عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-2009, 02:55 PM   رقم المشاركة : 6
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


اقتباس
عندما تودع صديق لك .. ابتسم فقد تراه مجددا بلا موعد مسبق وإن لكل فراق لقاء يتجدد فإن لم يكن في الدنيا فسيكون في الآخرة ...

هكذا وبكل سهُولَة تُطالبيني بـ(بالإبتِسَامَة)وكأنها شيء

بسِيط شيء عادي سهَل المَنَال رَخِيص الثَّمَن؟

وكيف لي أن ( أبتَسِم ) وهو بعيد عنِّي أصلاً كَيف؟

وليس أقسى على تلك المشاعر المرهفة في دواخلِي

من ان تظل تائهة في دروب الحيرة .. منتظرة شيئاً ..

لا تعلم مدى مجيئه من عدمه .. منتظرة ذلك المجهول

الذي طالما أضناها انتظاره؟

فيا لذاالفُراق الذي نقف معه عاجزين عن التصرف بشي

او التعبير بكلمة ..؟

يالهذا الفراق الذي حينما يخترق قلوبنا كسهام ..

نجد أنفسنا وقد أصبحنا في حالة غريبة من اللاتوازن

حالة من الضّياع .. حالة من الوحدة؟

يا لهذا الفراق ..

الذي يكشف لنا أياً من المشاعر الإنسانية نمتلكها

وأي من انواع ذلك الحب الذي نختزنه بداخلنا ..

لمن اختاره قلبنا وفضله على غيره؟

ولا اعتقد ان اي انسان قادر على وصف احوال الفراق

وتأثيراته السلبية على نفسه ولربما على من هم حوله

وان كان هناك من شخص قادر ..

على وصف مشاعر الفراق .. فهي المشاعر نفسها

تلك المشاعر التي جرَّبت السّعادة وأحسَّت بالفرحة

ومن ثم إكتوت بألم الفراق والغياب ..

ومن ثم الحُزن والكآبة !!

نعم .. هي وحدها القادرة على تجسيد ما بداخلها

من أحاسيس تجاه فراق أحب وأعز وأغلى ما تملك

فماذا عسَاهَا ان تقُول لمن تُحِب؟

وبالمناسبة أستاذه ( هَدِيل ) لستُ أنا من يحدثكِ ..

إنها مَشَاعرِي فَحَسب .. لنستمِع إليها ماذا تقُول ..

وأرجوكِ لاتُقاطعِيها كَي لاتَغضَب منكِ أو تُخَاصمكِ؟

/

/

ايها الإنسان الصَّادق المفعم مشاعر .. المملوء حناناً

لقد وجدت فيك كل ما كنت احتاجه وأتوق لهُ وأتمناه

بعد ان كدتُ افقد ثقتي في كل من حولي..

وجدت فيك قلباً كبيراً متفهماً .. عقلاً رزيناً واعياً ..

بل صدراً حنوناً متقبلاً !!

وجدت فيك بساطة متناهية تواضعاً جماً طفولة بريئة

جذبتني نحوك .. أعجبتني فيك .. قربتني منك ..

على نحو لم اتوقعه أو يخطر لي على بال في يوم ما؟

وجدت فيك نفسي التي طالما حاولت التقرب منها

ومخاطبتها والبوح لها بصوت مسموع دون خشية ..

من حرج او محاسبة من انسان؟

وجدت فيك التفاؤل الذي طالما كان جزءاً مني ولكني

لم استطع التعبير عنه بالإسلوب الذي رأيته منك ..

وعودتني عليه؟

وجدت فيك طيب الأب وحنان الأم وخوفهما وحرصهما

على أعز ما يملكان من فلذات أكبادهما؟

وجدت فيك الإنسان المتفهم الذي لطالما لجأت اليه

بعد الله سبحانه وتعالى ..

ووجدته بجانبي يعطيني من وقته .. ويُصغي اليَّ ..

ويحيل دمعتي الحارة .. إلى ( إبتسامة ) رقيقة ..

تخفف علي ما اشعر به من معاناة ومن قهر الزمان

وقسوة من هم حولي؟

الآن وبعد ان تعودت عليك..بعد ان اصبحت جزءاً مني

بعد ان احبك كل من حولي تصدمني ( بفراقك ) ..

وبعدك عني؟

الآن بعد ان تعاهدنا على ان نظل اصدقاء .. احباء ..

و أوفياء تُحيل تلك المشاعر الجميلة التي تكونت بداخلنا

الى سَرَاب؟

الى مجرد ذِكرَى كَأي ذِكرَى عَابِرَة؟

ان ما بيننا والحدِيث لازالَ لِمَشَاعرِي ليس شيئاً عادياً

يمكن ان يُنسى بسهولة .. يتقطع ويحترق؟

بل يالمشاعر نحن الذين وجدنا انفسنا فجأة نفقد ..

من نحب وليس ذلك فحسب .. بل وتحامله علينا ..

او كرهه لنا في الوقت الذي لم نزل نحن نحبه بعمق

ونتمنى ان نرجع اليه ..

ذلكَ بحكم المشاعر الجميلة الصادقة اللطيفة ..

التي تجمعنا به .. انه نِداء الجُود..فهل نلتفت إليه..

هل نردُّ عليه؟

/

/

إنتـَــر