عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-2010, 09:14 AM   رقم المشاركة : 4
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

يا الله .. صعب جداً ما أراهُ في هذهِ الصَّفحَة من غصَّات مُؤلِمَة ..


تُكَادُ تُطبقُ على أنفَاسِي أن لم تكن قد طبقَت فِعلاً لا قَولاً ..

ولا أعرِف ماحَصَل وَيَحصُل لهَذَا الجِيل من الشَّعب الذِي قُدِّر لنا..

أن نكون من أبناءُه أو موَالِيده .. هل هيَ النَّشئَة التِّي رُبِّينَا عليهَا

هِيَ مادَعَتنَا للتنكُّر لوالِدَينَا لأقرَب النَّاسُ لنَا ..

ام هِيَ البِيئَة والإحتِكَاك بِمَن هُم ليسَ مِنَّا لَيسَ من دِينُنَا وعادَاتُنَا

وَإستَأثَارُنَا بسلُوكهُم الدَّخِيل عَلَينَا؟

ولا أرِيد أن أشرَح لكِ بالتَّفصِيل المُمِل عن منزِلَة الوَالِدَين الكبيرَة

بالنّسبَة ُلَنَا لأن مثلُكِ عارِف والعَارِف لايُعَرَّف ألَسْتِ مَعِي؟

يعنِي لو فكَّر النَّفَر مِنَّا قَلِيلاً .. لوعَاد بُرهَة من الزمَن إلَى الوَرَاء

إلى سنون مُضنِيَة .. ولا أخَالهَا بَعِيدَة .. لو تذَكَّر تِلك الأيَادِ الحَانِيَة

التِي كَانَت تُطبِق على زُمَّارَة وجهه ..

وَتُرَافِقهَا قُبلَة يُسمَع صدَاهَا فِي كُل الزوَايَا وَالأركَان !!

حينما كَانَت تقُول لَنَا الوَالِدَة حَفَظهَا الله لِمَن هِيَ عَلَى قَيد الحَيَاة ..

وأسكنها الفردُوس الأعلَى لِمَن توفَّاهَا .. حينمَا كَانَت تقُول ..

وقُبَيل ذهَابنَا إلَى المدَارِس ( أنتبه ياولِيدِي ) .. التَفِت يُمنَى ..

ويُسرَى قُبَيل قَطع الطَّرِيق وأعِيد الكَرَّة مجدداً قبل أن تطلُق سَاقَيكَ

سِر بِمُحَاذَاة السِّيسَان كَي لايَصدمك أحد .. كَي لاتأخُذ لفحَة بَرد ..

يَردِيك طَرِيح الفرَاش !!

إحذَر من رُفَقَاء السُّوء .. لأنِي أخَاف عليك أكثَر من نَفسِي ..

يَاقَرَّة عينِي ويانَبض فُؤادِي ويَاكُل مَافِينِي !!

وأنتَ أمام هذهِ النَصَائِح المتكررة ليس أمامك سِوَى أن تطأطِي برَأسُكِ

وتُومِي بِهِ إلَى الأسفَل كتَعبِير صادِق عن قبولك لمثل هذهِ النَّصَائِح ..

صحيح أنَّكَ لم تدرُك قِيمَتهَا الفِعلِيَّة في ذلك الوَقت بحُكم صُغر سُنّك ..

ولكن أجزُم أن سِهَامهَا المُشَبَّعَة بالحُب ..

وَالممهُورَة بالحَنَان قد إختَرَقَت جُدرَان قلبكَ الصَّغِير وإستَقَرَّت فِيه

والأمر لايَنطَبِق على ( الوَالِدَة ) ..

وإن كَانَت هِيَ الأهَم بل حتَّى على ( الوالِد ) حينمَا يأتِي من عمله ..

محمّلاً بكُل مالَذَّ وَطَابَ من خَيرَات الدُّنيَا .. فتخيَّلِي والحَدِيثُ لَكِ ..

أستاذه ( سَندَرِيلاّ ) تخيَّلِي حِينَمَا يَأتِيكِ أباكِ حِينَمَا يَدخُل عَلَيكِ ..

وفِي يده دُميَة وَردِيَّة اللون ذَات شعَر أشقَر ذَات عَينَا خَضرَاوَان ..

حِينَمَا يُقَدِّمهَا لَكِ بِيَده لابِيَد غيره ..

ودُون وَسِيط .. يَفقدهَا حَرَارَتهَا الكَبِيرَة المُلتَهِبَة لِتَأنَس وِحدَتُكِ ..

لِتُبدِّد وُحشَتُكِ وَلِتَكُون صَدِيقَتُكِ الوَحِيدَة فِي ذلك العُمر حَيثُ البًَرَاءَة

وحَيثُ العفَاف الِّذِي لايُوصَف ..

تخيلِّي كُل تِلك الأمُور من قِبَل ( الوَالِدَين ) وغيرهُم الكَثِير والكَثِير

من الأمُور الَّتِي لاتُعَد وَلاتُحصَى .. فهَل نُجَازِيهُم بعد ذلك بالصَّد ..

وَالنّكرَان وَالجحُود .. وَنَرمِي بِهُم .. وبكُل وَقَاحَة فِي دَار العَجَزَة ..

لأن زوجَاتُنَا يرِدنَ ذَلِك؟

هَل ننسَى تِلك الطفُولَة الحِلوَة التِي أغدَقُوا عَلَينَا فِيهَا من كل مالذّ

وطَاب وكَأنهَا نسمَة عابرة كبقِيَّة النَّسمَات؟

/

/

المحبرة اللامنتَهيَة







تلك السعادة الحقيقية التي أحياها أنتِ مصدرها!!
/

/

تلك اللحظات الجميلة التي أعيشها أنتِ سببها!!

/


/

تلك الرحلة الرائعة التي أقومُ بها أنِت رفيقتها!!

/

/

تلك الأجواء الحالمة التي اهِيمُ فيها أنتِ ..

ولا أحدٍ سوَاكِ نكهتها!!

/

/

أمَّا تلك الذكريات الخالدة التي أحلمُ بها ..

وأتوق إليهَا .. وياعيني عليها من ذكريات ..

فأنتِ وحدكِ من يعيدها؟

.