[ مقتطفات ] من بيت لغازي القصيبي !
آه ! يا قبلة أقدامي إذا
شكت الآقدآم أشواك الطريق
إبراهيم ناجي
في العصور السحيقة ، عصور مآ قبل التاريخ ، في العصور التي لا يذكر أحد
هل وجدت فعلا أم أنها عاشت في خيال مراهق كان هناك شاب شاعر
ـ يسير بقرب الأهرام ـ في ليلة قمراء ، ويردد بيت ناجي
ويلفظ كلمة " قُبلة " بضم القاف ، بدلاَ من كسرها .
خُيّل إلى العاشق الحالم أن صديقة مجهولة تعاتبه على عبثه بالبيت :
-قال ناجي قِبلة _ بكسر القاف
-لا ! قالها بضم القاف .
-السياق كله يُشير إلى أن المقصود الكلمة بكسر القاف .
-لا ! السياق يشير إلى العكس
-ماذا تقصد ؟!
-ماذا يفيد ناجي أن تتجه أقدامه إليها ، ما دامت أقدامه تعاني شوط الطريق ؟!
-يقصد أن اتجاهه نحوها ينسيه الأشواك
-ألا ترين أن الأجمل أن كل خطوة يخطوها نحوها تتحول إلى قبل _ بضم القاف _ تزيل تأثير الأشواك ؟
-لم أر أحداً غيرك يروي البيت بهذا الشكل
-حسناً ! ناجي صديقي الروحي وأنا " أبخص " بشعره
-" أبخص "؟!
ذهبت الأمسية الخيالية ، والصديقة الخيالية ، ولا تزال الأشواك
تدمي الأقدام _ بلا قبلة ( بضم القاف ) تداوي الجراح !