عرض مشاركة واحدة
قديم 20-03-2010, 07:15 AM   رقم المشاركة : 2
إبداع عصري
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية إبداع عصري
 





إبداع عصري غير متصل



مجموعة من الغواصين تربطنا صلة قوية وصحبة نقية.......

حملنا أمتعتنا، وانطلقنا نحو رحلة يحدوا أصحابي الأمل بأجواء هادئة وبحر هادئ وصيد وفير)........

كانوا يقطعون طريقهم (بأحاديث وقصص عن مغامرات البحر وأهواله)...............
وكانوا أحيانا يمزحون ويتضاحكون(وكانت السعادة تملأ قلوبهم والفرح يذهب بعقولهم بعيدا بعيدا........وصلوا موقعهم........ونصبوا خيمتهم..........وأشعلوا نارهم(وجهزوا قهوتهم)...............وبدأ كلام الشاي ومتعة الحديث...

وكان بين أصحابي شاب جديد على الغوص ....يبدو عليه الخجل الشديد والأدب الكبير........كنت أتحدث وأشرح مخطط الغوصة وكان يستمع فقط !!

وجاء موعد(الغوصة)...وبدأ الكل بتجهيز المعدات نظرت إلى الشاب الجديد فوجدته قد قام بتركيب معداته بطريقة خاطئة فصححت له ذلك بلطف، فأجابني بابتسامة رقيقة ..

ونزل الغواصون (وانطلق المغامرون)،، لكن لا أثر للصيد !

مضى نصف الغوصة، ولا أثر لصيد يستحق عناء الرحلة ومشقة السفر).....
وبدأ اليأس يظهر على عيونهم والأسف يقطع قلوبهم ..
وهموا بالرجوع من حيث أتوا !!


نظروا إلي وقد تركت (الحيد المرجاني) وانطلقت نحو أعماق البحر المفتوح أطارد سمكة بياض من الحجم الكبير الحجم وتابعني أمهرهم حسب مخطط الغوصة السابق...

ابتعدت مصرا على صيد هذه السمكة، بينما رفيقي يتابع من أعلى قليلا........
وصلت إلى عمق 90 قدماً وصاحبي يتابع على عمق على عمق 70 قدماً.
كنت أطارد الصيد وعيناي على زميلي أنظر إليه بين الفينة والأخرى...
بينما زميلي يراقب من أعلى بهدوء كبير ..


وهكذا هو نظام الزمالة في الغوص، وكم هو خطير الغوص الانفرادي !


ضربت أخيراً صيدي بالبندقية وتعاركت معه للحظات، وأخيرا قبضت عليها، سمكة ضخمة تزن قرابة ال60 كيلو ! أشرت لرفيقي فنزل إلي للمساعدة..

أنهينا معركتنا مع تلك السمكة الضخمة وعدنا أدراجنا نحو بقية الرفقة لنفرحهم بالصيد العظيم.......

وجدناهم على عمق50 قدما، لكنهم مشغولون بشيء ما، اقتربنا منهم نظرنا: فإذا هم مشغولون بناجل كبير جدا قد علق في جحر كبير وفيه رمحان من البنادق اخترقا جسده، وأحد الرماح علق أيضا بالشعاب ويصعب إخراجه.........

لكني نظرت إليهم فافتقدت أحدهم،، سألت زملاءه أين هو؟ !! فأشاروا بعدم علمهم به !!

أبديت امتعاضي، فما فعلوه جرم كبير لا يغتفر في عالم ما تحت البحار !!

لم يكن هناك وقت لكثير جدل، أعطيتهم بندقيتي وعلمت أنه قد جد الجد، وأن هناك بوادر مشكلة كبيرة قد لاحت في الأفق، حزمت أمري وتوكلت على ربي وقلبي تزداد نبضاته، وتردد كبير وخلط في الأوراق اعتراني وقتها..

فاختفاء ذلك الشاب وقلة خبرته في هذا العالم المهيب تعني لي الكثير: موت، تيه، سكر أعماق، انخفاض ضغط !!

ماذا حدث وكيف كان التصرف، نقرأ ذلك بمشيئة الله بعد أن نشاهد مدى تفاعلكم وبعد أن أمتع بجفناي بنومة أتمنى أن تكون هانئة ..

دمتم بخير ...


إبدع عصري..