دعِيهُن يَحلِمنَ أستاذه ( مَلاك ) ليش لا طالما انها ..
مجرد أحلام غير واقعيَّة ..
يعني إذا قدِّر للإنسَان ألاّ يحقق أهواءِه ورغبَاته ..
فهل يعقَل أن نقسُوا عليه ونحرمه من هذهِ الأحلام؟
يعني إذا الفتاة فاتها قِطَار الزوجيَّة ..
فدعِيهَا تحلَم في كل لليله أنها برِفقَة زوجها ليش لا؟
وبالمناسبة وهنا أدعُم وبكل قوَّة ماجَاءَ على لِسَان
أخي وصديقِي الأستاذ ( خَيَاال ) ..
فالحياة التي نحياها ونتشبث بها ليست الا مجموعة
من الأماني والأحلام والرغبات والطموحات ..
التي نعيش على امل تحقيقها وليست الا مجموعة ..
من التصورات والتخيلات لما نتمنى ان تكون حياتنا عليه
تلك التخيلات الجميلة ..
التي نتخيل انفسنا وقد اصبحت جزءاً لايتجزأ منا!!
هذا الجانب الذي نتمناه بالطبع ..
هو الجانب الجميل المشرق.. الذي يعني الأمل ..
والتفاؤل والإشراق والخلود في السعادة ..
التي ننشدها أنَا وَأنتِ ..
تلك هي ( الأحلام ) الجميلة التي يتمنى ان يعيشها
كل منا بجمالها الاخاذ وطعمها اللذيذ ومواقفها الرائعة
التي لاتنسى ..
ولكنكِ احياناً من الصعب عليكِ تخيل امور لاتتصوري ..
ان تحدث لكِ في يوم من الأيام ..
او ان تكونِ انتِ طرفاً فيها .. لأن الحياة حينئذٍ ..
تكون قاسية ومؤلمة ..
إن لم تكن مستحيلة .. لدى البعض منا!!
تخيّلي نفسكِ من دون أمل بسيط ( تحلمي ) به
ولو بعد سنين من عمركِ .. من دون بصيص ضوء قادم
ولو من بعيد ..
ولو من نافذة صغيرة جداً .. تري العالم من خلالها ..
تخيّلي نفسكِ مجرّدة حتى من التفكير في الأحلام
والأمانِ التي لاتضرّ أو تسيء لأحد؟
تخيلي نفسكِ محرومة حتى من الاطمئنان ..
على اعز الناس لقلبكِ وأقربهم لنفسك ..
بل توأم روحكِ؟
تخيلي شعوركِ وأنتِ تُعطي وعداً قاطعاً على نفسكِ
بأن تنسى كل الاشياء الجميلة في حياتكِ ..
وتدوسي على قلبكِ .. لمجرد ان ترضي غيركِ ..
لمجرد أن الظروف تجبركِ على ذلك؟
تخيلي احساسكِ وأنتِ مطلوب منكِ ان تبتسمي ..
وأن تمثلي دور السعادة بينما انت في قمة الاحباط
والتعاسة؟
تخيلي نفسكِ .. وأنتِ تقدمي كل شيء لغيركِ ..
وتساعدِي من حولكِ واذا بكِ لاتري منهم سوى النكران
والجحود؟
تخيلي نفسكِ من دون ( أمَل ) وتفاؤل ومن دون
احساس بالحياة .. والرغبة فيها ومن دون هذا كله
فكيف يمكن ان تعيشِي .. كيف يمكن ان تتفاعلي
مع من هم حولكِ .. كيف يمكن للأشياء والأشخاص؟
بل كيف يمكن أن يكون مستوى عطائكِ؟
شعور فظيع لايحتمل ولايمكن تصوره أليس كذلك؟
ولكن هكذا نحن حينما نخسر اجمل شيء في حياتنا
حينما يضيع منا اغلى مافي ايدينا .. حينما تسود الدنيا
في وجوهنا ..
وهكذا نحن حينما نفقد الامل ..
فإننا لانرى من العالم المحيط بنا .. سوى مايحزننا ..
لأنه عالم مظلم في نظرنا ..
هكذا نحن حينما لايكون لدينا تفاؤل .. نفقد الاحساس
بكل شيء جميل في حياتنا ..
ولانفكر سوى في الاشياء القاتمة التي تعكر علينا
صفو حياتنا؟
هكذا نحن حينما نشعر اننا وحيدو زماننا ..
رغم ان العالم يعج حولنا بالناس؟
هكذا نحن حينما نعيش في جو محبط .. لانعود نثق ..
بأي انسان لأن الكل في نظرنا لايستحق اهتمامنا
هكذا نحن حينما تكون خيبات الامل المتتالية جزءاً ..
لايتجزأ من حياتنا ..
لا نعود نفكر سوى في ان نعيش لمجرد الحياة فقط ..
اما ان نحلم فهذا آخر شيء نفكر فيه ..
لأن كل شيء جميل قُتل فينا؟
ولكن تخيلي حينما يكون الوضع مختلفا تماماً بالنسبة لكِ
حينما تكون الامور اجمل من تلك ( الأحلام ) المزعجة
فكيف ستكون حياتكِ عندئذ؟ٍ
وماهي مشاعركِ وأحاسيسكِ حينها؟
لاشك انها سوف تكون رائعة .. بل اروع مما تتخيلي؟
تخيلي استاذه ( مَلاك ) حينما تدلفِي حُجرَتكِ ..
حينما تضعي رأسكِ على وسادة نومكِ وأنتِ تنتظري
صباح اليوم التالي لأن هناك شيئاً جميلاً ومهما ينتظركِ
كيف سيكون هذا الغد .. وماذا سيعني بالنسبة لكِ؟
تخيلِي نفسكِ وأنتِ تخلدِ للنوم بشعور مريح ..
لأن الله راضٍ عنكِ .. بشعور ينم عن الرضى النفسي
لأنكِ لم تحقدِ على انسان او تتحاملِي عليه ..
او انكِ أسأت اليه؟
بل تخيلي نفسكِ وأنتِ تسمعي ..
دعوات غيركِ الصادقة لكِ .. لأنكِ موضع حب وتقدير ..
واحترام وأخالكِ كذلك؟
من المؤكد ان الله خلقنا في هذه الحياة لغاية نبيلة ..
وسامية وخيرية هي عبادته ولكن هذا لايمنع ان نجرد
انفسنا من كل شيء جميل او ( حُلم ) رائع ..
لايتعارض مع ما خلقنا من اجله!!
إذاً لنتذكر انه لم يتبق لنا في هذا الزمن سوى ان نحلم
وليس من حق اي انسان ان يحرمنا من ذلك الحق ..
لأن هذه ( الأحلام ) الجميلة البريئة المشروعة ..
هي ما يعطينا الامل في الغد؟
هي ما يرينا الضوء لكي نعبر من خلاله ..
الى بوابة المستقبل .. هي ما ينسينا همومنا وتوتراتنا
وإحباطاتنا ولو لجزء من الوقت ..
هذا الامل الرائع .. انتِ في حاجة اليهِ في عملكِ ..
كي تحبيهِ اكثر وكي تضاعفي من خلاله انتاجيتكِ ..
قد تتضايقي لأن أمنيتكِ لم تتحقق لكِ اليوم او غداً
أو في يوم محدد من الاسبوع رغم استعدادكِ لها ..
وحضوركِ شخصياً لإستقبالها ..
او سماع نتيجتها او جلوسكِ معها ولكن حينما تعلمي
ان هذا اليوم بالتحديد ..
سوف يأتي مرة أخرى في الاسبوع الذي يليه ..
او الذي يليه ..
وفي نفس الوقت .. حينها سوف يكون لديكِ امل ..
في ذلك الوقت من جديد لأن الامنية تنتظركِ ..
لم تتخلَّ عنكِ .. سوى لظروف خارجة عن ارادتها ..
المسألة فقط مسألة انتظار ليس إلاّ!!
تخيلي نفسكِ قبل ان تنامي ..
وأنتِ تفتحِي كَفّ يدكِ ( الأيمن ) لتري فيها ..
من تحلمي به..لتري فيها من يقول لكِ تصبحِ على خير
لتري فيها من يشجعكِ على انتظار الغد ..
لأنه هو ذلك الانسان الذي سوف يستقبلكِ ..
هو ذلك الانسان الذي سوف يكون معكِ ..
هو ذلك الانسان الذي يقدركِ ويعرف حقيقة من انتِ
اشياء كثيرة وكثيرة جداً ..
تمرُّ علينا في حياتنا .. لانريد ان نتخيلها لأننا لانريد ..
ان نتصورها حقيقة واقعة .. ولكن هناك اشياء كثيرة
وكثيراً جداً أيضاً موجودة حولنا بإمكاننا ان نتخيلها ..
بإمكاننا ان نجعلها .. تلك الشمعة المضيئة الهادئه ..
وسط غرفة مظلمة!!
تخيلي نفسكِ الآن محرراة من كل قيود العمل ..
والمسؤوليات الاخرى ..
من كل وسائل الاتصالات المعروفة ومع من تحلمي به
وسط جزيرة نائية بعيدة عن العالم ..
او بمحاذاة شاطئ طويل لانهايه له وأنتِ تتحدثِ وتتحدثِ
حتى يأتي وقت الغروب حينما يجبركِ التَّعب من المشي
على الاستراحة على رمال لازودية بمواجهة البحر ..
ذلك الكيان الذي لاتري منه سوى حدود لامتناهية
ولاتسمعي منه .. سوى امواج المد والجزر تقبل عليكِ
وتقفل راجعة؟
تخيلي نفسكِ مع ذلك الجو الهادىء جداً ..
وذلك الصَّمت الشَّديد .. إلاّ من صوت واحد ..
يقترب من اذنكِ .. ليهمس لكِ بأنه مشتاق اليكِ ..
رغم وجوده معكِ؟
قد تنزعجي لأن ماحدث لكِ من اشياء جميلة لم يكن
سوى تخيلات و ( أحلام ) وهذا أساس موضوعنا !!
ولكن تذكري أستاذه ( مَلاك ) ان كل شيء ممكن
وجايز ..
وأن العالم صغير جداً..امَّا اذا كان ذلك ( الحُلم )
الذي تحلمي به وتفكري به موجوداً ولكنه مجرد حُلم
فلكِ ان تعلمي انكِ قد تكوني حُلمه وأمله المنشود
ومن يدري .. فليس هناك مستحيل في هذا العالم؟
المهم ان تظلي انتِ كما انتِ ..
بقلبكِ الكبير الطاهر .. بنفسكِ الحلوة الجميلة ..
بعطائك الواعد اللامحدود ..
المهم الاَّ تيأسي .. ولوحدث ذلك فتذكري ان هناكَ ..
من سوف يتضايق لأجلكِ .. من سوف يتعب بسببكِ
فهل تريدي له ذلك .. وأنتِ من تبحثي عن سعادته ..
لأنها سعادتكِ .. لا اعتقدُ ذلك؟
فقط تخيلي انكِ الأمل في حياة ( الأعضاء ) جميعهم
وأنكِ ( الحُلم ) الذي يتمنون تحقيقه .. فماذا أكثر؟
حقق الله ( أحلامنا ) .. وقربنا من بعضنا ..
وأبعدنا عن كل مايفرق قلوبنا .. ويعكِّر صَفونا وحُبنا؟
/
/
/
المَحبِرَة اللامُنتَهيَة
أيُعقل ..
أن اشتاقُ إليكَ ..
وأنا معكَ ..
بجانبكَ ..
بين يديكَ ..
وأنا أحدثكَ ..
كما أنَا الآن؟
/
/
بالله عليك ..
كيف لو كنتَ بعيداً عني ..
كيف هو حالي إذن ..
أي نوع من الشَّوق ..
سيكون لك؟
/
/
لابد إنك انسان آخر؟
انسان مختلف؟
فريد من نوعك؟
لِتَحدُث فيَّ كل هذا ..
وأنا من أنا؟
/
/
وألاّ لِمَ ..
كل هذا الشَّوق إليك ..
لِمَ كل هذه اللهفة عليك ..
لِمَ كل هذه المشاعر ..
وكل هذه الأحاسيس..
لك أنت وحدك ..
دون غيرك ..
لِمَ ولِمَ هَاه؟
/
/
ولكن ..
ماذا تراه ان يكون ..
سوى حبِّي الصَّادق لك ..
هو ما يدفعني ..
للسُّؤال عنك ..
للإطمئنان عليك ..
/
/
وماذا تراه أن يكون ..
سوى ( الغِيرَة ) ..
هيَ ما تجعلني ..
أريدك لي ..
وحدي ..
دونَ غيري؟
/
/
ولا أنكُر إليها الشَّوق..
أيُّها الحُب ..
إنني أغضب منك أحياناً ..
أتضايق منك أحياناً ..
/
/
ولكن صدقني ..
حتى حينما أحاول ..
أن أعاتبك ..
على جفائك معي ..
وعدم تواصلك ..
حتى حينما أحاول ..
أن أخاصمك ..
على اهمالك لي ..
أنسَى كل شيء ..
لمجرد أن اسمعك ..
لمجرد أن أراكَ ..
لمجرد أن أحسُّ ..
أنك معي وبجانبي؟
/
/
نعم .. انسَى كل شيء ..
ولا أذكر..
سوى شيء واحد ..
هو انك معي ..
وهذا يكفي ..
لأن أشعر بالسعادة ..
حتى لو كانت لحظات قصيرة ..
ولكنها بالنسبة لي ..
العُمر كله؟
/
/
فهل عرفت الآن ..
ماذا يعني الشَّوق ..
بل ( الحُلْم )؟
إنه انت ..
أنت يا من جعلت له ..
طعمًا آخر ..
نعم .. انت يا من جعلته مرتبطاً بك ..
دون غيرك ..
لِمَ لا ..
وأنت ( الحُلْم ) كله؟
.