قَمَرٌ أشهبٌ
إذا اقتَّرَبْتُ منه تَعَتَّبا
وإذا عانقني
في الخيال تَحَجْبا
غَنِِيُّ الفكرِ
أن ازداد حُبَّا
فاضّ دمعه
في الرّوْضِ
كسيرا ساكبا
ذَكِيُّ النَّفسِ
يفوحُ عطرهِ نَسَبا
فيشدو الزمانُ
قوافي صبري شارِبا
يَقْذِفُ للقريبِ
رسائلَ الشوقِ شُّهُبا
حاملاً رضا غرامي
نظرةً للبعيدِ ثاقِبا
يهدي زهرِ عينيكَ
مَنْ كان عَنْهُ غائِبا
سلْ عن هيامي ،
سلْ من بالكُتُبِ صاحِبا
كيف أطلقْتُ
غرامي لكَ كواكِبا
رويدكَ ؟!.
لا يخدعنْك
تغرّيد البلبل بالمنصبا
إن كان منه
عطّر القلبِ غائِبا
ولا تقل ْ لي أنَّ
حبي فلسفة حزنٍ كاذِبا
فمن ذا يلوم بحراً
بالمد والجزر مُذَهِبا
أظْمَتْنيَ الآلام
فارتَوّى الصُّبْحُ ماشيا راكِبا
أمضغُ صمت الظّلال
بين جفنيكَ ألحاناً صائِبا
لتَهَبُّ أحرفي الموتى
تُغنِّي بجداول المنى عجائِبا
أ لا تدري بأنَّكَ نبضٌّ
لغزالةٍ تركضُ مشرقاً ومغربا
أعطني جراحِكَ وخذْ
بصري للواشين بالبَيْن كاتِبا
اطوي لنطوي الوجود
ونشعل حصالة البعد لهبا
أيّها العاشق المسحور
بفتنة الربيع و الأدبا
انطلِقْ في قلبي قائدا
هل تعلو العين الحاجِبا ؟!