَة ومَشرُوعَة


تَسرُّو النَّاظر إلَيهَا ..

صَحِيح أنَّكِ والحَالُ كَذَلك قد لاتَهنَئِي كثيراً وأنتِ ترِي أحلامُكِ و( مُستَقبَلكِ )

على ذلك الشَّاطِيء النَّاعِم لأن المَدّ والجَزر سوفَ يَجرُفهَا ويُحِيلُهَا إلَى أطلال ..

وسَوفَ أعَزِّيكِ فِي تِلك اللحظَة .. ولكن هَل إذا مُحِيَت كَلِمَات الحُب الرَّاقِيَة ..

وَالسَّامِيَة تِلك من عَلَى الشِّطآن وَرِمَالُهَا النَّظِيْفَة النَّقِيَّة .. هَل سَوفَ تُمْحَى ..

من جُدرَان قلُوبنَا وهِيَ المكتُوبَة عليهَا والمَمْهُوْرَة بِصِدقِهَا وَنقَاءُهَا وَعذُوبَتْهَا!

هل عدَم رُؤيتنَا للكَلِمَات الحِلْوَة بأعيننا يعفينا من أن نراها مكتوبَة ومُرسَلَة لنا

بوَسَائِل أخرَى عن طريق إحساسنَا بها بطرُق مُختَلِفَة؟

أليسَ الحُب إحسَاساً داخليَّاً .. نشعُر بهِ ونتفاعل مع تأثيراته علينَا بكُل شَقَّيهَا ..

الإيجابيَّة والسَّلْبِيَّة؟

وصَحِيح أن النهايَة عكس البِدَايَة ولكن طالما فكَّرنَا في تِلك الحقِيقَة بهذا الإسلُوب

اي أنَّ بدَايَتنَا الحِلوَة مع من نحِب سوفَ تَنتَهِ قريباً .. وأن كل شَيء سوفَ يَتَبَخَّر

حينئذٍ لن نستَمتِع بذلك ( المُستَقبَل ) الجَمِيْل لأننا سوف نكون قلقِين ومتوترِيْن

غير قادرِين وبِشَكل صَحِيْح عَلَى تذوِّق ذلك ( المُستَقبَل ) الجَمِيْل الذِي نَعِيشه

لأننا نخشَى إنقِطَاعه .. ونحنُ لم نُشبِع مِنه .. ولم نَرتَوِ بَعَد؟

أمّا لو تناسينَا تِلك النهَايَة رغم حقيقتهَا ولو مؤقتاً ولو من خلال تِلك اللحظَات

التي نَعِيشُهَا ونَحيَا بِهَا .. لإستَطَعْنَا بإذن الله ان نكون أكثر سعادَة .. وأكثَر رغبَة

وقُدرَة على تلمُّس مواطِن الجَمَال في الأجواء التي نعيشُهَا ..

وأكثر إبداعاً فِي إستِحضَار وسَائُل السَّعَادَة وإستِثمَار كل دقِيقَة من تلك اللحظَات

في شَيء يسعُدنَا ويدخُل البَهجَة المتوَخَّاة على قلوبنَا الحِلْوَة!!

نقول كل ذلك .. لأن لحظات السعادة قصيرة في حياتنا مقارنة بلحظات الالم ..

والتعاسة والاحباط وغيرها تلك التي نواجهها حتى من اقرب الناس لنا ..

حتى وهم بيننا وتحت سقف واحد؟

واذا كانت لحظات السعادة بهذا القدر او الحجم .. أليس الأحرى بنا ..

ان نُطِيلُ امدها ونستمتع بها .. أليس الأحرى بنا ..

ان نشارك معنا اقرب الناس الينا فيها؟

اننا لا نتحدث عن سعادة شخصية فحسب بل عن سعادة يشاركنا فيها كل من حولنا

وبالذات من نحب اولئك الاشخاص الذين لا تكتمل سعادتنا الا بهم ..

ولا يكون الجو حلواً الا بوجودهم معنا فيه؟

هذا ( المُستَقبَل ) يذكرنَا ببدايات اخرى لا تقل اهمية لأن المتسبب فيها ..

انسان واحد وجدنا فيه انفسنا وارتحنا اليه..

هذا ( المُستَقبَل ) هو حَيَاة مُتَجَددَة وصفحة بيضاء جديدة وقلب صاف نقي كبير

يكفي لحب الناس .. وآياد ارِيحِيَّة خيِّرَة ممدودة لكل الناس وآذان صاغية ..

تتفهم الجميع وروح حلوة محبوبة ومرغوبة من الناس كافَّة!!

نعم هذا ( المُستَقبَل ) لابد أن يكون خلوداً ورِحلَة طويلة مع مَن نُحِب ورحلَة بَعِيْدَة

عن كل مالانُرِيد أو يسبب لنا مُضَايقَات وإحباطَات .. هذهِ الرحلَة لِتَكُن رحلَة بَحرِيَّة

في قَارِب صَغِير يُبحِر بهِ فِي بَحَر صَافٍ لايَتَمَنَّى مَن فِيهِ الوصُول إلى شَاطئه ..

لأن الشَّاطِيء رُبَّمَا كان النهايَة ..

أورُبَّمَا أوحَى بذلك .. أما الجلوس في ذلك القَارِب الذي تتقَاذفه الأموَاج الهادئَة

تلك اللطِيفَة فربما يعنِي الإستِمرَار في العَيش في السّعَادَة مع مَن نُرِيد ..

وحتَّى لو إنتهَى الطعَام وشَعَرنَا بالجُوع .. فأن طعَام الحُب الذي يجمعنا ..

والمَشَاعِر الحلوة التي تربُطنَا كفيلَة بأن تجعلنا نشعُر بالشَّبَع ..

بأن تجعل ذلك القَارِب قارِب الحُب والسعادة يُبحِرُ بِنَا على أقَل من مهله ..

دون أن يخشَى أو يترقَّب النهَايَة ..

وهي الوصُول إلى ذلك الشَّاطِيء حيث الحضَارة الماديَّة الملوَّثَة بالتّصنُّع ..

والزَّيف والخَدِيعَة وإن لم تكن كلها كذلك وحيثُ الإنشِغَال واللهُو بأمُور ..

ومُلهِيَات الدنيَا .. نعم هذا ( المُستَقبَل ) الذِي ارمِي إلَيهِ ..

وأتمنَّى ألاّ تكونِي قد اُصِبتِ بالملل أستاذه ( صَمْت ) لابد أن يكون سُلطَان القَلب

وَرِيحَانتُه .. إنشودَة الحُب وعذُوبَته .. جمَال الرُّوح وأنسَته .. خِفَّة الدَّم ورَوعَته

بل الأكثر من ذلك هو الحُب وإبتِسَامَته ..

هذا ( المُستَقبَل ) ينبغِي أن نستشعره أن ننسَ تِلك القِسوَة التِي طَغَت على قلوبنَا

وجعلتنا نقسُو على أقرب الناس لنا وعلى حُبنا الحقِيْقِي وعلى كل شَيء جمِيل ..

بدأنا نستشعره في حياتنا ..

فقط لأن هناك من يحاول تشويه صورة هذا الحب الطاهر في قلوبنا ..

وإعتباره مجرد خداع .. وكذب وتمثيل من الطرف الآخر..

هذا ( المُستَقبَل ) لابد ان يكون مقاومة صريحَة لتلك الضغوط المستمرة..

والمتواصلة التي نواجهها يومياً من أولئك الحاقدين والمغرضين وتكذيباً ..

لأولئك النَّفر الذين لا هم لهم سوى الكلام الفارغ وتعميم المواقف الفاشلة

التي تعرضوا لها على الآخرين حتى وإن كانوا عكس ذلك؟

بل هذا ( المُستَقبَل ) هُوَ الرجوع فعلاً للطريق الصحيح هو العودة للحب الحقيقي

للإحساس الصادق .. هو التسامح بغض النظر عمَّا حدث ويحدُث ..

وإعتبريني أستاذه ( صَمْت ) ذلك الطرف المقسُو عليه من قبلكِ ..

ودعيني اقول لكِ .. دعيني اساعدك على مَحو آثار ذلك الجرح الدامي ..

الذي احدثته فيكِ .. ودعيني اقول لكِ بأنني سامحتكِ من كل قلبي ..

ومن كل ذرة في كياني ..

ولو أنني لم اشأ ان اقولها..ليس لأن في قلبي شيئاً ما عليكِ بل لأنني لم احمل

في قلبي شيئاً عليكِ ولم ازعل منكِ يوماً .. لانني اعرف اي معدن اصيل انتِ

وكم هو صادق شخصُكِ .. وكم هي كبيرة ثقتكِ بي ..

وهذا يكفي لأن افتح معكِ صفحة جديدة .. وأمسح عنكِ تلك الابتسَامة المجروحة

بسبب مداخلتِي الثَّانية والثالِثَة .. لأعيدها ابتسامة متوهجة كعادتها ..

وأوقف نزف جراحكِ .. وأقفُ بجانبه .. كي يندملُ وكي لا تجفُّ ريشة حبكِ ..

ومداد عطائك ِ!!

ومرة أخرى استاذه ( صَمْت ) لأن ( المُستَقبَل ) الحقيقي الذي سوف نبدأه

لابد ان نتخلص من كل ذيول ( الماضِ ) مهما كانت بسيطة وايا كان نوعها

الا تتفق معي قولي بصراحَة؟

وهذا ( المُستَقبَل ) لابد وأن يكون إضمُومَة وَرد رائعة الجمال أهديها اليكِ ..

في اجمل مناسبة لكِ .. في هذا اليوم الأثنَين الذي يعني لكِ مناسبة خاصة

وفي هذه اللحظة التي تعني لكِ شيئاً كبيراً .. وفي هذه الظروف التي لابد ..

ان تشعري فيها بأن هناك من يشعر بفرحتكِ .. من يبارك لكِ من كل قلبه ..

ذلك ( المُستَقبَل ) الذِي لابد أن نبدأه الآن ..

مع ابتسامة حلوة تعكس روحكِ الجميلة ومصافحة حقيقية تعني نسيان الماضِ

بكل ما فيه والبدء بصفحَة جَديدة مكتُوبُ ُعليهَا .. وبعبارة واحدة لا غير ..

وبخَط عَريض من اينَ نَبدأ حياتنا هَاه؟

هذا ( المُستَقبَل ) لا ينبغي ان يكون لي انا..او لكِ انتِ فَحسب بل لنا جميعاً

كل اولئك العطشى المتلهّفين لـ ( مُستَقبَل ) رائِع وماذا عساه ان يكون

سوى بداية صفحة جديدة حلوة .. محملة بكل الوعود الصادقة بأن اكون لكِ ..

ومعكِ وبجانبكِ ..

وبكل الدعوات الصادقة بأن يديم الله علينا حبنا ومشاعرنا ونعمة الصحة ..

والعافية وأن يعم السلام كل بقعة على وجه الارض .. وأن يكون آخر عهدنا

بالقسوة والظلم وسوء الظن والتجني على الآخرين هو اليوم بل الآن ..

اقصد هذه اللحظة بالذات لحظة التجلِّي ..

فهكذا ينبغي ان تكون المشاعر .. وهكذا ينبغي ان تكون العودة الحقيقية ..

انه سِر ( المُستَقبَل ) وما أدراكِ ما ( المُستَقبَل ) ألستِ مَعِي؟

/

/

/

إنتـَــر