نعم .. ولماذا أبداً لم نجده .. أدخل وشاركنا ..
وها أنا ادخل وأشارككم ..
سالتكِ بحق الرَّب ..
ألا تشعري وانتِ في هذه الاجواء الجميلة الحالمة ..
بأنكِ لا تريدي ان تفارقي ذلك الصدر الحنون ..
ذلك القلب الكبير .. تلك الايادي الحانية ..
لان كل ذلك اشعركِ بالامان النفسي والعاطفي ..
الذي تبحثي عنه وتحنّي اليه؟
شيء كهذا الذي تحلمي به .. وتتوقي اليه ..
هو الدلال بعينه .. هو ( الحب ) بذاته ..
لان الدلال ولو بجزء بسيط منه هو الحب ولو بقليل منه
لانهما مكملان لبعضهما ..
ولان في اجتماعهما وتوحدهما بداية لطريق السعادة
او مؤشر من مؤشرات السعادة .. تلك الامنية الغالية
التي يبحث عنها كل انسان ..
بغض النظر عن وضعه الاجتماعي والاقتصادي ..
وظروفه التي يعيشها..
صحيح ان الانسان قد يمنعه الخجل من ان يطالب بها
كونه كبيراً مثلا او متزوجاً ام اعزباً رجلا كان ام إمرأة
ولكنه في قرار نفسه يحتاج اليها يريد ان يشعر بها
تلامس خلجات وجدانه..وتدق على اوتار مشاعره..
تلك المتعطشة لما يروي ظمأها الشديد..
تخيلي نفسك بمفردكِ .. مشغولة بهموم الحياة ..
تفكري في حالكِ ..
تتذكري تلك الايام الخوالي وتعيشي تلك الذكريات ..
التي تتمني ان تعود كي تعيشها ولو لمرة اخرى ..
بنفس اجوائها التي حدثت فيها لاول مرة ..
تخيلي نفسكِ وانتِ في الاجواء واذا بـ ( الحُب )
يطرق مسمعيكِ .. يأتي اليكِ حيث انتِ ..
يسألك عن احوالكِ .. ويطمئن عليكِ ولو من بعيد
لدرجة تشعري معها بانه معك وبجانبكِ ..
عينيكِ في عينيه .. لا تريدي ان تنزليهما عنه ..!!
ويديكِ كلتا يديكِ مازالتا في يديه لا تريدي ان تنهي
مصافحتكِ لهما بسرعة ..
وجسم هذا الدلال امامكِ .. لا تريدي ان يفارقكِ ..
بعد ان حلّ ضيفاً عليكِ .. في وقت كنتِ ..
في امس الحاجة لوجوده معكِ وبجانبكِ ..
فهل يعقل رغم ما انتِ فيه من واقع ان يغادركِ بسرعة
وكأنه على سفر؟
هل يعقل ان تودعيه .. وانتِ لم تشبعي منه بعد؟
بل هل يعقل ألاّ تكرّمِ وفادته وهو من هو بالنسبة لكِ؟
قد تقولي في نفسكِ أستاذه ( وِد ) وأخالكِ فاعلة
ولكن هذا ليس ( حُبَّاً ) بل انسان .. ولم لا؟
فهل يكون ( الحُب ) من دون انسان؟
هل يكون الانسان انسان دون ان يشعر ..
بحب الآخرين له؟
وسؤالهم عنه واطمئنانهم عليه؟
بل هل يكون هذا الانسان انسانا من دون ان يدلل
من يحب ويشعره انه محطة جميلة وبارزة ..
في مسيرة حياته مازالت تضيء طريقه؟
هذا فقط جزء من الدلال الذي نطالب به فما بالكِ اذاً
بقليل من ( الحب ) بجرعات بسيطة منه؟
ألستِ بحاجة له؟
قولي بصراحة؟
ترى ما قيمة هذه الحياة التي نعيشها من دون وجود
هذا ( الحُب ) في حياتنا ..
وما قيمة الآخرين بالنسبة لنا اذا كانوا يبخلون علينا
بحبهم وعطفهم وحنانهم رغم انهم قادرون على ذلك؟
رغم انه لا يكلفهم شيئا رغم ان مكانتهم بالنسبة لنا
سوف تكون اكبر واكبر حينما يشعروننا بحبهم لنا ..
وعطفهم علينا؟
حينما يحبكِ انسان ما ويميل اليكِ فهذا لان بك مميزات
لم يراها في الآخرين ..وحينما ينفوه بحبه لكِ ..
يكون بذلك تجاوز مرحلة متقدمة من ( الحب ) ..
مرحلة يريد فيها ان يعبر لكِ عن كل شيء في داخله
مرحلة يريد فيها ان يقدم لكِ فيها كل ما يستطيع ..
فقط ليقول لكِ بأسلوبه الخاص ..
كم انت مميزة تستحقِي كل شيء .. وكم انتِ رائعة
تستحقي كل تضحية تقدم من اجلكِ أليس هذا جميلا؟
هذا القليل من الحب الذي نبحث عنه ونطالب به ..
في حياتنا من قبل الآخرين مهما كان قليلا فلا يجب
ان يستهان به او يقلل من شأنه ..
ابدا انه كالبذرة الصغيرة جدا سوف تنمو وتكبر ..
حينما نتعهدها بالرعاية والسقيا ..
الفرق بينهما وبين حب الانسان للانسان ان ذلك الحب
يتمثل في الكلمة الطيبة والوفاء والابتسامة الحلوة ..
والطبطبات الحانية .. وشعور كل منهما بالآخر ..
دون ان يشتكي احدهما بالآخر الى آخر ..
ذلك من الاشياء الحلوة التي لها مفعول السحر ..
في حياة الانسان..
وبالقدرة أولئك الذين يعطونك الدلال والحب حتى ..
وهم بعيدون عنكِ..تفصل بينكِ وبينهم اميال كثيرة
بالقدرة اولئك الذين ما ان تتحدث اليهم ..
حتى تتعلقي بهم..وتكادي لا تستغني عنهم..
بالقدرة اولئك الذين من شدة حبكِ لهم واعجابك بهم
لاتستطيعي سوى ان تدافعي عنهم عندما تسمعي
من يحاول التقليل من شأنهم ..
او الاساءة اليهم وكأنكِ ( وكيلة ) عنهم..
بل بالقدرةاولئك الذين ماان تسمعِ احدا يتحدث عنهم
او يذكر اسمهم حتى يخفق قلبكِ تجاههم لانكِ معهم
تشعري بالدلال والحب ..
الذي لم يعطيكِ إياه ولم تحصلي عليه حتى من اقرب
الناس اليكِ ..
ولكنكِ حصلت عليه منهم ..
وبشكل صادق بعيد عن الاغراض الشخصية والماديات
فيا لهذا ( الحُب ) الغائب عنا والحب البعيد منا ..
كيف يسمو بنا عالياً كيف يحلِّق بنا فوق السَّحَاب ؟
كم نحن في حاجة ماسة اليه كي نشعر اننا في رحلة
حالمة الى جزيرة نائية بعيدة..نحاول ان نصل اليها ببطء
بذلك القارب الذي لا يحمل سوى نحن وحلمنا ..
نظل بهذا القارب نجوب المحيطات على اقل من مهلنا
ولِمَ العجلة في الوصول ..
والحلم يرافقنا في ذلك القارب .. الذي لا يسع سوانا؟
لمَ الشعور بالغربةاوالوحدة ونحن نملك العالم بين ايدينا؟
لمَ الشعور بالقلق .. والسعادة تكاد تملأ علينا حياتنا؟
يكفي ان نغمض اعيننا ونترك العنان لهذا القارب ..
كي يبحر بنا الى اي اتجاه اراد .. طالما اننا مع من نريد
نعم يكفي ان نغمض اعيننا ونستمتع بنسمات البحر
ورذاذه الخفيف يلفح وجوهنا .. يلامس وجناتنا ..
يكفي انه عالم من السعادة .. لا نريد الخروج منه..
أبعد كل ذلك الامتِيَاح للدلال ..
كل تلك الاشواق للحب ..
ألا يحق لنا ان نحلم بشيء منه؟
بجزء ولو بسيط منه برائحته؟
بذكرى عطرة نحتفظ بها له؟
كي نقول لانفسنا يوما ما بأننا حظينا بـ ( الحُب )
بقسط قليل منه ؟
المهم ان نراه بأعيننا ان نلمسه بانفسنا ..
وان نشعر به من حولنا..أرأيتِ كم هو مسكين ..
هذا ( الحُب ) أقصُد الانسان؟
لا يطالب سوى بجزء من اقل حقوقه ..
سوى بجزء بسيط من الدلال يضفي لحياته معنى ..
وقليل من الحب يعطي لوجوده طعما ..
وليته مع هذه القناعة في الطلب يحصل عليه؟
اتمنى ألا تكون انتِ ذلك الانسان أستاذه ( وِد ) ..
ولو لم تكوني كذلك .. فاحمدي الله سبحانه وتعالى
لأن هناك فئة ليس بالقليلة محرومة من الحب ..
حتى من اقرب الاقرباء .. فما بالكِ بالدلال؟
وكل ما أستطيع قوله لكِ ان كنتِ محرومة من الحُب
فدللي نفسكِ بالطريقة المشروعة ..
التي تشعركِ بقيمتكِ .. وتعيد اليكِ الثقة في نفسكِ
ان كنتِ فاقدة لها ..
لا تكوني بخيلة مع نفسكِ ..
لا تستكثري عليها ابسط حقوقها .. فقط لان هناكَ
من هو احق منكِ بها؟
اعطي الآخرين ولكن تذكري ان لنفسكِ عليكِ حقا!!
وان لم يكن هناك من يقدم لك ( الحب )الذي تريديه
فقدميه انتِ للآخرين ان كنتِ قادرة على ذلك ..
لانكِ سوف تجديه يوما ما فقط لا تيأسي من رحمة الله؟
/
/
/
المَحبِرَة اللامُنْتَهْيَة
أن تسمعي صوت ( الحُب ) ..
يناديكِ من بعيد..
يخاطبكِ من جديد ..
يشعركِ بالوفاء..
يذكركِ بالعطاء..
فذلك شعور جميل ولاشك!!
/
/
ولكن ..
ان تكتشفي ان ذلك ( الحُب ) ..
هو نفسه الود المنشود ..
هو ذاته الخلود المفقود ..
فذلك اجمل بكثير ..
واكبر مما تحلمي به ..
ويكفي انه ( الحُب ) ..
وياعيني عليه؟
.