عرض مشاركة واحدة
قديم 23-03-2010, 12:05 PM   رقم المشاركة : 3
إبداع عصري
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية إبداع عصري
 





إبداع عصري غير متصل



انطلقت نحو الوجهة التي سبقت نزولي للأعماق، وأخذت ألتفت كالمعتوه!

مرة أنظر نحو السطح، ومرة نحو الأعماق، وألتفت يمينا ويسارا بانتباه شديد..
وأدعو من أعماقي أن يكون ذلك الغواص الشاب الخجول المؤدب قد صعد السطح..

لكني أريد أن أطمئن أولا أنه ليس في ألأسفل ..
فبقاؤه هناك يعني مشكلة كبيرة..

بينما كنت أبحث شاهدت فقاعات ضائعة قليلة تصعد من الأسفل، فعلمت أن الشاب في الأعماق !!

انطلقت مسرعاً، توكلت عليك يا رب، اتصل قلبي بربي وازدت تعلقاً به، رأسي للأسفل، قدماي للأعلى، ضربات قوية بالزعانف،، أصبحت أتجه للأعماق وبسرعة، لأدراك الوقت ولأنها حالة طارئة جدا ولا مجال للتأخير أو حتى التفكير..


يا الله العمق(100قدم)ولا جديد!!
120، 150، 180 قدماً!!
يا الله العمق(195قدما)!! وهاهو الشاب ملقى على الشعاب(ويلتفت بهدوء غريب وعجيب) !!

وصلت إليه، يا الله العمق220قدما، وهذا في عالم البحار، خطر مدلهم خاصة للمبتدئين، أمسكته من مؤخرة اسطوانته، ورفعته برفق وأدرت وجهه إلي وأنا أصعد به، بهدوء مبالغ فيه تماما، وأشير إليه: هل أنت بخير؟
لكنه لا يجيب!!

فقط ينظر (بهدوء قاتل) !!

فعلمت أنه في ورطة كبيرة، وأنا أيضا في ورطة أخرى،، فأناملي بدأ يسري إليها التنميل، وبدأت أشعر بالتوهان!!

إنها أعراض سكر الأعماق،، لا بارك الله فيها من أعراض..

يا رب رحماك ...

قاومت، وأخذت أصعد به بهدوء كبير، متابعاً لعدادات العمق والهواء بحرص شديد..

الهواء ينفذ والوقت يمضي، ويجب أن يكون كل قرار سليم وفي توقيت مناسب، وإلا فالعواقب وخيمة !!

وصلانا عمق(50قدما) أخذت أهز الغواص الشاب بقوة،وكأني أيقظه من نوم عميق !

كان الغواص هذه المرة يستجيب ويشير بضعف شديد أنه بخير،،

لك الحمد يا رب..

تابعنا طريقنا نحو السطح ببطء شديد، ممسكا بالشاب جيدا خوفا من أن يصعد إلى السطح، فهذا خطير أيضاً قد يوقعنا في ورطة أخرى!

وصلنا (15قدما)، قمنا بعمل توقف السلامة قبل الصعود للسطح..

نظرت إلى الهواء، وعلمت أنه ليس أمامي سوى استنفاذ كامل الهواء داخل الأسطوانتين ثم الصعود للسطح..

وانتهى هواء(الشاب)، فقاسمته هواء أسطوانتي عبر المنظم الاحتياطي.

ولما قارب هواء اسطوانتي على النفاد تركت الشاب يصعد بعد أن وضعت هواء كافياً من رئتي في جاكيت الطفو للشاب..ونظرت إليه وهو يصعد،، وأنا أدعوا له بالسلامة والنجاة..
استهلكت كامل اسطوانتي تماما وصعدت للسطح..

ساعدت الشاب على خلع معداته..

وخرج باق الغواصين، نظرت إليهم وكلي حنق عليهم،، لكن لا وقت للنقاش أو العتاب أو الاستفسار..
وإنما أمرتهم بإحضار اسطوانة الأكسجين..ووضعتها للشاب الذي أستنفذها كاملة داخل السيارة المنطلقة لأقرب مركز صحي به أكسجين..وصلنا وحصلنا سوياً على أكسجين أيضا..كان الشاب ممدا على سرير يستنشق أوكسجينا حرا100% ليتخلص من النيتروجين الذي تشبع به جسمه ..

أنهى الشاب اسطوانة كاملة داخل المركز كنت حريصا على وجود التدفئة الكاملة والابتعاد عن التعرض للبرد والمجهود للشاب، وأخذت أراقبه وأراقب تنفسه..

كتب الله له النجاة، ومضى الأمر على خير،، وأعتذر الباقون عن خطئهم الفادح وعلموا عظيم جرمهم..

عدنا لموقعنا، وجلس الأحبة يتحدثون ويتسامرون، بل ويعدون لوجبة شهية..

لكني كنت متكدر الخاطر،، فلم أشأ معهم جلوساً..


حملت متاعي وعتادي،، واستأذنت وانطلقت بسيارتي نحو منزلي وكلي أمل أن لا يعيد الله تلك المواقف،،

هكذا هي الحياة، هكذا كنا وها نحن نكون..

أسأل الله أن يحفظنا بحفظه، وأن يرعانا ويحرسنا بعينه التي لا تنام.. أ.هـ

الحلقة القادمة:

إبداع عصري في مهمة إنقاذ، غواص يطلب النجدة في عرض البحر، ليلة باردة وأمواج وهواء، وحرس الحدود يمنع من الاقتراب بجة سوء أحوال البحر ووجود تيارات ودوامات قوية،، ويريد الصباح أن يحل ليقوم بمهمته !!

تابعونا، تجدوا المتعة والفائدة..
ولا تبخلوا علينا بنصحكم وتوجيهكم،، ولا تحرمونا فوائدكم..
دمتم في رعاية الله وتوفيقه..

إبداع عصري
.....