فقد مال على زيزفونة و حملها و أجلسها في حضنه و أخذيقبلها و هو يقول بصوت مرتفع قليلاً: نعم أنتي أجمل طفلة و ابنة أفضل ملك لأفضلقبيلة...
وقف "طارخ" و قد أنهى حديثه مع والده و مع الملكليقول بصوتٍ عصبي و عالي و شديد اللهجة: ياااااااااااخاااااااااااااالد!!!
أرتعب خالد و قامت "زيزفونة" من حضنهو ارتمت في حضن والدها و هي تطلق زمجرة عالية مُظهِرة مخالب غريبة في أصابعيديها...
انزوت "زيزفونة" في حضن والدها و كأنها تهرب مننظرات خالد أن تقع عليها و هي بهذا الشكل...
ابتسم الملك في هيبة ليتدارك "طارخ" الموقف و سبب عصبيته فقال: حياك الله ضيفاً عندنا ثم خرج "طارخ" من المجلس غاضباً...
عادت زيزفونة و جلست بين خالد وبين والدها...
استغرب خالد من هذا الترحيب الغريب رغم يقينهبأن "طارخ" أراد أن يقول شيئاً آخر غير الترحيب به...
الأمرالوحيد الذي خفف وطأة الأمر على خالد هي ثقته "بزيزفونة" و بابتسامةالملك...
ما زال خالد يرى بعض نظرات الاستهجان في أعينالحاضرين من الجن المتشكلين لكنه يجهل معناها أو سببها...
أحياناً يشعر أن أصحاب تلك الأعين تتمنى الفتك به لكن سرعان ما يرى نظراتحميمية و في نفس الأعين...
ربط خالد بين اختلاف النظراتبأمر مثير و عجيب جداً...
ما كان يحول تلك النظرات من الحنقو الغضب إلى الود و القبول هي نظرات صارمة تقابلهم من عينيالطفلة"زيزفونة"!!!
عرف أن "لزيزفونة" قوة على باقي الجن لايستهان بها...
إلا "طارخ" فيبدوا أنها تحسب له حساب, لأنه حين نطق اسم خالد بصرامة ارتمت في حضن والدها الذي بدوره ابتسم و تلك الابتسامةأخمدت غضب طارخ مهما كان سببه و جعلته يغير ما كان ينوي قوله إلى الترحيببخالد...
لكن بقي أمر واحد محير!!! ما سبب تلكالنظرات؟!!
بينما كان خالد في عمق تفكيره, دخل "طارخ" إلىالغرفة قائلاً:
حياك الله يا خالد على مأدبة شيخ القبيلة وحياك الله في ضيافة الجن...
سكت برهة ثم تابع موجهاً كلامهإلى خالد و إلى الحضور: حياكم الله جميعاً على العشاء في الغرفة الأخرىتفضلوا...
هنا و على مأدبة العشاءكان خالد على موعد مع فصول أخرى من الأحداث الغريبة في عالمٍ أقل ما يقال عنه أنه مختلف