عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-2009, 07:11 PM   رقم المشاركة : 5
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


( الوطن ) مسرح كبير مليء بالعروض المبهرة والمثيرة

التي لا تكاد تصدّق أحياناً ..

وما يحدث على خشبة مسرح (الوَطَن) من احداث واقعية

وليست تمثيلية يصيبك بالذعر والذهول احياناً ..

احداث من كل نوع وعلى كل شكل ..

تجعلك تتسمر في مكانك من غرابة تلك المشاهد وفظاعتها

وعدم تصديقك لها؟

ادوار يقوم بها على خشبة مسرح(الوَطَن) ممثلون بارعون

على درجة عالية من الكفاءة والتمكن ومن مختلف الاعمار

والثقافات والجنسيات ..

وتمثيليات واقعية تلبي كل الميول وتشبع كل الرغبات ..

الاخلاقية منها وغير الاخلاقية المعقولة منها وغير المعقولة

كل هذا بحجة الحرية الشخصية والتعبير عن الرأي ..

ومجاراة الوقت والمجتمع ..

حتى لو كان ذلك على حساب المجتمع نفسه وعلى حساب

قِيمه ومبادئه! ..

وان شئت ان تتأكد .. فما عليك سوى ان تتخيل ..

تلك المواقف المؤسفة وان تراقب تلك الشخصيات المريضة

ان تدقق في تلك الفئات المزيفة ..

وحينئذٍ سوف تستغرب ذلك العدد الهائل من التخيلات ..

ذلك العدد المهول من المتناقضات في حياة ذلك الانسان

الذي يقف على خشبة المسرح ( الوَطَنِي ) وامام الآخرين

لا ليتصنع ادواراً تمثيلية انيطت به ..

او فرضت عليه من الآخرين بل ليطبقها من تلقاء نفسه ..

وبمحض ارادته على مسرح ( الوَطَن ) الكبير بكل واقعية

وجرأة وتبجُّح احياناً ..

وبدرجة امتياز غير مكترث بما يسببه للآخرين من اساءة

وما يوقع بهم من ضرر جسيم..غير آبه باعتبارات دينية..

وضارباً بعرض الحائط لكل القيم الانسانية والاعراف ..

والتقاليد الاجتماعية .. فأي عالم هذا الذي نعيشه اليوم

واي بشر اولئك الذين نتعامل ونتعايش معهم؟

تُرى ماذا حدث للكثير من البشر هذه الايام ..

كيف تغيرت نظرتهم للحياة..وكيف تغير اسلوب تعاملهم

مع غيرهم من بني جلدتهم؟

هل أضحَوا أنانيين للدرجة التي لم يعودوا يفكرون بها ..

سوى في انفسهم ..

للدرجة التي لم يعد يهمهم مصالح غيرهم ..

ومشاعر حتى اقرب الناس اليهم وألصقهم بهم؟

تُرى اي تبرير .. يمكن ان يجيز تصرفاتهم اللامسؤولة ..

واي منطق عقلاني يمكن ان يرضى بما يقومون به ..

من نكران لحقوق غيرهم .. وتجاهلهم لمشاعرهم ..

وقتلهم لطموحهم .. ووأدهم لفرحتهم التي لا تدوم؟

كيف نفسر عقوق الوالدين من قبل بعض الابناء؟

كيف نحلل تجاهل بعض الابناء لوالديهم؟

كيف يمكن ان نتصور انسانا يعيش مع اهله ومع اسرته

وتحت سقف واحد ومع ذلك لا يشعرون بوجوده معهم

ولا بوجودهم معه ..

لانه اشبه بالغائب عنهم .. موجود بينهم بجسمه واسمه

بحكم المكان الذي يجمعهم .. ولكنه غائب بعقله وقلبه

بعيد عنهم بعواطفه ومشاعره .. يفرض عليهم ما يريد ..

ويتجاهل حتى مجرد سماعهم .. وإلانصات اليهم؟

التعامل مع البشر اليوم اضحى اكثر صعوبة من التعامل

مع الآلة المعقدة ..

مشكلتك كإنسان اليوم ليست في الماديات التي تستطيع

ان تتعامل معها وتكيفها حسب ما تريد ووقت ماتريد ..

بل مشكلتك في التعامل مع البشر .. مع ذلك الانسان

الذي أضحى التعامل معه يتطلب مهارات مهنية عالية ..

لا بد عليك ان تطورها وتنميها مع مرور الوقت ..

والاّ اصبحت الحياة صعبة عليك لعدم تفهم الآخرين لك !!

اولئك الآخرين الذين تقول لهم يمين ويقولون لك شمال ..

لا ادري لماذا يلجأ الانسان منا الى المسرح التمثيلي

ليشاهد تلك العروض المفتعلة ..

بينما امامه الواقع بكل ارهاصاته وتفاعلاته وتناقضاته؟

بين يديه ( الوَطَن ) نفسه.. نعم ( الوَطَن ) ..

ذلك المسرح الحقيقي بكل ما تعنيه الحياة من معنى ..

ولم يعد للمشاعر الانسانية قيمة في هذا الزمن الأغبر ..

ولم يتبق للاحاسيس الصادقة مكان لان الانانية طغت

الى الإيثارية؟

لأن مساحة الحب والود والاخلاص والتضحية تقلصت ..

في هذا الزمن بشكل بات يخشى عليها من الانقراض ..

لم يتبق سوى ماذا سوف تأخذ .. امَّا ماذا سوف تعطي ..

فأضحى امنية يصعب تحقيقها ..

ترى هل انتزعت الرحمة من قلوب الناس لدرجة لم يعد ..

للانسانية مكان بداخل قلوبهم؟

هل مات الضَّمير الانساني في قلوبهم لدرجة لم يعد ..

يهمهم شيء سوى ان يشبعوا ما في نفوسهم ..

ويرضوا رغباتهم المريضة بغض النظر عمَّا تشكله للآخرين

من ضرر واساءة ومساءلة احيانا؟

شيء مؤسف هذا التحول ..

الذي نراه في طبيعة هذه القسوة وتحولاتها فلم تعد ..

هذه القسوة في هذا الزمن قاصرة على نكران الجميل

وتجاهل المشاعر الانسانية .. وقطع صلة الرحم بل تعدت

الى ما هو اقسى من ذلك .. الى اكبر مما نتصوره ..

او نتخيله؟

ونظراً لهذه ( الإسقَاطَات ) أجِد الله سبحانه وتعالى يعاقبنا

نعم ( لِيُؤخَذ المَوضُوع عَلَى مِحمَل الجِد ) ..

وفي هذه اللحظَة أدخل إلى أغوار موضوعك أخي وصديقي

الأستاذ القدير ( المِحتَار ) ..

شاهد ان شئت ما يعرض على شاشات التلفاز ..

من اخبار يومية مليئة بالحرب في جنوب ( الوطَن ) ..

والارهاب والانفجارات وأقرأ معي في الصحف اليومية

كمية الدمار الذي أوجدته ( فياضَانَات ) جده البشعة

تُرى كيف يمكن لي ان أكون متزناً مع نفسي في ظل

ما اراه من بعد عن الله وعدم التقرب منه؟

كيف أشعر بالامان النفسي الداخلي وأنا أرى ..

تلك الإرهاصات المخجلة؟

كيف أتفاءل بغد مشرق ومستقبل واعد ..

في ضوء هذه الصورة القاتمة امام عينيي؟

أليست مثل هذه المآسي التي نراها ونسمع عنها يومياً

تؤثر علينا سلبياً .. وتُدخل في قلوبنا نوعا من الخوف ..

من المستقبل .. وعدم الأمان مما سيحدث؟

كل شيء بارادة الله ولا شك .. ولسنا بصدد الإعتراض

ولكن حينما تتكرر تلك المآسي .. على مسمع ومرأى ..

من ( الوطن ) المتحضِّر ..

أوهكذا يسمى دون أن يُحرك ساكناً..فلا شك أنك حينئذٍ

سوف تصاب بالاحباط والذهول وخيبة الأمل ..

انظر فقط لما يحدث في ( الجنُوب ) أليس شيئاً مؤسفاً؟

ان ما يحدث لـ ( وطنَّا ) هذا البلد المسلم الكبير والجميل

لا يمكن ان يقال فيه .. سوى ان ندعو الله عز وجل ..

أن يخرجه من محنته .. أن يعيده كما كان ..

هذا لأن الطريق أمامه مظلم والمستقبل قاتم والمحنة قائمة

والمصائِب مستمرة ..

والضحية بالطبع هو المواطن ( السعُودِي ) وياعيني عليه

الذي لاحول له ولا قوة..ذلك المواطن الذي وجد نفسه..

بين عشية وضحاها أمام فئة من البشر ( الإرهابيين ) ..

تعيثُ في الأرض فساداً .. ولا تفرق في وحشيتها وانتقامها

بين طفل رضيع أو امرأة حامل أو مسنٍ كبير فاللهم لاحول

ولا قوة إلا بالله!!

شيء مؤسف ما يحدث في ( السعُودية ) اليوم ..

وبكل المقاييس .. فالمسلمون في شتى بقاع الأرض ..

إستقبلوا ( العِيد ) بقلوب ملؤها الحب والود والصفاء ..

والشفافية ..

ينأون بأنفسهم عن مجرد التلفظ بكلمة ..

قد تجرح خشوعهم لله او تفسده في هذا الشهر ..

يحاولون ان يعوضوا في الشهر ماخسروه في الأيام

والشهور الماضية ..

كل هذا لأجل أن ينالوا رضا الله من أجل توبة صادقة ..

وصالحة !!

في شهر ( ذو الحجَّة ) وفي موسم الحج بالتحديد ..

وفي المقابل .. ترى آخرين في ( السعودية ) ..

إستقبلوا ( العِيد ) بحرب دموية فظيعة يقشعر لها البدن

وتدمى لها القلوب .. وهنا ارمي إلى ( الجنُوب ) ..

فهل يعقل هذا الذي نراه ونسمعه أخي ( المِحْتَار )؟

لقد حاولت كغيري ..

تصديق ما اسمعه .. تصديق ما اراه ولكني عبثاً حاولت؟

شيء فظيع ما هو أمامك .. فيا الله ( وطنَّا ) هذا الوَطَن

يدخل حَرب؟

ومع من؟

مع جيرانه؟

تُرى بأسم من ترتكب هذه ( الحَرب ) من هو المستفيد

من وراء ذلك؟

إنها النفس البشرية المريضة التي يُمثلها أولئك المجرمون

الذين يتخذون من الاسلام مبرراً ..

لأعمالهم الوحشية اللاانسانية بينما الاسلام بريء منهم؟

لأن الاسلام أصلاً دين الرحمة والسلم وليس دين الارهاب

والقسوة لأن الإسلام دين التسامح والمؤاخاة ..

وليس دين الانتقام ..

لأن الإسلام دين الحوار والموعظة الحسنة ..

وليس دين منطق الغَاب .. وفرض الشيء بالقوة ..

ولكن من تخاطب؟

أناسا أعماهم الحقد الدفين عن كل شيء جميل ..

وإنساني حولهم؟

اناسًا تأصل الشر بداخلهم فلم يعودوا يرون شيئاً سواه

فاللهم لاحول ولاقوة الا بالله في عصرٍ لم يعد بامكانك

ان تفعل شيئً ..

لم يعد لك كلمة مسموعة لايتبقى لك سوى ان تدعو الله

سبحانه وتعالى ان يرفع الغمَّة .. ويزيل الغشاوة ..

عن أعيننا ويعيدنا الى جادة الحق ..

فما هو أمامنا من واجبات وما يُحاك ضدنا من مؤامرات

يدفعنا لأن نكون يداً واحدة .. فاللهم أصلح القلوب ..

وألّف بينها في هذا الشهر بالتحديد واجعله بداية خير ..

على كل المسلمين .. ولمَّ شملنا ولا تطل تفرقنا ..

وبُعدنا عن بعضنا .. انك قادر على كل شيء وَأقف هنا؟

/

/

/

المَحبَرَة اللامُنْتَهيَة







حينما تغيب لغة الحوار ة..

حينما لا يريد الانسان أن يفهم أخاه الانسان ..

حينما يتجاهل حقوق غيره ..

ومشاعرهم ..

حينما يبيح لنفسه ..

ما يحرمه على الآخرين ..

حينما يتنكر لقيمه ومبادئه ..

وحينما يبادل الاحسان بالاساءة ..

بل حينما يُغمض عينيه ..

عن رؤية الحقيقة ..

حينما يصمُّ أذنيه ..

عن سماع صوت الحق!!

فحينئذٍ !!

هل يستحق ان يسمى هذا الانسان انساناً قل بصراحة؟

هل يحق له أن ينتمي للمجتمع الانساني؟

بل هل يستحق ان نقطر دمعة واحدة عليه ..

حين نخسره أو نفقده؟

.