عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2010, 11:20 PM   رقم المشاركة : 10
LadyLvoe
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية LadyLvoe
 






LadyLvoe غير متصل

الجزءالعاشر...............والأخير




قال خالد: "زيزفونة" ستفوتني صلاةالجماعة...


أجابته"زيزفونة" و هي تشير إلى اتجاه القبلة: صلي هنا و هذا اتجاهمكة...


سألها خالد متعجباً: و هل أصلي وحدي و أضيع أجر الجماعة؟!!


زيزفونة: منذ متى تهتم بصلاة الجماعة؟!!


أجابها باسماً: من اليوم, فبعد أن رأيت ما رأيتهفي عالمكم سألازم باب المؤذن ...


ضحكت "زيزفونة" من كلام خالد وهي تقول: لكنك لنتستطيع أن تصلي معنا؟!!


سألها خالد: و لماذا ؟ هل صلاتكم مختلفة؟!!


أجابتهزيزفونة: لا ليست مختلفة, لكن أنت تعرف يا خالد أن الصلاة إقبالٌ على الله بكلالجوارح و التجرد من كل أمور الدنيا, لا رياء و لا ادعاء فكيف سنتشكل فيالصلاة...


خالد: صدقتِ يا "زيزفونة": فبأس العبد من يرضي الناس على حسابمولاه... إذاً سأصلي هنا...


بعد الصلاة, تستطيع أن تنام يا خالد و إذا استيقظتلصلاة الظهر تستطيع أن تكمل نومك أو تتابع سفرك متى شئت فنحن لن نكون هنا لأننا لانظهر بعد شروق الشمس...


قال خالد بحزن: هل هو الفراق يا "زيزفونة"؟ ألن أراكي منجديد؟!!


أجابته "زيزفونة" و في وجهها مسحة حزن: لا يا خالد ليس الفراق...


حينترحل تستطيع زيارتنا إذا أردت...


ما عليك إلا أن تتحرى ليالي غياب القمر و تحضرإلى أطراف الوادي ليلاً و نحن سنرسل إليك من يحضرك...


تابعت "زيزفونة" كلامها وهي تقول: سأعود إليك بعد أن تصلي...


غادرت "زيزفونة" و أغلقت الباب بهدوء ليشعرخالد أن روحه قد غادرت معها...


وقف خالد باتجاه القبلة و استعد للصلاة...


همبالتكبير لكنه تذكر "زيزفونة"...


أغلق عينيه...


جمع صورتها مع كل ما يشغلباله و طرحه جانباً...


أقبل خالد على ربه بكل جوارحه و بخشوع و سكينة...


همسبقوله: اللهم أحسن وقوفنا بين يديك...


صلى صلاته في سكينة...


حين انتهى ذكرالله وشكره على نعمه...


حمد الله على فضله و على حفظه له...


انتظر حضور "زيزفونة" بقلبٍ حزين...تأخرت فبكى من الشوق...


ألن تحضر ليودعها ؟


ألن يراهالآخر مرة؟!!


استلقى مكانه و بدأ النوم يداعب جفونه...


تنبه إلى قرعٍ علىالباب... رفع رأسه بتثاقل و هو يقول: تفضل...


فُتِح الباب فدخلتزيزفونة...


رآها كما رآها أول مرة...


فتاة صغيرة في الثانية و النصف أوالثالثة من عمرها... كالقمر...


ترتدي جلباباً أبيض مائل إلى الحُمرة...


شعرهاكستنائي اللون ممتد على ظهرها بشكل جديلة...


تأكد خالد من شعوره بجمالها وولوجهاإلى الروح دون عناء...


كانت تمسك في يدها وسادة بالكاد تسحبها...


تقدمت منه وهي تناوله الوسادة...


جلس خالد على ركبتيه و حين اقتربت "زيزفونة" أحتضنهابقوة...


أخذ يقبلها فسكنت بين يديه كطفلٍ وديع...


وجدها رقيقة كنسماتالصباح...


أستنشقها بقوة...


رائحتها عبقة, ليست رائحة عِطرٍ أو طيب.. و لارائحة العشب الأخضر...


هذه المرة كانت برائحة ماء السماء... رائحةالمطر...


ضمها خالد إليه بقوة فبكى...


تململت قليلاً ثم ابتعدت... رأى فيعينيها دمعة حائرة...


قالت"زيزفونة" بألم: لا يصح يا خالد!! فلا عذر لك بعدالآن...


تابعت قائلة: لن يعذرك أهل القبيلة و قد علمت الآن أنني لستبطفلة...


سالت دمعة على خد خالد و هو يقول: أهو الفراق؟


لم تجبه "زيزفونة"علىسؤاله لكنها اقتربت منه...


أمسكت رأسه بكلتا يديها...طبعت قبلة حانية علىجبينه...


أمالت "زيزفونة" رأس خالد فاستجاب لها و استلقى على الوسادة...


جلستجوار رأسه... نظرت إلى عينيه...


كان يستجديها ببصره...


مسحت دموعه بكفهاالصغير...


مدت يدها في الهواء لتسحب غطاءً لم يكن موجوداً و كأنها أحضرته من الفراغ...


غطته و دون أن تتكلم أشاحت بوجهها بعيداً و أغمضت عينيها...


بدت وكأنها تسبح بأذكار الصباح...


و رغم شعور خالد بالتعب إلا أن النوم قدجافاه...


ما زالت عيناه مفتوحتان...


فجأة نظرت إليه"زيزفونة" لتجده ينظرإليها...


ابتسمت..


عضت على شفتيها و تنهدت بانكسار...


اقتربت من رأسهفنفخت في وجهه رائحة كالريحان ليغط بعدها في نومٍ عميق...


لم يشعر خالد إلابأشعة الشمس و هي تلفح وجهه...


فتح عينيه ليصطدم بصره بالشمس و هي في كبدالسماء...


نظر حوله ليجد نفسه في صحراء قاحلة...


ارتعب خالد خاصة حين وجدنفسه مغطاً بالرمال إلى رقبته...