الموضوع: بس تخيل ... ؟!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2010, 02:26 PM   رقم المشاركة : 5
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

أزعَم ان ( التَّخِيُّلات ) في حياتُنَا أضحَت شَيء لابُدَّ مِنه ..
سواء كانت إيجابيَّة أو سلبيَّة ..
وأنَّ الحياة التي نحياها ونتشبَّث بها ليست الاَّ مجموعة ..
من الأمانِ والأحلام والرَّغبات والطّموحات التي نعيشُ ..
على أمل تحقيقها وليست الاَّ مجموعة من التصورات ..
و( التَّخيّلات ) لما نتمنى ان تكون حياتنا عليه ..
تلك ( التَّخيّلات ) الجميلة التي ( نتخيَّل ) أنفسنا ..
وقد أضحَت جُزءاً لايتجزأ منا!!
هذا الجانب الذي نتمناه بالطبع هو الجانب الجميل المشرق
الذي يعني الأمل والتفاؤل الذِي يَعنِي الإشراقُ والخلود ..
الذِي يَعنِي السَّعادة بكُل مَافِيهَا ..
تلك هي ( التَّخيّلات ) الجميلة التي نتمنَّى أن نعيشها
أنَا وأنتِ وآخرون ..
يتمنى ان يعيشها كل منا بجمالها الأخَّاذ وطعمها اللذيذ ..
ومواقفها الرائعة التي لاتُنسَى!!
ولكنكِ أحياناً من الصَّعب عليكِ ( تتخيَّلي ) امُور لاتتصوَّر
ان تحدث لكِ في يوم من الأيام ..
او ان تكوني انتِ طرفاً فيها .. لأن الحياة حينئذٍ ..
تكون قاسية ومؤلمة إن لم تكن مستحيلة لدى البعض منَّا
وإن شئتِ ان تعرفي ..
فما عليكِ سوى ( تتخيلِي ) المواقف حسب ماهيَ آتِيَة!!
( تخيّلي ) نفسكِ من دون أمل بسيط تحلمي به ..
ولو بعد سنِي طوِيلَة من عمركِ .. من دون بصيص ضُوء
قادم ولو من بعيد .. ولو من نافذة صغيرة جداً ..
تري العالم من خلاله؟
( تخيّلِي ) نفسكِ مجرّدة حتى من التفكير في الأحلام ..
والأماني التي لاتضرُّ أو تُسيء لأحد؟
( تخيَّلِي ) نفسكِ محرومَة حتى من الإطمئنان ..
على اعز الناس لقلبكِ .. وأقربهم لنفسكِ بل توأم روحكِ؟
( تخيلي ) شعوركِ ..
وأنتِ تعطي وعداً قاطعاً على نفسكِ بأن تُنسي ..
كل الاشياء الجميلة في حياتكِ .. أن تدُوسِي على قلبكِ
لمجرد ان ترضي غيرِ لمجرد أن الظروف تجبركِ على ذلك!
و ( تخيَّلِي ) أيضاً .. احساسكِ وأنتِ مطلوب منكِ ..
ان تبتسمِي أن تمثلي دور السَّعادة بينما انتِ في قمة الاحباط
والتَّعاسة؟
بل ( تخيَّلِي ) نفسكِ وأنتِ تقدمي كل شيء لغيركِ ..
وتساعدي من حولكِ .. وإذا بكِ لاتري منهم سوى النكران
والجحود؟
نعم ( تخيَّلِي ) نفسكِ من دون أمَل من دُون تفاؤل ..
ومن دون إحساس بالحياة والرغبة فيها ومن دون هذا كله
فكيف يمكن ان تعيشِي؟
كيف يمكن ان تتفاعلي مع من هم حولكِ كيف يمكن للأشياء
والأشخاص؟
بل كيف يمكن أن يكون مستوى عطائكِ؟
شعور فظيع لايُحتمَل .. لايمكن تصوره ألستِ معِي؟
ولكن هكذا نحن حينما نخسر اجمل شيء في حياتنا ..
حينما يضيع منا اغلى مافي ايدينا ..
حينما تَسوَد الدنيا في وجوهنا وهكذا نحن حينما نفقد الأمل
فإننا لانرى من العالم المحيطُ بنا سوى مايحزننا ..
لأنه عالم مظلم في نظرنا..
هكذا نحن حينما لايكون لدينا تفاؤل ..
نفقد الإحساس بكل شيء جميل في حياتنا ولانفكر سوى ..
في الاشياء القاتمة .. التي تُعكِّر علينا صفُو حياتنا؟
هكذا نحن حينما نشعر اننا وَحِيدُوا زماننا أو أزمِنَتُنَا ..
رغم ان العالم يعجُّ حولنا بالناس؟
هكذا نحن حينما نعيش في جو محبط لانعود نثق بأي انسان
لأن الكل في نظرنا لايستحق اهتمامنا..
فيا الله .. هكذا نحن حينما تكون خيبات الامل المتتالية
جزءاً لايتجزأ من حياتنا..لا نعود نفكر سوى في ان نعيش
لمجرد الحياة فقط .. أما ان نحلم فهذا آخر شيء نفكِّر فيه
لأن كل شيء جميل ( قُُتِل ) فينا؟
ولكن ( تخيلِي ) حينما يكون الوضع مختلفا تماماً ..
بالنسبة لكِ ..
حينما تكون الأمور اجمل من تلك ( التَّخيُّلات ) المزعجة
فكيف ستكون حياتكِ حِنئذٍ وماهي مشاعركِ ..
وأحاسيسكِ حينها؟
لاشك انها سوف تكون رائعة .. بل اروع مما ( تتخيلِي )!
( تخيَّلِي ) حينما تضعي رأسكِ على وسادة نومكِ ..
وأنتِ تنتظري صباح اليوم التالي لأن هناك شيئاً جميلاً ..
ومُهمَّاً ينتظركِ كيف سيكون هذا الغد ..
وماذا سيعني بالنسبة لكِ؟
( تخيّلِي ) نفسكِ وأنتِ تَخلدِي للنوم بشعور مريح جداً ..
لأن الله راضٍ عنكِ بشعور يَنِم عن الرضى النفسي ..
لأنكِ لم تُحقدِي على إنسان او تتحاملي عليه ..
او انكِ أسأتِي اليه؟
( تخيلِي ) نفسكِ والآن ..
وأنتِ تسمعي دعوات غيركِ الصادقة لكِ لأنكِ موضع حُب
وتقدير وإحترام؟
من المؤكد ان الله خلقنا في هذه الحياة لغاية نبيلة وسامية
وخيرية هي عبادته .. ولكن هذا لايمنع ان نجرد انفسنا
من كل شيء جميل ..
أو حُلم رائع .. لايتعارض مع ما خُلِقنا من اجله!!
إذاً لنتذكَّر انه لم يتبقَّا لنا في هذا الزمن سوى ان ( نتخيَّل )
وليس من حق اي انسان مهما كان ان يحرمنا من ذلك الحق
لأن هذه ( التَّخيّلات ) الجميلة البريئة المشروعة ..
هي ما يعطينا الأمل في الغد .. هي ما يُعطينا الضَّوء الأخضَر
لكي نعبر من خلاله الى بوابة المستقبل ..
هي ما ينسينا همومنا وتوتراتُنا وإحباطاتنا ولو لجزء من الوقت
هذا الأمل الرائع انتِ في حاجة اليه في عملكِ كي تحبيه اكثر
وأكثر وكي تضاعفي من خلاله إنتاجيتكِ ..
قد تتضايقي لأن ( تخيُّلاتُكِ ) لم تتحقق لكِ اليوم او غداً ..
أو في يوم محدد من الإسبوع رغم استعدادكِ لها ..
رغم حضوركِ شخصياً لإستقبالها .. أو سماع نتيجتها ..
او جلوسكِ معها !!
ولكن حينما تعلمي ان هذا اليوم بالتحديد سوف يأتي ..
مرة أخرى في الإسبوع الذي يليه .. او الذي يليه ..
وفي نفس الوقت .. حينها سوف يكون لديكِ امل ..
في ذلك الوقت من جديد لأن ( التَّخيُّلات ) تنتظركِ ..
لم تتخلَّ عنكِ .. سوى لـ ( ظروف ) خارجة عن إرادتها ..
إذاً المسألة فقط مسألة إنتظار ليس إلاّ .. فهلاّ وافقتينِي؟
( تخيَّلِي ) نفسكِ قبل ان تنامِي وأنتِ تفتحِي يدكِ ..
لترِي فيها من ( تتخيَّلِيه )!!
لتري فيها من يقول لكِ وبِصَوت عَذب تصبحي على خير
بل لتري فيها من يشجعكِ على إنتظار الغد ..
لأنه هو ذلك الانسان الذي سوف يستقبلكِ .. هو ذلك الانسان
الذي سوف يكون معكِ .. هو ذلك الإنسان الذي يقدركِ
ويعرف حقيقة من انتِ؟
اشياء كثيرة وكثيرة جداً تمرُّ علينا في حياتنا ..
أشياءلانريد ان ( نتخيلها ) لأننا لانريد ان نتصورها ..
حقيقة واقعة!!
ولكن هناك اشياء كثيرة وكثيراة جداً أيضاً موجودة حولنا
بإمكاننا ان ( نتخيّلها ) بإمكاننا ان نجعلها ..
تلك الشَّمعة المضيئة الهادئه .. وسط غرفة مظلمة..
وفي ليل حالك السَّوَاد والشّعُور بالوِحدَة القاتِلَة !!
( تخيلي ) نفسكِ الآن محررة ..
من كل قيود العمل والمسؤوليات الأخرى ..
من كل وسائل الإتصَالات المعرُوفة ومع من ( تتخيَّلِيه )
وسط جزيرة نائية ..
بعيدة عن العالم او بمحاذاة شاطئ بَحرِي طويل لانهايه له
وأنتِ تتحدثي وتتحدثي حتى يأتي وقت الغروب ..
حينما يجبركِ التَّعب .. من المشي سيراً على الأقدَام ..
وأنتِ حافِيَة القدمَين ..
على الإستراحة فَوق رِمَال لازوردِيَّة نظِيفَة ..
خالية من كل الشَّوائِب وبمواجهة البحر.. ذلك الكيان ..
الذي لاتري منه سوى حدود لامتناهية .. وعلى مدّ البَصَر ..
ولاتسمعي منه سوى امواج المد ..والجزر تقبل عليكِ ..
وتُقفِل راجعة!!
( تخيلِي ) نفسكِ مع ذلك الجو الهادىء جداً ..
وذلك الصَّمت الشَّديد .. إلاّ من صوت واحد فقط دونَ سِوَاه
يقترب من اذنيكِ ليهمسُ لكِ بأنه مشتاقُ ُاليكِ ..
رغم وجوده معكِ؟
قد تنزعجي لأن ماحدث لكِ من اشياء جميلة ..
لم يكن سوى ( تخيّلات ) وهذا أسَاس موضوعنا هذا اليَوم
ولكن تذكري ان كل شيء ممكن وأن العالم صغير جداً ..
امَّا إذا كان ذلك ( التَّخيُّل ) الذي تحلمي به ..
وتفكري به موجوداً .. ولكنه مجرد ( تَخَيُّل ) فقط ..
فلكِ ان تعلمي انكِ قد تكوني حلمه وأمله المنشود ..
ومن يدري ..
فليس هناك مستحيل في هذا العالم المهم ان تظلي كما انتِ
بقلبكِ الكبير الطاهر .. بنفسكِ الحلوة الجميلة ..
بِعطائكِ الواعد اللامحدود .. وهذا هو الأهم اليس كذلك؟
/

/

المحبرة اللامنتهيَة