[/المار/]

18 - إذا أقتربت من قمة الجبل فلا تدع الغرور يفقدك صوابك

ولا تتوهم أن الذين يقفون عند السفح هم الأقزام

قال الله تعالى :

{وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ

مُخْتَالٍ فَخُورٍ } [ لقمان 18 ]

ولقد سئل الحسن البصري عن التواضع فقال : التواضع هو أن تخرج من منزلك

ولا تلقى مسلماً إلا رأيت له عليك فضلاً .. تغلب على أنانيتك ومد يدك لتساعد الواقفين

عند السفح للوصول إلى قمة الجبل وإن تعثرت قدمك بعد الوصول إلى قمة الجبل فلاتتهم غيرك

بأنهم سبب وقوعك .. تعرف على أخطائك وعيوبك حتى إذا وصلت إلى قمة الجبل مرة أخرى

عرفت كيف تثبت أقدامك بزيادة عدد الذين يقفون معك عند القمة .

19 - لا تفتش عن عيوب الآخرين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

{إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم }

[رواه مسلم ]

قال الخطابي : "معناه .. لا يزال يعيب الناس ويذكر مساوئهم ويقول فسد الناس وهلكوا

فإن فعل ذلك فهو أسوأ حالاً منهم فيما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة منهم "

وقال مالك : إذا قال ذلك تحزناً لما يرىَ في الناس من أمر دينهم فلا أرىَ به بأساً

وإذا قال ذلك عجباً في نفسه وتصاغراً للناس .. فهو المكروه الذي يُنهى عنه " .

20 - لاتجعل لليأس طريقاً إلى قلبك .. فاليأس يغمض العيون .. فلا ترى الأبواب المفتوحة

ولا الأيدي الممدودة .. قال تعالى :

{قُلْ يا عبادي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ

يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ الزمر 53 ]

وأيقن بأنك إذا أتقنت عملك وأحببته وتفانيت فيه تستطيع أن تحقق ما عجز عنه الآخرون

ولا تنسْ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :

{إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه} رواه أبو يعلى .

وتذكر أن المؤمن يستطيع أن يحتمل الجوع ويستطيع تحمُل الحرمان

ويستطيع العيش في العراءولكنه لايستطيع أن يعيش ذليلاً

والله تعالى يقول :

{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [ المنافقون 8 ]

21 - حاسب نفسك قبل أن تحاسب وأحص أعمالك قبل أن تـُحصى عليك .. قال الله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

[سورة الحشر 18 ]

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

{حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أهون لحسابكم

وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتجهزوا ليوم تعرضون فيه لا تخفى منكم خافية }

{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }

{ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَاد }

ألمـــــــــــار