عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-2010, 10:13 PM   رقم المشاركة : 5
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

مَا أدرِي ليش شَعَرت بالخَجَل وَأنَا اقرَأ هَذَا المَوضُوع ..

رَبَّمَا لِكَونِي أنتَمِي لِنَفس دِيَانَة هَؤلاء النَّاس النَّاكرِينَ لِجَمِيل وَالِدَاتهُم

فَيَالله شَيء لاتُكَادُ أن تُصَدِّقه ..

أحدَاث مُؤلِمَة حَقَّاً .. ولِصَالِح مَن يَحصُل هَذَا النِّكرَانُ للجَمِيل مَن؟

يَعنِي فِي الوَقت الَّتِي تَكُون فِيهِ ( أمُّك ) أحوَج النَّاس إلَيك ..

بَعَدَ أن تَقَادَّم بِهَا العُمْر بَعدَ أن أبيَضُّ شَعرِهَا بَعدَ أن دَاهِمَتهَا الأمرَاض

وبَعدَ أن أضحَت بِحَاجَة للإهتِمَام بَعدَ كُل ذَلك وَأكثَر تُجَازِيْهَا بِالضَّرب

تَركُلهَا بِالقَدَم .. تُعَامِلهَا بِالطَّرد ..

إذَا كُنَّا نَتَألَّم وَنَشعُر بِالغَصَّة .. حِينَمَا يَتَنَكَّر لَنَا إنسَان أحسَنَّا إلَيهِ ..

إنسَان أعطَينَاه حُفنَة من الرِّيَالات .. إنْسَان أسقَينَاهُ شُربَة مَاء ..

إنسَان أوصَلنَاهُ إلَى مَكَانٍ مَا .. فَمَابَالُكِ بِتِلك ( الأم ) الَّتِي رَبَّت ..

وَسَهَرَت وَعَانَت ..

وَفِي الآخر يَتَنَكَّر لَهَا ابنَاءُهَا ( وَيُضربُوهَا ) وَ ( وَيَركلُوهَا ) ..

كَيف هُوَ مِقدَار الألَم .. ومَاهُوَ حَجم المُعَانَاة بِالنِّسبَةُ لَهَا من النَّاحِيَة

الحِسَابِيَّة؟

كَيف وَقع ذَلك عَلَى نَفسهَا ومَردُوده السَّيِّء عَلَى المَدَى البَعِيد كَيف؟

أعتقِد .. وطَالَمَا أن الوَاقِعَة الأولَى وَهُنَا أرمِي للوَاقِعَة يَلِّي حَدَثَت ..

فِي ( مُجَمَّع الرَّاشِد ) وبِالمُنَاسبَة أختُنَا الكَبِيرَة ( بِنت السّحَاب ) ..

فَأنّ هَذَا المُجَمَّع عَلَى بُعد مَرمَى حَجَر من مَنزِلنَا ..

يَعنِي أذهَب إلَيهِ مُتَبَختِرَاً سَيراً عَلَى الأقدَام .. أعتقِد لَو أنَّ هَذَا العَاق

وَجَد فَتَاة إبتَسَمَت لَهُ .. لَحَمَلهَا عَلَى كفُوف الرَّاحَة وقَدَّم لَهَا الغَالِي ..

وَالنَّفِيْس وَرَمَى ( أمُّه ) فِي غَيَاهُب المَجهُول لَطَالَمَا سَولَّت لَه نَفسُه

الرَّدِيئَة عَلَى ضَربهَا أمَام مَرآى من النَّاس ..

فَيَا الله لا أعرِف حَقِيقَة مَاذَا حَدَث وَيَحدُث لِبَنِي البَشَر فِي عَصرُنَا هَذا

أحدَاث تَجعلُكَ تُفَكِّر وَتُفَكِّر عَن السِّر الحَقِيقِي لهَذَا التّنَكُّر لـ( الوَالدَين )

رَغم كُل الآيَات الكَرِيمَة الَّتِي تَحُثِّنَا وَتُطَالِبْنَا بِالإهتِمَام وَالعنَايَة بِهُم ..

أحدَاث تَجعلُكَ تَتَألَّم وَتَشعُر بِرَغبَة حَقِيقِيَّة فِي البُكَاء ..

هَذَا إن لَم تَكُن قَد بَكَوت فِعلاً لاقَولاً .. رَغم أنَّه لَيسَ لَكَ عِلاقَة ..

فِي مِثل هَيْك أحدَاث سِوَى أنَّكَ تَذَكَّرت وَالِدَتُكَ .. سِوَى أنّك تَخَيَّلت ..

نَفسُكَ عَاقَّاً لَهَا!!

أحدَاث تَجعَلُكَ تَتَسَاءَل .. أفِعلاً مَايَحدُث ومَا أقرأه أو أشَاهِدَه أمَامِي ..

من قِصَص يُنْدِي لَهَا الجَبِيْن حَقِيقَة ام أنَّهَا مُجَرَّد رِوَايَات من ألف لَيلَة ولَيْلَة

وَالحَمدلله عَلَى كُل حَالٍ؟

/

/

المحبرة اللامُنتَهيَة











أبداً.. يا ( أمِّي ) الجميلة ..

ماهذا الكلام..

الذي اسمعه منكِ؟


ماهذا التشاؤم..

الذي ألاحظه عليكِ؟

ماهذا الانكسار..

الذي أراه في حديثكِ؟

وماهذه النَّبرة المُؤلِمَة..

التي اسمعها في صوتكِ؟

التي تكادُ تخنقكِ..

/

/

ألاّ أنَّكِ ..

شعرتِ بإجحاف الآخرين معكِ..

وعدم تقديرهم لكِ..

وعدم إحساسهم بكِ..

ألاّ أنَّكِ ..

شعرتِ بهذا كله..

تصلين الى هذا الحد..

من التشاؤم؟

من الاحباط؟

من الوحدة؟

ومن اليأس؟

/

/

لا.. لا

ماهكذا أنتِ ..

ولن تكوني أبداً..

ماهكذا يا ( أمِّي ) الجميلة..

التي تعودتُ عليها..

تذبل بسرعة..

تستسلم بسهولة ..

/

/

ماهكذا هي تلك ( الأم ) !!

التي يقصدها الآخرون ..

ليأنسوا بها؟

ليستمتعوا بجمالها؟

ليرتاحوا معها؟

ويستنشقوا عبيرها؟

/

/

أبداً.. يا ( أمِّي ) الجميلة..

سوف لن تذبلين بإذن الله..

وانا معك.. وبجانبك..

بل ستظلين نظرة..

كما عهدتكِ..

وردة متفتحة..

مبسمة..

متفائلة..

كما عرفكِ الآخرون..

/

/

هل تذكرين أيتها ( الأم ) ..

حينما كنتِ تحملينِي ..

هل تذكرين..

ماذا كان يقول الآخرون..

وأنتِ تضمِّينِي إلَيكِ ..

وانتِ تحمليني بين يديكِ..

هل تذكرين حينما كانوا يقولون ..

( أمَّا تَحمِلُ طِفلاً )!!

أمعقول هذا؟

فياله من جمال؟

وياله من دلال؟

/

/

أبداً.. بل ستظلين..

ذلك الطير المغرِّد..

في الحقول..

وبين اغصان الصباح..

ذلك الريم الجميل..

المتنقل في الصحاري..

وبين التلال..

/

/

لا.. لا أيتها ( الأم ) ..

سوف لن تظلِّين بمفردكِ..

تعانين.. وتعانين..

وتشكين وتتوجعين.. وبمفردك..

بل سأكون معكِ..

بجانبكِ..

أتفهم مشاعركِ..

أقدِّر ظروفكِ..

أخفف ما بكِ..

وأعيدكِ بإذن الله..

وبكل ما استطيع..

الى حيث كنتِ..

حيث التفاؤل ؟

لايفارق شخصيتكِ..

وحيثُ الإبتسامة..

لاتفارق محيَّاكِ..

لاتُغَادِر شِفاتك ..

/

/

لمَ لا..

وأنتِ أهلٌ لها؟

لمَ لا..

وأنتِ جزءٌ منها؟

بل لمَ لا..

وأنتِ من يجب أن يكون كذلك؟

/

/

ولا تنسي يا ( أمَّاه ) !!

أنه يَوم الخير..

مانحنُ مُقبلون عليه..

ومَانحنُ فيه الآن..

نعم .. يَوم الخير..

ما يعني أنه بداية التواصل..

ولن يكون الأخير..

بإذن الله..

ووداعاً للماضِ الأليم ..

ومَرحَى للمستقبَل النَّظِير ..

وأقِفُ هُنا؟

.