نَعَم..أحسَنتِ الطَّرح في هذا المَوضُوع وليسَ ذلك فَقَط
بل أنكِ تحدَّثتِ عن قَضِيَّة اراها في غاية من الأهمِّيَّة ..
خاصَّة في خليجنا العربي الكَبِير ..
وليسَ كل النَّاس يسقطُون المُجرِم من حِسَاباتهم او أن ..
يقولون كما قلتِ ( راعِي سَوَابِق ) أبداً ..
فالإنسَان ليسَ عيباً أن يقع في الخطأ..ولكن العَيب هو..
أن يَستَمِر فِيهِ أو أن يكرره ..
وكثيراً من الشَّبَاب..مِمَن هم محدودِي العَقل والتَّفكِير..
نجدهم سيئِيين في عُمر المَرَاهقَة وسَرعَان مايَنخرطُوا
في المُجتَمَع ويصبحُوا من عمَاده أو أعمِدَته الأسَاسِيَّة..
حِينَمَا يتَقدَّم بهم العُمر قليلاً..وَحِينَمَا يجدُون من يأخذ..
بأياديهم ويدلهُم على الطَّرِيق الصَّحِيح ..
هَل حِينَمَا أنحرِف قليلاً .. وأعاهِد ربِّي مُعَاهَدَة صَادِقَة
على التَّوبَة والإستِقَامَة ..
هَل هَذَا يعنِي نِهَايَة المَطَاف ( أبداً ) !!
هَل حِينَمَا أسرُق وآخُذ جَزَائِي وأنفِّذ حُكمِي الشَّرعِي ..
هل هَذَا يَعنِي ..
أن الدنيَا إنقَلَبَت رأساً على عِقَب ( مُستَحِيل )!!
بَل هَل حِينَمَا أقتُل..أو أزنِي..أو أتعامَل بالرِّبَى أو أو
قولِي مَاشِئتِ وَقتَمَاشِئتِ .. هَل هَذَا يعنِي أن الله ..
سُبحَانه وَتَعَالَى قَد وَضَعَنِي فِي منآى ..
عَن جَنَّات النَّعِيم وَعَزلنِي عنهَا بحصُون مَنِيعَة بأسلاك ..
شَائِكَة بِفَجوَة كَبِيرَة ( كَلاَّ ) ..
فأبوَاب التَّوبَة مَفتُوحَة كمَا قد ذَكَرتِ وأبوابها مُشَرَّعَة ..
لكل من أراد التَّوبَة الصَّادِقَة ..
شَرِيطَة ألاّ يعُود إلَى سَابِق عَهدِه ألاّ يعُود إلَى المَاضِ ..
وأوجاعه ..
ولو تلحضِي مَعَي .. فأن هُنَاكَ الكَثِير من رِجَال الحسبَة
كَانوا في عهدٍ مَضَى من أربَاب السَّوَابِق ..
ولكنهم عاهدوا ربّهُم بالتَّوبَة فَصَدقُوا مَعه وهَانَحنُ نَرَاهُم
من خَِيرَة النَّاس الذِينَ يَنهُون عن المُنكَر ..
والذِينَ يأمرُون بالمَعرُوف بل الأكثَر من ذلك كلّه أضحَوا ..
من الدُّعَاة الذِينَ يُشَار لَهُم بالبنَان ..
الذِينَ ينشرُون الإسلام في بِلاد الغَرب ..
وبِتَكلِيف وَتَشجِيع وَدَعم مَادِّي من الدَّولَة وَرِجَال الدِّين..
ومن الخطأ جداً أن ننبُذ الإنسَان المُنحَرِف ..
هَذَا لأنه بِحَاجَة مَاسَّة لَنَا .. بِحَاجَة لِمَن يَشدّ من أزرِه
ويشعره أن الدُّنيَا بِخَير مِهمَا حَصَل وَيَحصُل .. بِحَاجَة لِمَن
يَحتَوِيه وَيَضمّه وَيُطَبطِب عَلَيه وَيَقُول لهُ لاتَخَف وَلاتَجزَع ..
بِحَاجَة لِمَن يَمسَح دمُوعِه الحَيرَى بِرِفق ..
وَيَحتَوِيهَا ليَشعُر بأنها غَالِيَة وَلَيسَ من السّهل سقُوطهَا ..
إلَى سفُوح الأرض .. إلَى حَيثُ لامَكَانَ لَهَا ..
حَتَّى تِلك الفَتَاة المَسكِينَة التِي وفِي غَفلة من أمرِهَا ..
قُبِضَ عليهَا مُتَلَبِّسَة مَع رجُل غَرِيب .. أوصَدِيق عَابِر ..
أوسَائِق خَاص .. أو عَامِل مَطعَم لايَنبَغِي أن نَحبِسهَا ..
فِي دَار مُوحِشَة .. فِي قُعِر مُظلِم .. فِي أيقُونَة ضَيِّقَة
فَيَنبَغِي أن نَمنَحهَا ثِقَة جَدِيدَة ..
أن نَشعُرهَا بأن مَا أقدَمَت عَلَيهِ ( خَطََأ ) وَأنَّهَا سَرعَان
مَاسَوفَ تَتَرَجَّل من كَبوَتهَا وَتَعُود إلَى مِضمَار السُّمعَة ..
لِتُسَابِق الآخرِين ..
نَعَم يَنبَغِي أن نَقُول لَهَا .. وَبِمْلء أفوَاهِنَا بِصَوتٍ عَالٍ ..
يُسمَع صَدَاه فِي كُل الزوَايَا وَالأركَان أن ثِقَتنَا بِهَا ..
غَير مَنقُوصَة وأن مَاوَقَعَت به من خَطَأ جَسِيم لايَتَعَدَّى ..
الخَطأ المَطبَعِي عَلَى بِيض الأورَاق ..
وَسَرَعَان مَاسَيَتُم تَصحِيحِه فِي سُوَيعَات ..
أن لَمْ تَكُن لُحَيظَات ..
فَلِمَ كُل هَذِهِ القِسوَة .. والنَّظرَة اُحَادِيَّة الجَانِب لِمَ؟
/
/
الأستاذه القَدِيرَة ( فَتَاة حَرب ) ..
السَّلام عليكُم ................. من إنتـَـر
وَصَبَاح الخَير ..
لَدِي قَصَّة بَسِيطَة ولكن لا أعرِف هَل لَدَيكِ الإستِعدَاد التَّام
لِسَمَاعهَا ام لا؟
حَسَناً .. سَوفَ أحسُبكِ كذاك !!
فِي ذَات عَام من الأعوَام المُنصَرِمَة .. كَان هُنَاك إثنَين
من الأصدِقَاء لايَفتَرِقَان .. فَجأة ومن دُون سَابِق إنذَار
وبعد إحتِكَاكهُمَا بِرِفقَاء السُّوء أضحَوا يَتَعَاطُون المُخَدّرَات
كَفَانِي الله وإيَّاكِ من شرُورهَا ..
وصلوا لِمَرحلَة مُتَقَدِّمَة من الإدمَان عَلَيهَا ..
وَسَاءَت ظروفهُم المالِيَّة والصِّحيَّة .. وَفَقَدَا وَظِيفَتهُم ..
وأصبحُوا يَهَِيمُون فِي الطّرُقَات كالمِجَانِين ..
وَهُم ليسوا بِمَجَانِين ..
وبعدَ أن ذَاقُوا مَرَارَة النَّدَم وَتَشَرَّبُوا من كَأس الحَسرَة ..
عَلَى مُستَقبَلهُم..الذِي أوشَكَ على الذبُول وَالإنهِيَار..
قررا وَبِمِحض إرادَتهُمَا أن يَعُودَا .. إلَى جَادَّة الطَّرِيق ..
الأوَّل طَرَده أبِيهِ شَرَّ طَرده وقالَ له حَرفِيَّاً ..
( لَستُ إبنِي ولا أنَا أبَاكَ ) ..
فَمَاكَانَ مِنه ألاّ أن إزدَادَت حَالَته سُوءاً أكثَر منذِي قَبِل ..
وأضحَى شِبه مُنتَهِ .. فَقَرَّر أن يَرحَل إلَى مَدِينَة بَعِيدَة
لايَعرفه فِيهَا إنسَان ..
وَفِي مُنتَصَف الطَّرِيق تَعَرَّض لِحَادِث سَير .. فأختَارِه ربّه
وإسدِل السِّتَار عَلَى حَيَاته .. التِي كَانَت قَابِلَة للصَّلاح ..
وَالإعتِدَال لولا أن أبِيه أحسَن التَّعَامِل مَعه وَمَعَ حَالَته ؟
أمَّا الثَّانِي ..
إستقبله أبِيهِ بالأحضَان .. وَضَمّه بِعُمق وَقَالَ لَهُ حَرفِيَّاً ..
انه كَانَ وَاثِقاً بأن مَاسَارَ فيهِ لَيسَ طِرِيقه ..
وإنَّهَا مُجَرَّد نَكسَة .. سَيَفِيقٌ مِنهَا عمَّا قَرِيب ..
فَتَمَّت المُصَارَحَة بين الأب وأبنِه التِي إنتَهَت عَلَى أن ..
يُؤخَذ الإبن بكُل عِنَايَة وَإهتِمَام لإحدَى الدوَل المُتَخَصِّصَة
فِي عِلاج الإدمَان عَن المُخَدّرَات ..
وَلَم تَكُن هَذِهِ الرِّحلَة طَوِيلَة كَمَا تُخَالِينُهَا .. فَعَاد الإبن ..
أفضَل من ذِي قَبِل بعدَ أن أنهَى مَرحَلَة عِلاجه ..
فهاهُو الآن أب لأسرَة فَاضِلَة .. ومن أفضَل الأزوَاج ..
السّعِيدِين هُو وَحَرمه المَصُون ..
فَمَا اُرِيد قوله .. بِإختِصَار شَدِيد .. وَشَدِيد جِداً جداً ..
هُوَ أن ( الإنحِرَاف ) وهذَا أسَاس مَوضُوعنَا ..
لَيسَ نِهَايَة المَطَاف .. وأنه بِحَاجَة لِمَن يَعرف كَيف ..
يَتَعَامَل مَعه بإسلُوب رَاقٍ وَحَضَارِي وَحَدِيث ..
وإن لاننظُر لـ ( المُنحَرِف ) .. عَلَى انه لاشَيء ..
بَل عَلَى انه كُل شَيء .. وأن نُعطِيهِ الفُرصَة الكَامِلَة ..
دُونَ نِقصَان لنُحَسّسه بِقِيمَته .. وَأهمِيتِه فِي المُجتَمَع
وبذلك نكُون قد كسبنا فَرداً ..
من أفرَاد المُجتَمَع .. كان من المُمكِن أن نَخسَره نِهَائِيَّاً
لولا إن أعطَينَاه الفُرصَة .. وهكَذَا هِيَ الحَيَاة؟
/
/
/
إنتـَـر
حينما ( يرفضك ) المجتمَع !!
حينما لا تشعر ..
سوى بالغربة..
حينما لا تحسُّ ..
سوى بالوحدة ..
حينما تكتحلُ ..
الدنيا سواداً..
حينما تصبح ..
الأحلام رماداً..
/
/
تذكَّر ..
انني أمدُّ لك يديّ من بعيد..
أقرّبها منك أكثر ..
وأكثر ..
أصرُّ على ان تصافحها بقوة ..
أصرُّ على الاّ تفارقها بسرعة ..
أصرُّ على ان تبقيها أكثر ..
وأكثر ..
/
/
لا لكي اخرجك مما أنت فيه من ( إنحِرَاف ) ..
أوسَقطَات ..
ولا لكي اوصلك الى بداية الطريق ..
وكفى؟
فأنا لا أريد ان تكون يدك بيدي ..
مجرد مصافحة عادية ..
مجرد سلام عابر ..
كأي إنسان غريب أبداً !!
بل عناق دائم ..
كصديق حميم ..
وحبيب؟
/
/
اريد يدك بيدي ..
كي تصبح رفيق دربي ..
كي تصبح مصدر فخري ..
كي تصبح سبب إبتسامتي ..
/
/
لمَ لا؟
ومجرد التفكير بك ..
ولو للحظات ..
يشعرني بالراحة ..
/
/
لمَ لا ؟
ومجرد الحديث معك ..
ولو قليلاً ..
يعطيني الثقة بنفسي ..
/
/
بَل لمَ لا؟
ومجرد الاحساس ..
بأني سأصبح معك ..
يشعرني انه ليس هناك سعادة ..
أكثر مما أنا فيها؟
.