دموع المرأة سلاح خطير تستعمله لتحقيق رغبة لديها أو لحل مشكلة تواجهها ، ومعظم النساء يستطعن البكاء متى شئن ،
وبعضهن يمتلكن قدرة تمثيلية عظيمة على الظهور بمظهر المتألم الباكي .
وتستغل الزوجة دموعها أحياناً متى أحست بأن نعومتها ورقتها لم تأتيا بما هو مطلوب ، وتلعب بدموعها على أوتار الشفقة وشعور الزوج بمدى ضعف هذه المسكينة ، وتصادف دموع المرأة شعوراً مستقراً في وجدان كل رجل بأن المرأة كائن ضعيف ، وهي ليست كذلك بالطبع ، لكن هذا الشعور يغذيه المجتمع وتاريخ طويل ممتد يوم لم يكن للمرأة صوت حيث كانت التقاليد تمنعها من مغادرة منزلها ، أما اليوم فالأمر مختلف .
وكما تملك المرأة القدرة على البكاء متى شاءت ، فإنها تملك القدرة كذلك على التغير والتقلب ، وقد عرفنا أن التركيبة الهرمونية للمرأة تجعل عواطفها غير مستقرة لا يثبت لها قرار ، وعدم الاستقرار النفسي يجعل المرأة أكثر عرضة للأمراض النفسية والعصبية من الرجل ، وهكذا نعلم أن المرأة أكثر إصابة بالاكتئاب والقلق والخوف، وهذا ما يفسر حاجتها أيضاً إلى البكاء إذ إن من فوائده – كما يؤكد علماء النفس – الإحساس بالراحة النفسية وزوال التوتر .
وعدم الاستقرار في طبيعة المرأة يجعلها في حالة من عدم الشعور بالأمان ، ولعل هذا هو ما يُشعر المرأة بمرارة وألم عظيمين إذا لم تتزوج وقد تقدم بها العمر ، فالزوج يعني الأمان لدى كل زوجة ، وعدم استقرار طبيعة المرأة وشعورها بحاجتها إلى الأمان يدفعانها لنسيان العهود والسعي المحموم لكل ما يحققه لها هذا الأمان ، لذلك فوفاء المرأة بعد موت الزوج أمر نادر ، وتصيبنا الدهشة حقاً ونحن نسمع عن وفاء زوجة لزوجها بعد رحيله بينما نسمع كثيراً عن رجال ظلوا أوفياء لزوجاتهم بعد أن رحلن عن الدنيا ، والوفاء المقصود هنا ليس الامتناع عن الزواج وإنما دوام تذكر الزوج ( المرحوم ) وذكره بين الناس بالخير ودوام الدعاء له وخلافه ، ولنا في وفاء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لزوجته السيدة خديجة بعد رحيلها المثل والقدوة .
وفي الصين هناك أسطورة تحكي عن فيلسوف كان يزور المقابر ، وهناك وجد فتاة في العشرين من عمرها ، جميلة ترتدي ملابس الحداد وتمسك في يدها مروحة راحت تحركها فوق جثة ملقاة أمامها ، فاندهش الفيلسوف وسألها عما تفعل ، فقالت له وعدت زوجي بألا أتزوج أحدا بعده إلا إذا جفت دماؤه ، وقد مضى على موته يوم ولا تزال دماؤه تسيل في عروقه ، وأنا أحاول أن أعاون الهواء والشمس لكي تجف دماؤه بسرعة . |
منقول
الكاتبة الصغيرة سجنجل الخواطر