حيَّاك الله أخِي ( المَلقُوف المُحتَرَم ) ..
وأنا اقرأ موضعك راودنِي سُؤال وربما راودك أنت أيضاً
وهو هل بالضرورة ان تكون ههِذهِ ( الأمَاكِن ) ..
يلِّي أشَرت إليها هِيَ ( أَماكنك ) انت بالذات؟
اقصُد الا يكفي ان يكون هذا (المكَان) الجميل اوتلك
المناسبة الحلوة خاصة بشخص آخر يهمك امره ..
ويعني لك شيئاً كبيراً؟
انك احياناً حينما تفكر بنفسك ..
بـ ( أمَاكنك ) أنت شخصياً!!
تشعُر بأن تلك ( الأمَاكِن ) منقوصة..
وتحتاج الى من يكمل جزءها الآخر والى من يعطيها
وهجها والى من يديمها لك بعد ارادة الله عز وجل ..
وهذا هو معنى التضحية في السعادة التي تشعر بها
وهذا هو المعنى الآخر للحُب وهو المشاركة الحقيقية
في كل شيء مع من نحب ..
مهما كان لدينا من تحفظات!!
اننا حينما ننظر الى هذا (المَكَان) هذا الذي نعيشه الآن
انا وأنت سوف لا نفكر فيه ..
سوى على انه (مَكَان) عادي يمر كأي (مَكَان) آخر
وينقضي ويأتي بعده ( مَكَان ) آخر وهكذا هي الحياة
ولكن حينما نشعر بحق ان هذا ( المَكَان ) مختلف جداً
في كل شيء ..
مختلف في معناه .. فيما يرمز اليه وفي الأشياء ..
التي يحتويها ..
حينئذٍ سوف نعيد التفكير مرة اخرى فيه ..
سوف ننظر اليه من زاوية ان لم تكن زوايا مختلفة
كل منها اجمل من الأخرى ..
لأن كل لحظة من لحظات هذا ( المَكَان ) انما هي
مناسبة خاصة جداً .. وغالية تستحق احتفالاً خاصاً بها
ويليق بمكانتها لدينا ..
بل ومكانة من أوجد هذا التميز فيها..
ربما تتساءل ومعك حق.. ولكن ما المقصود ..
بهذا ( المَكَان ) .. وما الذي يجعله بهذه الأهمية؟
ان الإجابة على هذا التساؤل ..
سوف تفهمها حينما تعرف مواطن الجمال ..
في هذا ( المَكَان ) .. سوف تعرفها حينما تجلس
مع نفسك وتتلفت من حولك وتنظر في كل ما لديك
و تحاول ان تتذكر ماذا يعني لك كل ذلك؟
بل حينما تغمض عينيك .. وترحل بعيداً بعيداً وتحاول
ان تسترجع كل شيء ..
يذكرك بهذا ( المَكَان ) الجميل وبهذه اللحظات الرائعة
التي تعيشها الآن..
حينما تعرف مكانتك بحق في قلوب من يحبونك بصدق
ويخافون عليك .. ويسألون عنك ..
وعلى إستعداد ان يضحوا من اجلك بكل شيء ..
في سبيل ان يروك مبتسماً سعيداً وقريباً منهم ..
ان لم تكن معهم ولهم..
نعم قد تكون غيرة وأنانية منهم في ان يريدوك لهم
ولكن حينما تدرك انه الحُب الصَّادق الذي لايخبُوا ..
هو ما دفعهم لذلك .. فحينئذٍ سوف تحبهم أكثر ..
وتبتسم من داخلك .. وتدرك كم انت محظوظ بأناس
صادقين وأوفياء ومخلصين امثال هؤلاء..
ان احتفالك بهذهِ ( الأمَاكِن ) ..
لابد ان يكون عرفان جميل او رد شكر لأولئك النفر
الذين ما زالت قلوبهم كبيرة تتسع لحب العالم ..
ولأولئك الذين ما زالت اياديهم مفتوحة للخير ..
وممدودة لتقديم المساعدة ولأولئك الذين ما زالت ..
ارواحهم حلوة ..
وأنفاسهم عذبة يدخلون قلبك دون إستئذان منك..
هذا ( المَكَان )رغم جماله وروعته وبحكم ما يميّزه
ويعنيه بالنسبة لنا لا بد ان يستمر باذن الله الى غدٍ
وما بعد غدٍ !!
لا بد ان نستقبله مع بداية كل يوم حيث نسيم الصباح
الذي يدغدغ وجنتينا .. حيثُ زغزغة العصافير ..
وحيث تفتح الزهور .. ولابد ان نستودعه ..
مع نهاية كل ليل حينما نخلد الى الراحة وحينما تكون
احلامنا وردية على أمل إنتظار الغد المشرق ..
بكل ما يحمله من تفاؤل وطموح وآمال..
هذا ( المَكَان ) لا ينبغي ان ننساه لأن له نهاية
بل لابد ان تكون تلك النهاية مفتوحة ..
ليس لها وقت محدد .. كي لا نشعر بقرب وقت ..
يداهمنا ويفسد علينا متعتنا ..
ونحن نعيش تلك الأجواء الرائعة ..
التي تتكرر معنا بإستمرار وفي كل وقت ..
ومع كل إنسان..
ولا بد ان نتذكر بإن الإنسان منا هو بطريقة تفكيره
وبإسلوب نظرته للحياة وبكيفية تعامله مع الآخرين
خصوصاً في تلك ( الأمَاكِن ) يلِّي هِيَ مِحوَر حديثنا
كل تلك الأمور هي التي تحدد مقدار سعادتنا ..
ورضانا عن أنفسنا!!
لا احد يعطينا السعادة والإحترام والتقدير سوى نحن
نحنُ من نفرضها ونوجدها بتفكيرنا الراقي ..
بإسلوبنا الواعي وتعاملنا المميز..
الناس لا تعطينا الاّ ما نعطيها اياهم والسعادة لا تكون
نابعة الاّ منا نحنُ ..
فليكن هذا ( المَكَان ) بداية انطلاقة حقيقية ..
نحو السعادة والإبتسامة..
فما رأيك .. هل نحتفل بهذا ( المَكَان ) ..؟
أقصُد بهذا ( المُنتَدَى ) .. بل بكل يوم في حياتنا؟
ألاَّ يكفي اننا مع بعضنا ؟
ثم لِمَ لا أحتفل معك بـ ( مُنتَدَى ) رائع كهذا؟
أليس هو ( مَكَانِي ) ايضاً؟
ام انك تريد ( المَكَان ) وحدك و ( الدلَع ) كله لك؟
/
/
/
إنتـَـر
المشكلة أنني أعرف؟
أن ما أريده ..
بعيدٌ عني ..
ليس لي ..
وليس معي ..
على الأقل الآن؟
ومع ذلك راض ٍ ..
بأي شيء؟
مهما كان بسيطاً؟
المهم أنه منك ..
المهم أنه يبقيني معك؟
كي أشعر بالإرتياح؟
وكي لا ارتَاب؟
/
/
المشكلة أنني أعرف ..
انك تتعبني احياناً !!
تغضبني أحياناً !!
بل تبكيني كثيراً؟
ومع ذلك ..
أنسى عتابي لك ..
أنسى غضبي منك ..
لمجرد أن اسمع صوتك؟
لمجرد أن أراك؟
لمجرد أن تأتي إليّ؟
لمجرد أن تعتذر لي؟
لمجرد أن تشعرني؟
أنك أخطأت في حقي؟
لمجرد أن أحسُّ ..
أنك لا تقصد اساءتي؟
لأن ما بيننا ..
أسمى من كل خلاف؟
/
/
نعم المشكلة أنني أفهم؟
أن من يجب تغييره ..
هو أنا؟
ولكن!!
كيف أقنع قلبي؟
أن يظل قوياً؟
كيف أقول ..
لمشاعري ..
بأن تتوقف ..
وهي صادقة؟
وكيف أمنع أشواقي ..
من التعبير؟
عن أسمَى شَيء في الوجُود ..
عن الحُب الحقيقي؟
وياعينِي عليه؟
.