قالت السادسة (زوجي إذا أكل لف ،وإن شرب اشتف ،وإن اضطجع التف ،ولا يولج الكف ليعلم البث )
تصف زوجها بالنهمة في الأكل ،أي إذا جلس للطعام ما أبقى لها شيئا ..
وإن شرب اشتف ،أي يبتلعه مجرجرا نحره ،ونحن نؤمر في السنة أن نمص الماء مصا لا أن نبتلعه بلعا حتى يجرجر فذلك يؤذي المري ..
وإن اضطجع التف أي من وحشته إذا اضطجع أخذ الفراش وحده ولا يقترب من زوجته فهو شرس الطباع لا يقترب منه .ولا يولج الكف ليعلم البث ؟أيأمرض كثيرا فلا يقترب مني ولا يسأل عن صحتي وحالي ..
قالت السابعة (زوجي غياياء أوعياياء طباقاءكل داء له داء .شجك أو فلك و جمع كلالك )تصف زوجها في لفظ غياياء أي منتهى الغي فيه يعني فيه فجور شديد .
أو عياياء فهو عي والعي هو البليد الغبي الذي لا يفقه شيئل ..
وطباقاء هو الذي طبق على ذهنه الجهل من أخمص قدميه إلى مشاش رأسه ..وهوأيضا يضربه بالشج والفك ..لا يعرف المهادنة ..دائما إذا ضرب إما أن يجرح أو يكسر السن أو اليد أو الاصبع نسأل الله العافية لسوء خلقه يفعل ذلك .
قالت الثامنة (زوجي المس مس أرنب )أي لطيف الخلق مثل شعر الأرنب (والريح ريح زرنب )والزرنب شجر طيب الرائحة ينبت في نجد أي أن زوجها من لينه ولطفه وطيبه أشبه بالزرنب
قالت التاسعة (زوجي رفيع العماد )أي من كرمه وسؤدده يرفع بيته ويبنيه على شرفات الطرق ..
(طويل النجاد )النجاد ممسك السيف وقيل خباء السيف وقيل غمد السيف لأنه من شجاعته طويل النجاد وطويل الجسم ..
(عظيم الرماد )أي من لكثرة كرمه كثر رماد ناره التي يطبخ عليها ...
(قريب البيت من الناد )أي إذا سألت عنه وجدته ..
قالت العاشرة (زوجي مالك وما مالك مالك خير من ذلك ،له إبل كثيرات المبارك ،قليلات المسارح ،وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك )
تمدح كرم زوجها وتقول له إبل كثيرة وما يأتيه إلا الضيف فيحرك السكين فتعرف الإبل أنهن هوالك ،فتـمد عنقها وتتهيأ على الأرض ..
والمزهر آلة وقيل عود يجمع به الإبل ..
قالت الحادية عشر (زوجي أبو زرع فما أبو زرع_)أي اسمه أبو زرع وما أدراك ما أبو زرع (أناس من حلي أذني )أي حلاها في أذنيها ،أو أنس من الأنس واللطافة والرقة والشفافية فهو كحلي الأذن (وملأ من شحم عضدي)أي أنه أعطاها من النعم حتى امتلأت (وبجحني فبجحت إلي نفسي )أي شرفني فتشرفت وجعلني افخر فافتخرت ..(وجدني في أهل غنيمة بشق )أي أهلي كانوا أهل غنم (فجعلني في أهل صهيل )أي جعلني في أهل الخيل (وأطيط )أي الإبل وقيل غيرها (ودائس ومنق )وقيل أن امنق من النقنقة وهي نقنقة الدجاج فهنا تمدحه بكثرة الحيوانات ..
(فعنده أقول فلا أقبح )أي أتكلم بطلاقة أي وسيع الصدر والبال ..
(وأرقد وأتصبح ) والصبحة عند العرب في النوم هي النوم بعد صلاة الفجر فتقول من سعادتي عند زوجي أنا حتى في الصباح .
(وأشرب فاتقنح )أي أشرب حتى أرتوي ثم أزيد من لذة الشراب لبنا وماءا ونبيذا ..
(أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح )أي أنها وهي أم زرع أصبحت من النعيم ممتلئة الجسم ..ورداح العكوم :مجامع البطن ،ورداح أي متينة سمينة ..
(وبيتها فساح )فأم أبي زرع عندها بيت فسيح .
ابن أبي زرع ،فما ابن أبي زرع ،مضجعه كمسل شطبة )يعني لا يأخذ إلا مكان صغير عند النوم مثل سلة السيف) وهو كمسل شطبة .
(ويشبعه ذراع جفرة )الجفرة يعني ولد الماعز ،وقيل ولد الضأن أي أن ذراع الجفرة يكفيه من قلة أكله لاشتغاله بالمهمات .
(بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ،طوع أبيها )أي تطيع أباها (وطوع أمها وملء كسائها )أي إنها في نعمة (وغيظ لجاراتها )من جمالها ..
(جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ،لا تبث حديثنا تبثيثا )أي لا تنشر الخبر فهي ساكتة صامتة حافظة للسر ،(ولا تضيع مالنا ضياعا )فهي تحفظ المال ولا تضيعه .أي أمينة .(ولا تملأ بيتنا تعشيشا )أي لا تجمع الزبالات في البيت .فهي نظيفة ..
(قالت :خرج أبو زرع والأوطاب تمخض )الأوطاب الأسقية التي يوضع فيها اللبن ،يعني أنهم يهدونها وأنهم أهل لبن ،(فلقي امرأة معها ولدان كافهدين ،يلعبان من تحت خصرها برمانتين )أي أعجبته المرأة فصدرها كالرمانتين يعن أنها جميلة وشابة وعندها ولدان يلعبان معها ..
(فطلقني ونكحها )والآن طلقها أبو زرع ..
(فنكحت بعده رجلا سريا )يعني من الأشراف .
(ركب شريا وأخذ خطيّا)أي ركب فرسا يعدو وأخذ رمحا ،(وأراح عليّ نعما ثريا )يعني ملأ البيت من النعم والإبل والبيقر والغنم (وأعطاني من كل رائحة زوجا )يعني من كل هذه الحيوانات زوجا .(وقال :كلي أم زرع وميري أهلك )حتى أهلك أرسلي لهم من هذا المال ،(قالت فلو جمعت كل شيء أعطانيه مابلغ أصغر آنية أبي زرع )تقول لو جمعت كل شيء أعطانيه هذا الزوج في أصغر آنية من الأواني التي كان يعطينا فيها أبو زرع الأول ما بلغت أي شيء …
يعني مازال قلبها معلق بأبي زرع ..
قالت عائشة رضي الله عنها :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :كنت لك كأبي زرع لأم زرع..
وترقبوا الفوائد المستخرجة من الحديث لاحقا إن شاء الله