لو بنتحَدَّث عَمَّا يضرُّك أيُّهَا الإنسَان ومَايَنفَعك فهِي كَثِيرَة
وليسَ لهَا من نِهَايه أوحُدود ولكن شَيء أهوَن من شَيء ..
أليسَ كَذَلك ام لكَ رَأيَاً آخَر يَاصَاح؟
يَبدَأ ( الطِّفل ) في تحدِيد شَخصِيته وَذَاته منذُ أن يبلغ ..
سُن الرَّشد .. منذُ حُلمَه الأوَّل فِي مَضجعه ومنذُ أن نَرَى
الحَجرفَات فِي صَوته..التِي تَدُلُّ على أنه ( بَلَغ َ) ..
وَأنه أنتَقَلَ من مَرحَلَة عُمرِيَّة..إلَى مَرحَلَة عُمرِيَّة جَدِيدَة..
ومَايُعَزِّز هَذِهِ النَّقلَة فِي حَيَاته أكثَر ..
هُمَ زُمَلاء المَدرَسَة .. الذِينَ كُل همهُم ( تَقلِيد ) مَايفعَله
الكِبَار وَمَايَقدمُون عَلَيه !!
فَأنَا كَشَاب فِي هَذِهِ المَرحَلَة بِالتَّحدِيد من سنِي عُمرِي ..
اُرِيدُ أن أثبت نَفسِي..إنَّنِي رَجُل..لايَنقُصنِي شَيء..
اُرِيد أن أقُول لِلمَلأ وبِأعلَى صَوتِي هَذَا أنَا بكُل مَافِينِي ..
وَحَتَّى أثبت ذلك ..
لابُد أن ( اُدخِّن ) بِشَرَاهَة .. وهذَا اسَاس موضُوعنا
لابُد أن يَرَانِي الجَمِيع .. وَأنَا مُمْسِكاً بِعُلبَة السَّجَائِر ..
طبعاً أنَا أحدِّثكَ بِعَقلِيَة الشَّاب ( المُرَاهِق ) ..
وَلَيسَ بِعَقلِيتِي أنَا .. فَلاتَفهًَمنِي ( خَطَأ ) أرجُوكَ!!
وَفِي ظِل إشعَال الشَّاب .. لأوَّل سِيجَارَة فِي حَيَاته ..
سَوف َيَشعُر بِألَم فِي دَوَاخله ..
وليسَ الماً عِضوياً أبَداً .. وَإنَّمَا تَأنِيباً للضَّمِير ..
كَمَا نَقُول أحياناً .. وهَذَا ما تَوَّصَل إلَيه المُفَكّرِين ..
المُهتَمِّين فِي هَذَا السِّيَاق ..
لأنّه والحَالُ كَذَلك سَوفَ يَشعُر بأنهَا الخِطوَة الأولَى ..
نَحوَ الإنزِلاق للهَاوِيَة ..
سَوفَ يَشعُر بأنّه سَلَكَ طَرِيق ( الإنحِرَاف ) ..
وَالخرُوج عَن الصَّف .. سَوفَ يَشعُر بأنّه أقدَمَ عَلَى خِطوَة
لاتُرضِي وَالِدَيه .. وَأقرَب المُقَرَّبِين مِنْه ..
سَوفَ يَشعُر بِكُل ذَلِكَ وَأكثَر !!
وَإن وَجَد هَذَا الشَّاب عقُول وَاعِيَة..عقُول تَعرِف كَيف..
تَتَعَامَل معه فِي هَذِهِ الفَترَة من سنِي عُمره فَهُوَ بِخَير
امَّا إن وَجَد أباً يُكَبِّل يَدَيهِ بِالأصفَاد فِي أقرَب عامُوداً للإنَارَه
وَيَضربه فِي الشَّارِع أمَام مَرآى من أعيُن النَّاس كَعِقَاباً
وَتَأدِيباً له عَلَى فَعلَتِه ..
فَيَبشِر بِشَاب يَمتَطِي كُل أنوَاع ( الإنحِرَاف ) ..
الذِي مَابعده ( إنحِرَاف ) كَرَدَّة فِعل طَبِيعِيَّة من الشَّاب ..
وَإنتِقَاماً من أبِيه ..
بعدَ أن يَتَخَرَّج الشَّاب .. وَيَنتَهِي من مَرحَلَته الدّرَاسِيَّة ..
يَدرُك حِينهَا أنه أخطَأ عِندَ إقدامه عَلَى آفَة ( التَّدخِين )
وَيَكُون قَد عَرَف أضرَاره علَى صَحَّته ..
وَلَكِن مَتَى حَصَل ذلك؟
بعَدَ أن تَشَبَّعَت رَئَتَيهِ من ( النّيكُوتِين ) وبَعَد أن أدمَنَت
شَرَيِينه عَلَى ( الدُّخَّان ) .. وَبَعدَ إن اُقفِلَ مَزَاجه ..
وَأضحَى غِير قَادِر عَلَى التَّفكِير دُونَ أن يَشعُل سِيجَارَة ..
ومن أجل أن يقلَع عَن التَّدخِين ..
وَاُكَادُ أجزُم ..
أنه لَن يَنفَع مَعه لا مَركَز ( صحِّي ) وَلا أطِبَّاء عَصرِين
مَالَم تَكُن الرَّغبَة الحَقِيقِيَّة مَوجُودَة لَدَيه للإقلاع عَنْه ..
وبِرَأيي الخَاص ..
وكَمَا قُلت فِي السَّطر الثَّانِي من مُدَاخِلتِي إن شَيء ..
أحسَن من شَيء .. أقصُد ( التَّدخِين ) وَلاغَير التَّدخِين
وخُلتُك فَاهِم مَا أرمِ إلَيه ؟
/
/
إلمُحْبِرَة الامُنْتَهْيَة
الأستَاذ الفَاضِل ( raeq_7eal ) ..
هاهو العِيد قَد إنقَضَى ..
وإذا كان جميلاً ..
واستطعنا فيه ان نطفئ اشواقنا ..
برؤية بعض مِمَن نريد ..
ومن نُحب ..
فالأجمل منه ان نعود منه ..
ونحن اكثر اشتياقاً لمن لم نره في العيد ..
ولم نكن بالقرب منه رغماً عنا وعنه ..
نعود إليه ..
بعد أن عرفنا مقدار مكانته لدينا ..
ومدى شوقنا إليه ..
ومن هنا يبدأ عيدُ ُآخر؟
.