ابتسم عبد الرحمن ثم قال:نعم لكن عليك أن تتحمل تبعه قرارك...
سلطان بفرح فهو لم يتوقع موافقة سريعة كهذه: بالتأكيد فالأمر لن يطول.
يوسف ابتسم بارتياح: إن كانت الأمور ستأتي كما يجب فنحن على لقاء قريب مع محمد خارج أسوار السجن.
عبد الرحمن: إنشاء الله ستظهر قريباً شمس الحقيقة.
كان الجميع فرحا لان الشريط أصبح قريب منهم لكن فرحتهم لم توازي فرحه سلطان بالأمر، وبعد ذالك اخبره عبدالرحمن أن يتجهز ليسير معه بالغد لأنه يريد أن يبحث معه عن عبدالله لان عبدالرحمن سيبدأ بعمله اليوم الذي يليه ثم خرج يوسف وسلطان بعد أن أتفقا على الموعد, يوسف التفت إلي سلطان الذي يسير معه وابتسامته علي وجه وقال: يبدو انك سعيدا جدا.
التفت إليه سلطان وقال: جدا لست اصدق إن محمد سيخرج.
يوسف أطلق تنهيده وهو يقول في خفوت : أدعو الله أن ييسر أمرك.
سلطان: يوسف أريدك أن لا تخبر احد بالأمر وا....
قاطعه يوسف وهو يضحك: لم يعد في الأمر سرا يا أخي.
سلطان ابتسم بإحراج وقال: لكن.. اعني إنني أريد أن اخبر الجميع بالمساء حتى لا يحاول احد منعي.
يوسف قال وهو يهز رأسه: حسنا لن اخبر احد بالأمر.
وصلا إلى المنزل وعند العصر ذهب سلطان للصلاة وبعدها خرج متعللًََ بالذهاب مع يوسف للمحل لكنه اتجه إلي بيت إبراهيم وهو كالعادة يضع اللثام علي وجه لكنه لم يجد إبراهيم أمام بيته فاحتار كيف يجده ثم ذهب للملعب فوجد إبراهيم يلعب مع أصدقائه في الملعب كانوا مجموعه كبيره فاحتار مره أخرى كيف يقابله فهو يستحيل عليه أن يأتي إليه أمام الجميع تلفت حوله ورأى بعض الأطفال يلعبون فاتجه نحوهم وعندما اقترب منهم التفت إليه الأطفال وتوقفوا عن العب وهم ينظروا إليه....توتر سلطان لأنه ظن أنهم عرفوه لكنه تشجع وقال بصوت مرح مصطنع
: هاي أيها الأبطال أريد واحد منكم يحضر إلي احد الشبان الذين يلعبون في الملعب ومن يفعل امنحه قطعه نقديه.
صمت الأطفال ثواني ثم قفزوا جميعا يقولون: أنا.. أنا.... ابتسم سلطان واخذ طفل وأشار إلي إبراهيم وهو يصفه له ثم قال: قل له إن هناك من يريده وهو يقف خلف هذه البيت (وأشار إلي البيت الذي أمامه ) و انتبه لنفسك، هيا انطلق وسأمنحك المال إن عدت
واخرج قطعه نقديه من جيبه ليريه، فركض الطفل مسرعا إلي إبراهيم واتجه سلطان إلي خلف احد الجدران ليتأكد من أن يكون إبراهيم لوحده إن أتى، نظر إلي الطفل الذي أوقف إبراهيم من اللعب وتحدثا قليلا ثم انفصل إبراهيم لوحده من ألمجموعه واتبع الطفل إلي خلف البيت، فأسرع سلطان أليهما ووقف أمامهما
التفت أليه إبراهيم والطفل قفز سريعا وهو يهتف: امنحني ألقطعه النقدية
اخرج سلطان بسرعة ألقطعه نقدية وهو ينظر إلي إبراهيم الذي لم يتعرف علي ملامحه لأنه مازال يرتدي اللثام ثم قال بسرعة
:اعذرني إبراهيم لأني قطعتك عليك المباره.
إبراهيم ابتسم وهو يقترب من سلطان ثم قال: لا مشكله.
ابتسم سلطان بارتياح وأزال اللثام وهو ينظر إلي الطفل الذي عاد مسرعا إلى أصدقاءه ثم قال: أردت أخبارك إنني مسافر غدا للمدينة.
إبراهيم هتف بدهشة: أأنت محق ؟
سلطان وهو يمسح أنفه بيده بحركة سريعة: نعم.
ابراهيم وهو يقف مباشره أمام سلطان ويقول: بهذه السرعة..؟
سلطان : نعم سأسافر مع صديقا مقربا من العائلة.
إبراهيم ابتسم وقال: اسأل الله أن يعينك.
سلطان:أشكرك كنت أريد فقط أن أودعك.
إبراهيم: أشكرك أنا أيضا لأنك لم تنسني.
سلطان: لن أنساك ابد ا يا إبراهيم فأنت الوحيد الذي ساعدتني كثيرا.
أنحرج إبراهيم وقال: لم افعل أي شئ يستحق الشكر اسمع أريد أن تنتظرني هنا دقائق وسأعود إليك سريعا.
ثم ركض مبتعدا ولم يمنح سلطان فرصه ليتكلم والذي هتف بسرعة
: إبراهيم أنتظر إلي أين أنت ذاهب؟
ابتعد إبراهيم كثيرا فوقف سلطان في مكانه محتارا وبقي يفكر أين ذهب إبراهيم ، انتظر عشر دقائق ثم ربع ساعه.. جلس علي احد الصناديق المرمية و إذا إبراهيم يأتي إليه وهو يركض ثم وقف أمامه وهو يلهث قفز سلطان من مكانه وقال
: أين كنت..؟
إبراهيم صمت وهو يلتقط أنفاسه ثم قال: اعذرني لقد تأخرت كثير
سلطان: لا مشكله لكن أين ذهبت..؟
إبراهيم: لقد....لقد أحظرت هذه
ومد له بظرف ابيض صغير سلطان تفاجاء وقال: ما هذا..؟
إبراهيم :إنها مني و أسالك بالذي خلقك أن لا تفتحها حتى تصل إلي ألمدينه
سلطان امسك الظرف بتردد وقال بفضول وهو يقلب الظرف بين يديه: ملذي بداخله..؟
إبراهيم: ستعرف إن وصلت إلي هناك
سلطان:حسنا لن اخذ المزيد من وقتك
تعانقا إبراهيم وسلطان قليلا
سلطان: شكرا إبراهيم و إلي اللقاء
إبراهيم: نلتقي مهما طال الزمن.......
بعد صلاه المغرب تأكد سلطان انه جمع ما يريده من أغراض ولأنه لا يدري كم ألمده التي سيبقاها هناك فقرر أن يأخذ كل شئ يتوقع إنه سيحتاجه حتى امتلأت حقيبته ألصغيره وبعد صلاه العشاء ذهب لوالدته ليخبرها بأمر السفر ، وقف أمام غرفته وهو يلتقط نفس عميق وهو يعلم إن أمه ستكون ردة فعلها قويه وأنها ستحاول منعه بكل الطرق كان قد فكر أن لا يخبرها حتى الفجر لكن خاف أن تغضب منه أمه فقرر أن يخبرها لأنه ففي كل الاحاول لن يكون هناك ما سيمنعه من السفر، طرق الباب بهدؤ ثم دخل ونظر إلي أمه التي كانت ترتب أغراضها وهي جالسه قبل رأسها وهو يقول :كيف حالك يا أمي ؟
أمه قالت وهي تبتسم: أنني بخير مادمت بخير
نظر سلطان بشرود إلي عيني أمه الحزينة فقالت أمه بوجل
:بني مابك ؟
سلطان: آآ لا شئ أمي.
وجلس أمامها وهو يقول: أمي ماذا فعلت اليوم؟
أم سلطان تركت ما بيدها وهو تقول بقلق
:بني مابك اشعر إن هناك أمر ما ؟
سلطان ابتسم وقال: لا شئ أمي
أمه قالت :أين ذهبت اليوم؟
سلطان: لقد كنت مع عمي صالح ....ااا أمي كنت أريد أن.....
صمت للحظه وهو يفكر ماذا يقول، فقالت أمه بخوف
: سلطان ماذا هناك...؟
سلطان أعاد نظره إلي أمه الخائفة وقال بسرعة
.أمي لا تقلقي كنت سأذهب غدا إلي ألمدينه لأزور محمد
أم سلطان: مع من ستذهب....؟
سلطان:عبد الرحمن صديق محمد سيذهب إلي هناك وقال لي أن اذهب معه.
أم سلطان:حقا ومتي ستذهبان ؟
سلطان: غدا الفجر
أمه بغضب: ولما لم تقل لي من قبل؟ لن أدعك تذهب ما دمت أخفيت عني الأمر.
سلطان ارتبك فقال: لقد.... إن... عبد الرحمن لم يخبرني إلا . .ألان
أم سلطان: لن أوافق علي سفرتك مادمت تحبني أبقا هنا
سلطان برجاء: أمي أنني ذاهب إلي محمد وليس مكان أخر
أمه حينها أنزلت رأسها في حزن وهو تتذكر ابنها محمد وقالت بحزن
:كم أتمنى أن أراه اه يا محمد
سلطان صمت بحزن وهو يراى دموع أمه تتجمع بعينيها رفعت أمه رأسها وهي تقول :متى ستعودان ؟
سلطان تفاجاء فهل يعني هاذا موافقة أمه؟ فكر قليلا وهو يحك جبينه ثم قال
:لا أدري يا أمي يومين ثلاثة أسبوع لا أدري
أم سلطان بقلق: لكنني أخاف عليك بني
: ولماذا...؟
:لا أريدك أن تبتعد عني أنت الأخر
سلطان امسك يد أمه وقال: سأعود إليك يا أمي دعيني أذهب فقط.
أم سلطان ابتسمت ودمعه من عينها نزلت بهدؤ وقالت
:ابلغ سلامي الكثير إلي محمد واخبره أيضا إنني مشتاقة له سأتي لزيارته أن أمكنني ذالك في اقرب وقت اخبره إنني كنت ساتي لولا إن عبدالرحمن لا يمكنه الذهاب بي والعودة بي
سلطان بحيره: وهل عرضت ذالك على عبدالرحمن؟
أومت له أمه وهي تمسح دموعه التي تتساقط كقطرات المطر
ابتسم سلطان بفرح وهو يقول: سأفعل ذالك أعدك
أمه قالت: بني أريدك أن تعود في أسرع وقت وان لا تتأخر أبدا عدني بذالك...عدني
سلطان أغمض عينيه قليلا وهو يقول كأنه يحلم: أمي أنا لا أدري ملذي سيحصل فالظروف تتغير وقول الوعود أسهل بكثير من انجازها لكن أعدك أن أحاول أن أعود إن أنهيت ما بدأت به
أم سلطان قالت بقلق: ملذي تنهيه؟؟
أرتبكك سلطان عندما انتبه إلي زلت لسانه الفادحه لكنه تتدارك الوضع قائلا
: أعني إنني كما سأذهب سأعود إليك.
صمتت أمه قليلا فحاول سلطان أن يغير الموضوع فقال
:أمي سأذهب اخبر الجميع بالأمر.
أمه: لماذا ألم تخبرهم؟
سلطان: لا أمي أردت أن تكوني أنتِ أول من يعلم بالأمر
بعدها خرج سلطان من عند أمه واخبر الجميع بالأمر فلم يعترضه احد لكنه تضايق من نظرات الجميع وأيضا عندما قالت له عمته (هل تسافر وترمي أمك لدينا كي نرعاها) وأيضا التحقيق الذي أجراها معه ابن عمه عبد العزيز حول موضوع السفر فقط عمه الذي دعا له بالتوفيق في اليوم الثاني وبعد صلاه الفجر مباشره استعد سلطان للخروج من المنزل منحه يوسف مبلغ شعر سلطان انه سيكفيه لمده يسيره ودع الجميع ثم عاد إلي أمه وتعانقا عناق حار وظلت أمه تبكي كأنه لن يعود إليها، خرج من المنزل واتجه إلي سيارة عبدالرحمن فتح الباب ثم ألقى نظره أخيره علي البيت ثم علي الشارع ثم علي ماحوله اقترب يوسف منه وقال
:انتبه لنفسك جيدا
التقت عينا سلطان بعينا يوسف ، نظر يوسف بعمق إلي عيني سلطان ليغوص فيهما شعر كم هي حزينه شاحبه وبها بقايا أمل ، ركب سلطان السيارة ... يوسف كان يشعر ببعض القلق على سلطان إنها أول مره سيخرج فيه سلطان إلى المدينه وسلطان بنفسه يشعر بانفعال وترقب شديد وأيضا توترا شديد إنها أول مره يخرج وحيدا إلى مكان مجهول... شعر بحاجته الشديدة إلى والده لا يدري لما تذكره في تلك الحظه... ركب سلطان السياره ولوح إلى أمه التي تنظر إليه من نافذة المنزل وتبكي ثم انطلقت السياره وألقى سلطان نظره أخيره إلي المكان الذي تسكن به أمه وتركها به سارت السياره سريعا مرا من جانب ساحه الملعب الذي كانت به مأساته وشعر بأنه يكره الملعب كرها شديدا انطلقت السياره حتى خرجا من الحي القديم ومازال ينظر إليه حتى قال عبد الرحمن
: هل هناك مشكله...؟
التفت سلطان إليه وقال: لا لا شئ
وأكمل في نفسه (لكنني القي نظره أخيره علي حينا الذي تركت كل ذكرياتي به)
وفي ناحية الأخرى ظل يوسف وقف في مكانه بعد أن عاد الجميع للداخل وهو يفكر بتلك الحظه التي غاص فيها بعينا سلطان حينها رأى أشباح الماضي في عينيه ورأى طيف حزين يختبئ في داخله........ طيف محمد...