حِينَمَا تكون ( الأم ) طَرَفاً في مثل هذهِ الحوَارَات الشَّيِّقَة ..
فكَان من الضَّرُورِي أن تَكُون شَيِّقَة وخَالِيَّة من التَّصَنُّع ..
وَحِينَمَا تَكُون أنت نفسُك ولا أحدٍ سِوَاكَ من يطرَح عليهَا ..
مثل هذهِ الأسئِلَة فَكَانَ لابُد وأن تشعُر بأنكَ أمام إنسَان
وليسَ بأي إنسَان ..
الايكفِي أنَّهَا هِيَ من كَانتَ سبباً لوجُودك فِي هَذِهِ الحَيَاة
بعدَ الله سُبحَانه وَتَعَالَى؟
نعم يكفِي في هذهِ اللحظَة بالذات وأنتَ معها جنباً إلَى جَنب
مُلتَصقِينَ بالأفخَاذ .. تسألهَا وَهِيَ تُجِيب علَيكَ بكِل شَفَافِيَة
بإبتِسَامَتهَا المُشرِقَة التِي تشعرُك أنكَ أسعد إنسَان ..
فِي هذَا الكَون الفَسِيح رغم مايتخلّله من إحبَاطَان وَإنكِسَارَات
صَحِيح أن إجَابتهَا لن تكُون بذالك القَدر من الجمَال ..
والمُفرَدَات اللغَوِيَّة الجَمِيلَة كَمَا هُوَ مُعتَاد ..
ولكن يَكفِي طَرِيقَة الأحرُف حينَمَا تخرُج من ثَغرِهَا ..
وَهِيَ مصحُوبَة بإبتِسَامَتهَا المعهُودَة ..
ويَكفِي أنَّهَا تَمسَح شَعرَهَا بيَدَيهَا كِلتَا يَدَيهَا لتشعرُك حِينَهَا
بأنَّك لَستَ أمام وَالِدَتُك بِقَدر مَا أنتَ أمام مَعشُوقَتُك ..
حَيثُ الدَّلال المَنشُود ..
وَحَيثُ الدَّلَع المَورُوث .. وحَيثُ الأجوَاء اللطِيفَة التِي تَتَمَنَّى
أن تَتَوَقَّف عَقَارِب السَّاعَة عَن السَّير كَي لاتَنتَهِ هذهِ اللحظَة
وَمَا أنتَ فِيه من سَعَادَة عَارِمَة يَشتَاق لهَا كُل مَن فَقَد أمّه؟
/
/
الأستاذه القديرَة ( جُثَّة بِلارُوح )..لا أنكُر سَعَادَتِي الكَبِيرَة
حِينَمَا دَعَوتِينِي أنتِ بالذَّات .. من بُد النَّاس ..
حِينَمَا كَتَبتِ أسمِي بأحرُف من مَدَد ..
حِينَمَا نَقَشتِيه عَلَى جُدرَان رَدِّك .. وَبشكلٍ عَمِيق ..
يصعَب عَلَى الأيَّام مَحوِه .. يصعَب عَلَى الحُسَّاد دَحضِه ..
لِذَا كُل مَا أطلبه مِنكِ ..
هُوَ أن تمهَلِينِي لِيَوم الغَد .. كَي أكُون أكثَر إستِعدَاداً ..
كَي اردُّ بشَكل لائِق..يَحُوز عَلَى ذَائِقَتُك..يُضَاعِف إبتِسَامَتك
نَعَم كَي ألَملِم شِتَاتِي .. كَي استَعِيد أفكَارِي ..
وهَذَا أقَل القَلِيل؟
/
/
إنتـَــر
يا لتلك المفاجأة الجميلة..
التي إخترتنِي فيها ..
من بُد النَّاس ..
وكأنكَ لاترَى الاّ سِوَاي؟
ولأول مرة ..
ومن بعيد ..
بعد ترقُّب طويل..
وإنتظار قاتل..
لايعلمه إلا الله..
/
/
ويالتلك المشاعر الحلوة..
التي تحرَّكت بداخلي..
فأيقظت أشياء وأشياء..
بشكل لايوصف..
حينما أيقنت حقاً..
ان من دَعَانِي هو أنت..
ولا أحداً سواك..
/
/
ويا لتلك اللحظات الرائعة..
التي جعلتني لا أتمالك نفسي..
من شدة فرحتي بك ..
وبشكل جعلني..
أسعد إنسان في الدنيا..
/
/
تخيَّل أيّهَا الوِد ..
كل هذا فقط..
لأنك دَعَوتَنِي ..
كما كنت أتمنى..
كما كنت أحلم..
في وقت ساورني فيه اليأس..
بأنك لن تدعونِي ..
وسوف تدعو غيرِي ..
/
/
ولا أخفيك..
أنني كنت أتوقع السعادة
حينما اردُّ على الأسئِلَة ..
ولكن ليس كتلك السعادة
التي أشعُر بها الآن..
وأنت معي؟
/
/
إنها بحق سعادة مختلفة..
لم أعهدها من قبل..
سعادة من نوع آخر..
لم أتذوقها من قبل..
/
/
يا الله..
فقد أحسست حينها..
أنني أولد من جديد..
ولأول مرة..
أحسست انني إنسان آخر..
اكتشفه لأول مرة..
لقد كنت حلماً بالنسبة لي..
كنت أملي في يوم ما..
وكنت أتعطش شوقاً..
لهذا اليوم..
الذِي تدعُونِي فيه ..
دونَ ضغُوط ..
أو إكرَاه ..
ومن تلقَاء نفسك ..
وبمَحض إرادتُك ..
هذا اليوم ..
الذي أكحل عيني برؤياك..
كي أشعر بحق..
أنني مع الإنسان الذي أريده..
والذي اختاره قلبي..
كي أرتوي وعلى مهل..
من تلك المشاعر الحلوة..
التي طالما تعودتها منك..
كي أرتوي من حنانك الدفَّاق..
الذي أغدقته على الجميع..
من لمساتك الحانية
التي طالما احتجت إليها
/
/
فكم ذبت مع دعوتك الحلوة..
مع همساتك السَّاحرة..
مع نغماتك العذبة..
كم رحلت معها ..
في أجواء رائعة..
في أحلام وردية..
بل حُلم وَردِي ..
وكم طارت بي في عنان السماء..
وكم حلَّقت بي عالياً..
فوق هام السُّحب..
إلى عالم ليس فيه..
سوى أنا وأنت..
/
/
وكم أشعرتني..
بحالة من اللاتوازن..
بغيبوبة طويلة..
تمنيت ألا أفيق منها..
وللأبد..
طالما هي معك..
وبرفقتك..
/
/
يا إلهي..
كم هي حلوة ( الدَّعوَة ) ..
حينما تكون مِن .. مَن نحلم به ..
ونشتاقُ إلَيه ..
مع من يريده قلبنا..
ويرتاح إليه..
ومع من يختاره رفيق دربه؟
.