شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط»: جثة قصي أخرجت سليمة وعدي متفحمة
قال شاهد عيان من سكان حي البريد في مدينة الموصل الذي قتل فيه عدي وقصي نجلا الرئيس العراقي المخلوع، انه لم تكن هناك دلائل تشير الى تحركات مريبة للقوات الاميركية في الصباح الباكر في المنطقة المحيطة بمنزل نواف الزيدان. وقال جاسم محمد، وهو احد جيران منزل الزيدان، انه خرج في الصباح الباكر لاداء صلاة الفجر في الجامع القريب من منزله وكان الهدوء يخيم على الحي، ولكنه بعد ان عاد الى منزله فوجئ بانتشار قوات اميركية خاصة في المنطقة برمتها. وقال ان الطوق شمل فقط المنازل القريبة لمنزل الزيدان حيث كان يختبئ عدي وقصي. واضاف انه قبل ان يبادر سكان المنزل باطلاق النار باتجاه القوات الاميركية رفعوا راية «صفراء» وهي اشارة تهدف الى خداع القوات الاميركية بكون سكان المنزل من انصار الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني والذي يمتلك عدة مقرات تنظيمية له داخل مدينة الموصل.
وحول ما اذا كان متأكدا من مقتل نجلي الرئيس العراقي، قال انه شاهد بنفسه الجثث الاربع التي اخرجت من المنزل وكانت جثة قصي النجل الاصغر سليمة وتم التعرف عليها بسهولة، فيما كانت جثة عدي متفحمة ولكن تم الاستدلال عليه من خلال قطع البلاتين التي تم زرعها في رجله اثناء العمليات الجراحية التي اجريت له اثر تعرضه الى محاولة اغتيال فاشلة عام 1996 .
صدام لم يعد لديه أبناء ذكور سوى علي.. وأنباء عن وجوده في سويسرا
بعد مقتل عدي وقصي لم يعد لدى صدام حسين الرئيس العراقي المخلوع أبناء ذكور سوى ابنه علي من زوجته الثانية سميرة شهبندر التي تزوجها في اواخر الثمانينات. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» امس انه يعتقد ان علي يقيم في سويسرا بينما تختبئ زوجتا صدام الأولى ساجدة والثانية سميرة وبنات صدام الثلاث رغد ورنا وحلا مع أولادهن.
وكانت رغد قد قالت في مقابلة هاتفية لصحيفة «التايمز» البريطانية في منتصف يونيو (حزيران) انها وشقيقتها رنا وأولادهما السبعة فروا من بغداد يوم سقوطها ولكنهم ما زالوا داخل العراق في منزل صغير لم تكشف عن مكانه، بينما اختبأت حلا اصغر الشقيقات في مكان آخر.
حيرة أميركية بشأن جثتي عدي وقصي
يواجه الأميركيون معضلة اخرى: ماذا هم فاعلون بجثتي عدي وقصي واين سيتم دفنهما؟
المشكلة تكمن في خوف قوات التحالف من ان دفن صدام ـ في حال مقتله لاحقا ـ وابنيه في ارض العراق قد يحول قبورهم الى ضرائح بالنسبة للبعثيين اصحاب الولاء الأعمى للنظام البائد. وإذا نقلت جثتي عدي وقصي الى اميركا لإتمام فحوصات الحمض النووي ـ كما هو متوقع ـ تعين على السلطات التخلص منهما في ما بعد. ورغم ان معظم الأميركيين سيفضلون دفنهما في مقابر المشردين، فإن قرارا كهذا سيصبح مثيرا للكثير من الجدل والانتقادات..