يوم أن بكى محمد نور
د. عادل سعيد المرضي
* كان أبرز مشهد لا يمكن نسيانه في مونديال ايطاليا 1990 هو بكاء اللاعب الأرجنتيني ديغو ماردونا بعد خسارة النهائي..كان مشهدا لا ينسى ابدا..ولا يبرح الذاكرة رغم مرور 19 عاما عليه..بل ولا تزال صورة ماردونا وهو يبكي بكاء محزنا تنتشر في المواقع الصحفية والالكترونية حتى يومنا هذا.
* كان بكاء مريرا من اعظم لاعب في تاريخ كرة القدم .. بعد ان استطاع المنتخب الالماني ان يهزم الارجنتين بهدف وحيد .. معتمدا على تكتيك دفاعي بحت .. ولعب خشوني على الاقدام والمفاصل ..واداء خال من المتعة والمهارة.. وعندها تعاطف العالم وحزن كثيرا عندما شاهد دموع الاسطورة الارجنتينية ماردونا وهي تتساقط بحرقة وألم بسبب الهزيمة غير المستحقة.
* تذكرت ذلك الموقف عندما شاهدت الدموع المريرة وهي تتساقط من مقلتي محمد نور وهو يبكي بحرقة وحسرة بعدما خسر الاتحاد نهائي دوري ابطال آسيا رغم انه كان الافضل والاقوى من بوهانج الكوري ..والاكثر وصولا الى المرمى .. والاكثر صناعة لفرص التسجيل.
* لاعب مثل (نور) يقدم هذا الابداع والامتاع وينافس على جائزة افضل لاعب آسيوي بعد ان تعدى الثلاثين يستحق كثيرا من الاحترام والتقدير من اجل صبره ومثابرته واصراره وتحمله لكل المتاعب والمصاعب والظروف الصعبة التي مرت عليه.
* ولو اردنا مقارنته بغيره من اللاعبين الذين مرت عليهم ظروف صعبة مثل القناص مثلا لوجدنا ان نور تفوق كثيرا على غيره بل تفوق على نفسه ايضا حتى صار اسطورة الكرة الخليجية بلا منازع في الوقت الراهن فليس كمثله نجم في الملاعب الخليجية خلال العشرين عاما الماضية، ومن حق القنوات الخليجية والاعلاميين العرب المطالبة بضمه الى المنتخب واقامة الحملات المتتالية من اجل اعادته الى المنتخب .. بل انني ارى انه من الظلم عدم اختياره كافضل لاعب آسيوي لعام 2009 بعد ان قدم للآسيويين اجمل الابداعات الكروية ولم يكن هناك طريقة لإيقافه سوى استخدام اساليب الجودو والكاراتيه على الاقدام والمفاصل والركب فأنهكوه بالضرب والتكسير والخشونة المتكررة من عشرة لاعبين كوريين بالتناوب.
* لايستطيع احد ان ينكر ان الاتحاد هو افضل وامتع واجمل فريق آسيوي لهذا العام رغم انف الحظ والعارضة والفرص الضائعة ورغم انف غدر كرة القدم!!
* وكيف لها ان تغدر بالاتحاد وهو الذي جعل (كرة القدم) متعة لجميع الرياضيين في القارة الآسيوية بمختلف اجناسهم وألوانهم من اطراف الشرق الاقصى وحتى مناطق الشرق الاوسط.
* انها بطولة لم تكن مكتوبة لنا حتى لو عزلنا لاعبي الاتحاد في كوكب اليابان او حتى كوكب زحل، وهذا حال كرة القدم، ولكن المهم ان الاتحاد كان الفريق الافضل والاقوى من خصمه، بل انه قدم فريقا عربيا لا يمكن للقارة الآسيوية ان تنساه أبدا أبدا أبدا رغم خسارته المبكية.
* ان دموع محمد نور كانت ابرز مشهد في الملاعب الآسيوية عام 2009 ولن يتذكر الآسيويين فريقا اسمه بوهانج بل سيتذكرون منظر دموعك المنهمرة يا نور الكرة الآسيوية.