بدون مجاملة
بين الهلال ومنافسيه قرن
عبدالعزيز الهدلق
لا يضيع حق وراءه مطالب..
هذه حقيقة وقاعدة حياتية ثابتة عرفتها البشرية منذ الأزل.
ولقد آمن الهلاليون بهذه القاعدة وجعلوها نبراساً لهم في معركتهم العادلة لانتزاع حقهم المسلوب، واسترداد حقهم في لقب نادي القرن الآسيوي. فلم يقطنوا أمام تعنت ابن همام ولم يضعفوا أمام ظلمه البيِّن وظلوا يركضون وراء حقهم في كل مكان. حتى جوار بيت الله العتيق وفي أطهر البقاع استوقف مشجع هلالي رئيس الاتحاد الآسيوي (كما ذكر ابن همام يوماً) وسأله عن حق الهلال في لقب نادي القرن. وكأنّ هذا المشجع المغبون والمقهور يريد أن يذكِّر ابن همام وهو يطوف ببيت الله العتيق، أنّ للهلال حقاً في رقبته ويجب عليه أن يؤديه، وأنّ الهلاليين لن يسامحوه ولن يغفروا له، لعلّه وهو في هذه اللحظات الروحانية التي يسعى خلالها للتخلّص من الأدران والخطايا والذنوب، أن يتذكّر حق الهلال المسلوب فيعيده إليه.
وأمام تعنت ابن همام وتصلبه قيّض الله سبحانه وتعالى للهلاليين من يرد اعتبارهم ويمنحهم لقبهم المفقود والمسلوب، الذي منع عنهم تسع سنوات.
فقام الاتحاد الدولي للاحصاء وتاريخ كرة القدم المعترف به من كل الاتحادات القارية ومن الفيفا بالإفراج عن حق الهلال وإعلان الزعيم فريقاً للقرن الآسيوي.
وهكذا لم تذهب بطولات الهلال الآسيوية سدى.. ولم تتبعثر إنجازاته القارية هباء..
فلقد حفر الهلال في الصخر وعانى كثيراً، وكان ينتقل من مطار إلى مطار ومن ملعب الى ملعب حتى حفظ نجومه كل شبر في الملاعب الآسيوية وجمع البطولات من ملاعب الدوحة وسيئول وطوكيو وكوالالمبور وطهران والرياض، وفاز بكل البطولات وحصل على كل الكؤوس بمختلف مسمياتها. وجمع أكبر عدد من الألقاب القارية لا ينافسه ولا ينازعه ولا يقترب منه أحد. حتى بعد مضي تسع سنوات من القرن الجديد لازال الهلال هو الأول في عدد البطولات الآسيوية.
فهنيئاً للهلاليين بهذا الإنجاز الكبير.. وهنيئاً للوطن بهذا المجد العظيم.
هنيئاً لنجوم الزعيم الذين صنعوا الأمجاد جيلاً وراء جيل.. هنيئاً لرؤساء النادي الذين تعاقبوا على قيادته لمنصات البطولات والإنجازات.. هنيئاً لمن أسس هذا النادي العظيم.
هنيئاً لكل هلالي.. هنيئاً لكل سعودي.
* * *
سبق للنجم الأسطورة سامي الجابر أن فاز قبل فترة بلقب لاعب القرن في آسيا.. وسبق لمحمد الدعيع أن فاز بلقب حارس القرن في آسيا.. وقبل ذلك فاز الهلال بكأس القرن (كأس المؤسس). وعلى من يريد أن ينافس الهلال على بطولاته وألقابه وإنجازاته وأمجاده أن يأتي بعد قرن ويقول هذه بطولاتي وهذه ألقابي وهذه إنجازاتي، لنرى إن كان سيتفوق على الهلال..!!؟ بشرط أن يتوقف الزعيم طوال هذا القرن عن الفوز بأي بطولة...!!
نبض الحرف
مئة (عام) زرقاء..!
عبدالواحد المشيقح
استحق زعيم الأندية السعودية والآسيوية أن يتوج نفسه (زعيما) رسميا بحصوله على نادي القرن.. فهذا الإنجاز (الفريد) من نوعه لن يتحقق إلا بعد مئة عام مقبلة بمشيئة الله.. كما كان عندما حقق الزعيم كأس المؤسس.. الذي لن يتحقق هو الآخر إلا بعد مئة عام أيضا.. ولأن هذا اللقب (فريد) من نوعه فليس هناك غير الهلال يستحق أن يكون.. سيد الأندية في آسيا.. وزعيمها.. وفارسها.. وسيدها.. الذي أكمل إنجازاته الفريدة باللقب الفريد.
الهلاليون.. دائما ينظرون للإمام.. لا يلتفون للوراء.. يعملون لرفعة ناديهم.. فهم وعلى مدار السنين الطويلة يعملون لأن يظل اسم الهلال وجماهيره مترددا بإعجاب وفخر في الأوساط الرياضية المحلية والآسيوية.. عملوا بصدق وإخلاص.. وحُب وصدق فأثمرت أعمالهم ونجحت جهودهم.. فحقق ناديهم شهرة لم يطلها غيرهم..!
وللهلاليين الجماهير.. نبارك لهم لقب ناديهم (الفريد)؛ فهذا الجمهور الكبير في حجمه.. الموله في حُبه لناديه.. العظيم في وفائه ووقفاته يُشكل العمود الفقري للهلال والدم الذي يجري في جسد من ينتمي له.. وهو سر بروز الهلال.. وثروته الحقيقية التي يتفاخر بها بين أقرانه.. وهي فخر الهلال الحقيقي.. وأخيرا لم يُبقِ الهلال لغيرة شيئا.. فليس الهلال إلا الزعيم.. وليس الزعيم إلا الهلال..!
عيب يا حسين..!
كُنت إلى ما قبل لقاء الهلال بالنصر.. أشعر بنوع من التعاطف تجاه لاعب النصر حسين عبدالغني عندما كان أهلاويا.. وأعتبر ما يتعرض له من نقد صحفي وكروت ملونة يأتي بسبب وقوعه ضحية ضعف خط دفاع فريقه.. إلى جانب أنه كان يعيش تحت ضغط نفسي رهيب بسبب غياب فريقه الأهلي عن البطولات.. ولأنه الكابتن فقد كان يحمل همّ فريقه.. وأن مخاشنته تأتي عفوية وبلا تعمد في أغلب القرارات التي يصدر فيها قرار عقوبة ضده.. وأن هناك من يتصيد أخطاءه..!
بيد أن هذا الشعور قد تلاشي نهائيا في المباراة الأخيرة.. وأدركت أن شعوري في غير محله إطلاقا.. فحسين دخل بأقدام حديدية.. وليته اكتفى بذلك.. فقد تلفظ بألفاظ لا تصدر من لاعب خبير.. وفي آخر مشاركة دولية كان قائدا للمنتخب.. ومن عرف تصرف عبدالغني ربما أدرك أن ما قام به حسين كان من الأسباب التي أدت إلى فقدان منتخبنا روحه الحقيقية إن كان يقوم بذات التصرف الذي قام به مع الفريدي مع بقية اللاعبين..!
إن ما أظهره حسين تجاه زميله أحمد الفريدي.. لا يمكن أن يقبله العقل ولا يرضى به المنطق.. فما مارسه تعدى كل الحدود.. وعليه فإن الأمانة العامة باتحاد القدم ولجنة العقوبات مطالبة بإيقاف هذه التصرفات التي تسيء إلى نجومنا ورياضتنا ومنافساتنا الشريفة.. أقول إن الأمانة ولجنة العقوبات مطالبة باتخاذ قرار شجاع بحق أي نشاز يخدش رياضتنا..!
التعاون الجديد..!
المُتابع لفريق التعاون لا شك يلاحظ التطور الكبير في أداء الفريق عن المواسم الفائتة.. ويدرك أن هناك عملا جبارا.. وجهدا بُذل.. على المستوى الشرفي والإداري للارتقاء بالفريق إلى الأفضل.. لكن على التعاونيين أن يدركوا جيدا أن فريقهم قطع مرحلة ممتازة في مبارياته الثلاث في الدوري.. وتخطى فرقاً صعبة بمستوى متصاعد.. والمتوقع من خلال ما شاهدت أن مستوى التعاون مهيأ بدرجة كبيرة لأن يرتفع في عطائه.. ويزداد توهجه.. ويبقى منافسا عنيدا على الصدارة.. شريطة أن يؤخذ في الاعتبار عدة أمور..!
أولها عدم الإفراط في التفاؤل والحماس.. وهذا الأمر تحديدا أشرت إليه في أكثر من مناسبة.. وذلك تحسبا لأي (هزة) واردة في الدوري، وبالتالي لا تكون الهزيمة أي هزيمة في الدوري كارثة قد حلت.. ونهاية مؤلمة للفريق.. كذلك يُفترض أن يدخل الفريق مبارياته القادمة معتبرا نفسه أنه ما زال في البداية.. وأن أمامه الكثير من الصعوبات والعراقيل التي لن يتجاوزها سوى بمضاعفة الحماس.. وزيادة تفاعل شرفييه وجماهيره..!
كما أن الجهاز الفني مُطالب بأن يطالب لاعبيه بتنويع مصادر (التهديف) في الفريق، والتنويع المقصود به الاعتماد على أكثر من لاعب في التهديف وألا يجعل فريقه بمجرد ما تُفرض رقابة لصيقة على اللاعب (الهداف) الراشد تتعطل مكامن الخطورة في فريقه.. فالتسديد على المرمى من مسافات مختلفة غائب تماماً.. وبالذات من لاعبي الوسط ممن يمتلكون هذه الخاصية كمبرك والشمراني..!
نقطة أراها هي الأهم وهي استمرار إدارة الفريق ومعها إدارة النادي في (الحزم) تجاه اللاعبين المتهاونين وممن لا يقدر شعار ومصلحة فريقه.. وعدم النظر لكل لاعب أوقف أو أُبعد لهذا السبب.. وأن يستمر (الحزم) حتى مع اللاعبين الأساسيين فيما لو حدث أي تقصير مهما كان مستواه وتأثيره وجماهيريته.. ولعل تجارب التعاونيين السابقة تكفي في هذا الجانب.. ففي تصوري من أهم عوامل تألق التعاون هذا الموسم هو عدم الالتفات إلى أي نجم خذل الفريق في أوقات سابقة.. والمُهم هو الاستمرار على هذا المبدأ دون أن تُحيد عنه..!
بقايا..
- رغم أن جيرتس أعاد للهلال كرة (المُتعة)، الكرة الهجومية، إلا أن هذا الأمر في اعتقادي يحتاج إلى مهاجمين يُترجمون ربع الفرص وليس نصفها..!
- في دوري زين ما بين كُل توقف (وتوقف) توقف آخر..!
- ما قام به لاعب الرائد إبراهيم شراحيلي من (البصق) - أعزكم الله - تجاه لاعب حزماوي أتمنى ألا يفوت على لجنة الانضباط هذه المرة كما فات عليها في مرات سابقة تجاه بعض لاعبي الفريق في الموسم الفائت بعدد من الحالات..!
- جماهير التعاون وهي تشاهد هذا الدعم المتواصل من عضو شرفها بسام الزايد لم تردد سوى القول: من زمان أنت وينك..!
- رغم أن مباراة التعاون والرائد اليوم ستكون على المستوى (الأولمبي) إلا أنه من المؤكد أن تكون الإثارة متواجدة..!
- قدّم الاتحاد ما عُرف عنه فاستحق الوصول إلى دور الأربعة آسيويا..!
- عندما تشاهد أجانب النصر الحاليين فستتذكر البرازيلي إيلتون وكيف تم التفريط به..!
- محمود سويلك قدم نفسه كعنصر (مُهم)، وإن انتقدت تسجيله في وقت سابق فهذا يعود بالدرجة الأولى (لسنه) الذي لن يخدم التعاون لسنوات طويلة وليس بسبب مستواه..!
آخر الكلام..
حاول الاتحاد الآسيوي بشتى الطرق حجب لقب نادي القرن رغم وجوده في جميع الاتحادات القارية الأخرى، إلا أن الاتحاد الدولي للإحصاء منح الهلال أبسط حقوقه..!
yazid1_5@hotmail.com