نعم .. وكما يقول ذلك الإنسان العزيز على قلبك كما وصفته
حيث يقول !!
( الهدف من المزَاح هو إدخال السرور على قلب أخيك وصاحبك )
وهذا صحيح في مجمله ألاّ أننا نتمادى أحياناً في المزَاح ..
إلى الدرجة التي تحرُج الشَّخص المقصُود الذي نَمزَح معه ..
وفي وقت نحن أحوج ما نكون فيه بحاجة لراحة النفس ..
وهدوء الأعصاب ..
وفي وقت نحن أحوج فيه للبعد عن المنغصات والكدر ..
وفي وقت نحن فيه في حاجة ماسة لأن نعيش في هدوء ..
لأن نستمتع بما لدينا .. ونهنأ بما في أيدينا ..
في هذا الوقت المهم من حياتنا .. وفي تلك المرحلة الضرورية ..
من مراحل عمرنا .. في تلك المرحلة وفي ذلك الوقت ..
الذي نحتاجه بشدة ..
ونتمنى ان نعيشه ونستمتع به .. فإننا في الجانب الآخر كثيراً ما نجلب
لأنفسنا التعب النفسي حينما نأخد كل الأمور من حولنا بشكل شخصي
بل اننا كثيراً ما نجلب لأنفسنا التعاسة حينما نكون حساسين ..
اكثر من اللازم في كل شيء يقال لنا او يوجه الينا او نشعر مجرد شعور
اننا المعنيون به فهل انتَ كذلك؟
والأكثر من ذلك اننا نتعب انفسنا ونرهقها حينما نكون حساسين ..
لشعورنا اننا قسونا على الآخرين .. ولو من باب ( المزاح ) ..
او اننا لم نعطهم ما يستحقونه .. او نتوقع منهم شيئاً ما..
ونواجه منهم بالعكس .. وماذا سيقولون عنا بعد ذلك!!
وهذا من شأنه ان يزيد تعبنا نفسياً .. وقد يوصلنا الى مرحلة متقدمة ..
من الاحباط واليأس والتشاؤم .. ناهيك انه قد يوقعنا في مشاكل
اجتماعية ونفسية مع من حولنا ويؤثر على علاقتنا بالآخرين ..
نعم يوقعنا في مشاكل لا أول لها ولا آخر مشاكل نحن في غنى أصلاً عنها
ولو اخذنا مبدأ ان رضى الناس غاية لا تدرك .. لأدركنا بالفعل ..
اننا سعداء وإننا راضون عن انفسنا .. بل لو ادركنا انه ليس كل شخص
( يتطنَّز ) أو ( يتَّريَق ) علينا أو يَسخَر منَّا أسميها كما يحلُو لكَ ..
ينبغي ان نصغي اليه او انه يستحق منا مجرد التفاتة ..
لو ادركنا هذه الأمور .. لهدأ بالنا وإرتاحت اعصابنا ..
واستطعنا ان نستمتع بوقتنا وحياتنا بالطريقة التي نريد ومع من نريد
مشكلتنا في كثير من الأحيان اننا نحاول ايجاد حالة من الازدواجية
في شخصيتنا فقط لارضاء كل الاطراف حتى لو كان رضاهم لا يهمنا
من قريب او بعيد ..
ولا يؤثر على حياتنا بشكل مباشر او غير مباشر وأحيانا يكون هذا
على حساب علاقتنا بأقرب الناس الينا .. وأعزهم على قلوبنا ..
ولكن هكذا نحن نوجد الشيء من اللاشيء ..
نفسِّر الأمور على ما نعتقد انه يمسّ كرامتنا وينال منا ..
نحصُر انفسنا في زاوية ضيقة من التفكير ولا نفكر كيف نسعد انفسنا
على المدى البعيد بطريقة مشروعة ولا تضرُّ بالغير ..
نقوم بذلك لكن وربما اكثر ولا ندرك ان هناك اناساً لا يستحقون
ما نعطيهم من وقت ولا يستحقون ما نقدم لهم من خدمات ..
نحن كثيراً ما نجلب لأنفسنا الكآبة والضيق ..
حينما نحمِّل انفسنا ما لا تطيق حينما نعتقد اننا سبب اخطاء الغير
حينما نعتقد ان الناس كلهم في صفِّنا ..
حينما نعتقد ان الناس كلهم مثلنا .. وسوف يقدمون لنا ما نريد ..
وقت ما نريد وعلى طبق من ذهب واذا بهم عكس ذلك تماماً؟
نتعب كثيراً ونجاهد من اجل ان نثبت للآخرين أننا جادون وعمليون
وعلى قدر المسؤولية .. ونستحق ان يطلق علينا متميزون مبدعون
ننتظر شيئاً معنوياً في المقابل .. فقط لاحساسنا اننا قدمنا شيئاً مميزاً ..
يختلف عمَّا قدمه الآخرون .. شيئاً مميزاً عملناه بأمانة واخلاص ..
ونفس مفتوحة ..
شيئاً مميزاً عملناه لله دون اغراض اخرى ..
ومع ذلك لا نرى من يشعرنا بأهميتنا ..
لا نرى من يشعرنا بقيمة ما قمنا به بل الاكثر من ذلك ..
ان يذهب الشكر والتقدير لغيرنا ممن هم لا يقارنون بنا من اي جانب
الا يحدث هذا معك .. الا تعتبره قهراً؟
>>>>>> يتبَع