لا أعرف بماذا أصفكِ على هذا الإسلوب السَّلِس النَّمِير
وبماذا أوصمكِ على هذهِ المفردَات الخلاّبة ..
وعلى هذا العطاء الموسِيقي يلِّي تتحفِينا به يوم بعد آخَر
تُرى هل يمكن للإنسَان ان يظِل يعطِي ..
ويُعطِي إلى مالا نهايَة..دونَ أن ينتهِ مخزونه اللغوِي ..
دون أن تَنفَد عِبَارَاته .. دون أن تَشحُّ أسطره ..
أو تجفُّ أحباره ؟
وفي ظروف قاهرة وقاسية..ومع أشخاص يفتقدون
لأبسَط معانِ الإنسانية تجدِ نفسكِ وقد وأدتِ أحلامكِ
وهي في مهدها .. بل حتى الدمعة الغالية ..
التي تريحكِ وتغسل همومكِ تستكثريها على نفسك
او تُداريها عن الآخرين خجلاً او خوفاً من إساءة فهم؟
وقد يكون معكِ حق في كل ما أشرتِ إلَيهِ من نِقَاط
ذلك لأن من يعايش المشكلات ..
ويكتوي بنارها لا بد أن يكون هذا مصيره ..
لابد ان يكون واقعه هو الإحباط واليأس والعيش في قلق
ولكن سوف يأتي يوم مَا بإذن الله ..
وتصبحي إنسانة آخرى في كل شيء..
إنسانة لا تفارق الإبتسامة شفتيكِ ..
ولا الذكر الطيب لسانكِ .. إنسانة حلوة في روحها
رائعة في ثقتها بنفسها .. عذبة في حديثها ..
وبإختصار إنسانة يحبها كل الناس ويغارون عليها ..
كما لو كانت زعيمة لهُم .. أليس هذا شيئاً رائعاً ..
يستحق منكِ ان تبتسمِي الآن؟
الا تحبِّي ان يغار عليكِ الآخرون حتى وأنتِ بعيدة عنهم؟
نعم سوف يأتي يوم ما وحينما تستيقظِ من نومكِ ..
يقع نظركِ لأول وهلة على تلك البلابل ..
الجميلة بألوانها الزاهية .. تُطلُّ عليكِ من نافذة غرفتكِ
وهي تلوِّح بجناحيها مرحبة بك ..
وأول ما يتنامى لسمعكِ .. هو أصواتها الحلوة ..
وهي مغرّدة في الصباح الباكر .. وكأنها تقول لكِ ..
كفاكِ كَسَلاً .. كفاكِ شَهر عَسَل ..أفقِ من نومكِ ..
قومِي معنا .. شاركِينا فرحتنا بالصَّباح ..
وأنتِ لا تملكِ .. سِوَى ان تضحكِ بصَوت مِدوِي..
حتى لو حاولتِ العودة للنوم ..
فلن تستطيعِي .. لأن من ينادي ويلحُّ عليكِ مشاركته
شيء جميل لا يمكنك مقاومته شيء جميل قد يتمثَّل
في رغبة او أمنية او حُلم لا يمكن التفريط بها ..
وأنتِ ادرى بها أليسَ كذلك؟
بل الأكثر من ذلك وأنتِ تسيري في طريقكِ لمكان ما
سوف يأتي يوم ما .. وأنتِ سائرة على هذا الطريق
سوف تشاهدِ من حولكِ عن يمينكِ وشمالكِ ..
تلك الورود النَّظرَة الجميلة .. والزهور الرائعة تتمايل
طرباً لزيارتكِ لها ..
سوف تشعري برائحة الفل والياسمين تنهال عليكِ ..
من كل جانب ترحيباً بك لِمَ لا ..؟
وأنتِ من زرعتيها بنفسكِ يوماً ما وها قد كبرت ونمت
وأصبح شكلها يسلب الأنظار .. أفلستِ أنتِ أولى
من يستمتع بها ويشُم عبيرها؟
ألستِ أنتِ أحَق من يمون عليها من غيركِ؟
ألستِ أنتِ أول من يحق له محاكاتها والجلوس معها؟
نعم ..
أنتِ من زرعتِ كل الأشياء الحِلوَة التي يحتاجها الآخرون
أنتِ من زرعتِ الثقة فيهم ..
أنتِ من أعدتِ إليهم البسمة بعد الله أنتِ من أدخلتِ
الأمل والتفاؤل الى قلوبهم..أنتِ من قلتِ لهم بلسانكِ
بأنه سوف يأتي يوم ما .. قد تكونِ قلتيها تهرباً ..
من موضوع ما أو مجاملة لشخص ما ولكنكِ كنتِ محقة
في قولكِ او حتى من خلال تصرفاتكِ؟
نعم سوف يأتي يوم وليس هذا بعيداً على الله ..
حينما تري تلك الأرض الجَرداء حيثُ لا زرع ولا ماء
وقد أضحَت حديقة غناء بفعل ما غرستيه فيها ..
بأياديكِ من حب صافٍ..وخير وافٍ وحنان متدفق..
وصدق منقطع النظير وتضحية لا حدود لها!!
سوف يأتي يوم ما وتري تلك الأرض العطشى للماء
يوماً ما وقد أضحَت بئراً مليئة بالحب ..
الذي يكفي الجميع ويغدقهم..
سوف يأتي يوم ما وتشعري ان ذلك الحب الكبير
الذي تكنيه في قلبكِ لشخص ما ..
ولا تستطيعِي البوح به خجلاً منه او خوفاً من إساءة
سوف تشعري انه رغم كبر حجمه ..
فلن يعادل معشار ما يكنه هذا الشخص لك من حب
ولكن ليس أي شخص بل الشخص الذي استطعتِ
أنتِ ان تأسريه بكل شيء جميل ..
جعله يعيد نظرته للحياة مرة اخرى ويعيد من مخزون
ذاكرته ومن ملف قاموسه شيئاً اسمه ( سعادة )
بعد ان ظن انها غير موجودة..وإنها إنقرضَت ضمن
ما إنقرض من كائنات لم يعد لها وجود كالديناصُورَات
في عصر تغيرت فيه الظروف الجغرافية ..
والنفس البشرية؟
في عصر لم يعد فيه شيء قائم سوى الفردية والأنانية
والمصالح الشخصية .. ولكن بفضل الله ثم بفضلك أنتِ
إستطعتِ ان تغيّري مفاهيم .. وتمهدِي الطريق ..
لقدوم مشاعر جميلة ليس لها مثيل في صدقها ونوعها
وشفافيتها أيضاً!!
سوف يأتي يوم ما .. وتشعري أنكِ على خطأ لمجرد
انكِ تفكري او تقومي بشيء ما غير صحيح او انكِ ..
مختلفة عنهم ..
صحيح انكِ مختلفة عنهم ولكن ذلك الإختلاف ..
الذي يجعلكِ مميَّزة كما هِيَ أنتِ .. مميَّزاً لدرجة ..
ان تصبحي محط إعجاب الجميع..
سوف يأتي يوم ما وتشعري بمكانتكِ الحقيقية وقيمتكِ
الفعلية من خلال التأثير القوي والغريب الذي أدخلتيه
في قلوب وعقول الآخرين ويكفيكِ ان تعلمِي إننا نحنُ
نعرف من أنتِ ..
ونقدر قيمة ما تعطيه وتبذليه في ( المُنتَدَى ) ..
خاصة قي قِسم القضَايَا السَّاخِنَة مهما كان بسيطاً ..
لأنه نابع من صدق وإخلاص (المُهم ألاّ يكبَر رأسُكِ)
لا لا بالفعل يحق لكِ كل ما قلت ..
طالما لديكِ كل تلك الصِّفات الجميلة والخصال الرائعة
بل ان هذا أقل ما يجب ان يقال في إنسانة مثلك ..
وما شاء الله عليكِ .. وعين الله تحرسكِ ..
وتحفظكِ من كل شر ..
سوف يأتي يوم ما وأنتِ قريبة من البحر لا تجدِ نفسكِ
إلاّ وأنتِ مشدودة إليه .. تجدِ نفسكِ لا إرادياً ..
وقد اتجهْْْْْْْْْْْْْتِ لذلك المكان ..
الذي اعتدتِ الذهاب إليه يوما ما .. لتعيشِي معه ..
أحلى ذكريات عمركِ ..
تصلي الى ذلك الشَّاطيء تتلفتي في كل مكان ..
تحاولي إصطِيَاد الذكريات الجميلة وتجميعها ..
تحاولي ان تُعطِي كل مكان حقه .. من الذكريات ..
والتَّأمُّل وأنتِ تتلفتي هنا وهناك تجدِ نفسكِ مدفوعة
الى صخرة كبيرة بمحاذاة البَحر ..
تذهبِي اليها مسرعة مندفعة متشوقة كطفل صغير
وجد لعبته الضَّائعة منذ زمن؟
تجدِي نفسكِ تصلِي لتلك الصَّخرة ومن دون ان تدري
تتسلقيها وتقفِ عليها لتعيدي الذكريات الجميلة ..
التي مازلتِ تحتفظي بها في إرشيف ذاكرتكِ ..
سوف تنفضي عنها غبار السّنين لتعيدِ اليها بريقها ..
الذي أطفأه غبار الزمن ..
ومحا معالمه مشاغل الدنيا وهمومها..
قد تشعري بالخجل مِمَن حولكِ ولكن لا يهمكِ شَيء
سوى أنك ِفي سعادة ؟
بل قد تجلسي على الشَّاطيء ( حَافِيَة القَدَمَيْن ) ..
تلعبي بيديكِ ورجليكِ بذرات الرمل الناعمة ..
تحاولي ان تتحرري من كل شيء في تلك اللحظات
بل اللحَيظَات ..
فقط تريدِ ان تنطلقِي في فضَاءات رحبَة لا تحدها حدود
تريدِ ان تقفِي أمام البحر وتصرخِي بأعلى صوتكِ ..
وتقولي كل ما تُريدِي .. مالاتُرِيدِي ..
تتلفتِ يمينى ويسرَى .. خشية وجود بعض الفضوليين
الذين قد يفسدون عليكِ متعة ان تعبِّري عن مشاعركِ
بحرية وبصوت مرتفع ..
وأنتِ في هذهِ الأجواء اللطِيقَة أمام البَحر ..
لسان حالكِ ربما يقول؟
أين أنت يا أعز النَّاس؟
لترى ما أنا فيه من سعادة؟
أين أنت لتشعر بمدى حاجتي إليك؟
أين أنت لتعرف أنه حتى تلك السعادة التي أشعر بها
سوف تكون منقُوصَة مالم تكُن معِي وبجانبِي ..
ستكون أجمل حينما تكون معى؟
سوف تكون أروع حينما تشاركني إياها؟
سوف يكون لها طعم آخر لذيذ..حينما أشعر بعينيكِ..
تحدقان في عيني لتخاطبها بلغة العيون الصَّامتة ..
التي هي أبلغ من أي لغة محكيَّة على وجه الأرض؟
لغة كفيلة بأن تنسيني ما حولي..لغة كفيلة بأن ترسم
ابتسامة دائمة على شفتي؟
نعم سوف يأتي يوم ما ربما تشعري فيه ان الإنتظار
قد يطول قليلاً وقد يصعب معه تحقيق الأحلام الغالية
ولكن حينما تعلمِي ان الأمور تسير في صالحكِ ..
حينئذٍ سوف تبتسمي بينكِ وبين نفسكِ وتقولي ..
( الحمد لله ) ..
فقط قوليها الآن .. إن شاء الله ولا تنسي وفقك الله
لكل خير .. وأدخل السعادة لقلبكِ .. قولي آمين؟
/
/
/
إنتـَــر
على الرغم من تباعدنا ..
مع صعوبة ظروفنا ..
تحت أصرار عاداتنا ..
وضغُوط قبائِلنَا ..
ومن كثرة مشاغلنا ..
أجدني دائم التفكير بك ..
دائم الرحيل معك ..
بقلبي ..
وروحي ..
وخيالي ..
/
/
وحينما يطول بي التفكير ..
أجدني دون أن أدري ..
اضع يديّ على خدي ..
أغمِضُ عيني بهدوء ..
ثم أجدني أذكِّر نفسي ..
بكل الأوقات الجميلة ..
التي قضيناها معاً !!
بكل اللحظات الرائعة ..
التي عرفتك فيها!!
وبكل المناسبات الحلوة ..
التي قربتني منك!!
/
/
وفي هذه الأجواء المَاتِعَة ..
أجدني أبتسِم ..
أضُمُّ نفسي اليّ ..
خوفاً على فرحتي ..
أن تطيرُ مني ..
ان تُوأد مني ..
كما وُإدَت أحلام كثيرة ..
ولم استطع استردادها؟
أو حتى جُزء منها؟
لأنها أحلام ..
هكذا يقولون ..
فلا تَسِلنِي؟
/
/
صدقني ..
لسنا بحاجة ..
لأن نكون مع بعضنا ..
كي نكون قريبين بقلبينا ..
توأمين بروحينا ..
لأنه ..
مهما بعُدت ..
بيننا المسافات ..
سيظل تفكيري دوماً معك ..
لأنك الود المنشُود ..
ستظل شغلي الشَّاغِل ..
لأنك الأمل المعقُود ..
أتعلم لماذا؟
لأنك صديق حقيقي ..
والأصدقاء الحقيقيون ..
صعب العثُور عليهم؟
لأنك حُب حقيقي ..
والحُب الحقيقي ..
لا يتنازل عنه بسهولة ..
بل لا يُبَاع بكنُوز الدُّنيا؟
.