تعلمون ان اي علاج له اثار جانبية ، تختلف تلك الاثار من علاج الى اخر باختلاف انسانية وفكر صانعه
فعندما تصبح اثار تلك العلاج الجانبية اكثر من فائدته تصبح وبالا على جسد صاحبها
فتصبح كما يقول المثل (جا يكحلها واعماها)
ولنفترض ان ذلك (الجسد )هو المجتمع وذلك المرض هي قضايانا الاجتماعية وتلك الاعمال الدرامية هي ذلك العلاج
من خلال اطلاعي على العديد من المنتديات وجدت المسلسلات الخليجية وجبة دسمة
للكثير من الاقلام مابين ناقد ومؤيد ، وراضي وساخط عن ماتطرحه تلك الاعمال من قضايا اجتماعية
فالمتلقي المؤدي يرى انها (فوانيس) تنير ازقة الاحداث المظلمة وتكشف القناع عن ما استتر خلف كواليس الحياة واسرار البيوت
لتضع النقاط على الحروف من زاوية النهايات المؤلمة لما يحدث في تلك الازقة الدامسة الظلام
وفي الطرف الاخر يرى المتلقي الساخط انها ايضا (فوانيس) ولكن من النوع الخببيث حيث تنير طريق الرذيلة وتفتح اعين المتلقي
على اشياء لم تكن تخطر في باله ...فالنفس البشرية مجبولة على الفضول وخوض التجربة من بابه
وحيقية ان كلاهما على حق لكن :
للاسف الشديد ان الكاتب والمنتج الخليجي بالذات لايمتلكان المقومات الثقافية والامكانيات الفكرية للكاتب والمنتج الواعي الذي يجيد
الخروج بعمل يرضي كافة الاطراف ويخدم مجتمعه دون اي اثار جانبية لذلك العمل
فكلاهما يفتقد لاسلوب [الاثارة الحميدة] لقضايا المجتمع ...
ويجيد التركيز ببراعة على اسلوب [الاثارة الخبيثة]والقضايا التي تخدم
ذلك الاسلوب _لانهم لايجدون سواه _ بتسليط الضوء على ذلك النوع من المشاهد المقززة بحجة علاج القضايا الاجتماعية
ومن ارض الواقع وبالنظر في معظم الاعمال الدراما الخليجية نجد ان الركيزة الاساسية لنجاح معظم الاعمال الخليجية وشهرة كاتبها ومنتجها
هي التركيز وتسليط الضوء على تلك المشاهد التي تحمل نوعا من الاثارة الخبيثة (شذوذ ، زنا محارم ، انحلال ...وغيرها من
المشاهد المبالغ في احداثها )
وباختصار وبمعنى اخر انك فعلا لاتشاهد [فلما جنسيا] ولكن تتابع وتقرأ احداث قصص جنسية
وهذا مايجعلني اشكك وبقووووة في نية اولائك الكتاب والمنتجين ويؤكد لي نظرتهم [المادية البحته]
والبحث عن [الشهرة] بغض النظر مراعات الذوق العام وماتحمله تلك الاعمال من اثار جانبية قد يدفع ثمنها المجتمع