نحنُ والحق يقال بحاجة لذلك الإنسان الذي نجد فيه ..
أنفسنا ونفشِي له عن جُزء يسير من ( أسرارنا ) ..
لنُرِيح أعصابنا ونفضفض عمَّاهو مختزِن في دواخِلنَا ..
علّ وعسَى نشعُر بالرَّاحَة ولِمَ لا ..
طالمَا وجدت فيك نفسِي؟
ولكن وقبل كل شيء ينبَغِي أن نختار هذا الإنسَان بدقَّة
وتَمحِيص شَدِيدَين ..
للأّ يستخدم هذا ( السِّر ) كسِلاح ضّدِّنا ..
حينما تصاب علاقتنا به بنوع من البرُود والفتُور ..
وبالتالي نصيح بأعلى صوتنا قاءلون ( لِيتنِي مَاعَرَفتُك )
أو ليتني لم أؤمنك على ( سرِّي )؟
وجميل جداً حينما تجد صديق في هذهِ الحقبة الزمنية
التي طغت عليها الماديَات على صديق تؤتمنه على سرِّك
شريطة أن يبادلك الشَّيء نفسه ..
أقصُد يبوح لك هو الآخَر بـ ( أسرَاره ) ..
وألاّ مافائِدَة الصَّداقة دون أن تُسقِينِي من ( أسرارك )
وأسقِيكَ من رَحِيقُ ( أسراري )؟
والأكثر من ذلك كلَّه إن البَوح بـ(الأسرَار)بين الإثنين
يشعِل فتيل الصَّداقة ويقربنا من بعضنا ألاتود أن نكون
كذلك لاسيما وإننا ( شَابَّين ) والمُستَقبَل يُنَادِينَا فاتِحَاً
لنا ذرَاعَيه ليَضِعنَا فِي إضمُومَته؟
/
/
إنتـَــر
الأستاذ القدير ( الوِحدَانِي ) ..
تلك ( الأسرَار ) .. التي أمَّنتَنِي عليها ..
التي في دواخلي ..
في أعماق أعماقِي ..
ما زالت تحمل عطرك ..
أشتمّها من حينٍ لآخَر ..
فيها الكثير من نفسك ..
ما زالت تحمل أسمك ..
ما زالت ممتنة لك ..
لأنك عرفت اين تزرعها ..
عرفت أين تضِعهَا ..
ولِمَن تَبُوحُ بِهَا ..
أبعد هذا كلَّه تُريدنِي أن أفشِي بها ..
ولِمَن؟
لإنسان عابر لايعنِي لنا شيئاً؟
أكون مجنون لو فعلت ..
لا عقل لي لو أفشَيت؟
.