عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-2003, 02:37 AM   رقم المشاركة : 1
ساهر اليل
( ود متميز )
 





ساهر اليل غير متصل

وفاء حتى الوفاه

قال الاصمعي :

قال لي الرشيد أمض الى بادية البصرة فخذ من تحف كلامهم وطرف حديثهم

فانحدرت فنزلت على صديق لي بالبصرة ثم بكرت أنا وهو الى المقابر فلما
صرت اليها
اذا بجارية نادى الينا ريح عطرها قبل الدنو منها عليها ثياب مصبغات وحلي

وهي تبكي احر بكاء فقلت ياجارية ما شأنك؟
فأنشأت تقول.
فان تسألاني فيم حزني فأنني
رهينة هذا القبر يافتيان
أهابك أجلالاً وأن كنت في الثرى
مخافة يوم أن يسؤك مكاني
وأني لأستحييك والتراب بيننا
كما كنت أستحييك حين تراني

فقلنا لها :
ما رأينا أكثر من التفاوت بين زيك وحزنك فاخبري بشأنك؟
فأنشأت تقول:
ياصاحب القبر يا من كان يؤنسني
حياً ويكثر في الدنيا مواساتي
أزور قبرك في حلي وفي حلل
كأنني لست من أهل المصيبات
فمن رآني رأى عبرى مفجعة
مشهورة الزي تبكي بين أموات
فقلنا لها:
وما الرجل منك؟
قالت بعلي وكان يجب أن يراني في مثل هذا الزي فآليت على نفسي أن
لا أغشى قبره إلا في مثل هذا الزي لأنه يحبه ايام حياته وانكرتماه أنتما
علّي.
قال الأصمعي :.
فسألتها عن خبرها ومنزلها.
واتيت الرشيد فحدثته بما سمعت ورأيت حتى حدثته حديث الجارية.

فقال: لابد أن ترجع حتى تخطبها الّي من وليها وتحملها الّي ولا يكون
من ذلك بد . ووجه معي خادما ومالاً كثيراً
فرجعت الى قومها فأخبرتهم الخبر فأجابوا وزوجوها من أمير المؤمنين

وحملوها معنا وهي لا تعلم فلما صرنا الى المدائن نما اليها الخبر
فشهقت شهقة فماتت فدفناها هناك.
وسرت الى الرشيد فأخبرته الخبر فما ذكرها وقتاً من الأوقات الا بكى أسفاً عليها

تمت
مع تمنياتي لكم بالتوفيق