عكاظ
نور الاتحاد والعقلاء
عبد الله آل هتيلة
** العقلاء يسيطرون دائما على مسرح الحدث، بخطواتهم المدروسة وبآرائهم الصائبة، توجهاتهم الهادفة، نواياهم الصادقة، يبحثون عن الحقيقة، لا يقبلون أن تؤثر الآراء الهامشية على قناعاتهم، وبالتالي لم ينجحوا فقط في معالجة المشاكل والخلافات، بل استطاعوا إيقاف كل من حاولوا اللعب على وترها لتحقيق أهدافهم الشخصية.
** أحترم كثيرا عضو شرف نادي الاتحاد أحمد حسن فتيحي، الذي عالج خلاف اللاعب محمد نور مع ناديه بطريقته الخاصة، لم يجامل، أو يناور، وضع النقاط على الحروف، وأعلن بقوة أنه لن يسمح لكائن من كان أن يشكك في ولاء اللاعب لناديه، خاصة وهو يؤكد تفهمه للأسباب التي أجبرت نور على اتخاذ قراره، واعدا بإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن عودته لعشقه الأبدي.
** بيان الفتيحي بعد لقائه باللاعب، أحرج عددا من شرفيي الاتحاد، الذين تسابقوا للحديث عن الخلاف عبر وسائل الإعلام الرياضي، وصفوه بالمتمرد، والمدلل، طالبوا بتحجيمه، ومعاقبته، حتى يكون عبرة لغيره، متناسين أن نور كان سببا في نجوميتهم، وهو من زرع الأفراح في نفوس الجماهير الاتحادية.
** بيان الفتيحي الواضح والصريح، ضرب بقوة كل من هاجموا نور، رغم محاولات اللعب على وتر بعض العبارات التي تضمنها البيان، استغلت في غير محلها، لمواصلة تصفية حساباتهم مع نور، الذي بقي صامدا، متجاهلا إساءاتهم، التي وصلت حد تحريض الجماهير على نسيانه وطي صفحة ولائه لناديه.
** المراقبون يتابعون نتائج المساعي، هل سيغادر نور إلى أسبانيا، أم يبقى في جدة؟ الطريف في الأمر، الحديث هذه الأيام عن مسرحية تعاقد الاتحاد مع فيجو، عندما تساءلت الجماهير آنذاك ( وقّع والا ما وقّع )، واليوم تتساءل عن مصير نور ( سافر والا ما سافر ).
** مسرحيات الاتحاد بطلها معروف، ولا يغيب عن الساحة إلا عندما يفجر مشكلها، يديرها في الخفاء، يراقب نتائجها، إن كانت في صالحه استمر في الاختفاء، وإن جاءت عكس ذلك، يظهر كبطل أسطوري بحل لمشكلة افتعلها.
** كان الله في عون نادي الاتحاد، أصبح مسرحا لخلافات مفتعلة، تهدد مستقبله، وقد تقضي على آمال وتطلعات جماهير وفية، استغرب ثقتها في أعضاء شرف يستحقون الطرد من دخول النادي، بسبب مواقفهم المسبقة التي أضرت بسمعة الكيان.
النصر والإعلام:
** من حق رئيس وأعضاء شرف النصر الدفاع عن ناديهم، بطريقة حضارية، ولغة راقية، بعيدا عن التهديد والوعيد، لأن ناديهم جزء لا يتجزأ من الرياضة السعودية، التي يتناولها الإعلام الرياضي السعودي بالنقد متى كانت هناك حاجة.
** اللغة المتشنجة، عبر البيانات، أو المداخلات الفضائية، لا يمكن بأي حال أن تساهم في الحد من تسليط الضوء على نادي النصر إيجابا أو سلبا، ولا تساهم في بناء علاقة قوية بين مسؤوليه والعاملين في الإعلام الرياضي.
** الأهلي تعرض وعلى مدى سنوات مضت، لحملات إعلامية فاضحة وواضحة، وتعامل معها بحكمة بعيدا عن الانفعال، ولم يصادر الآراء المختلفة التي طرحت آنذاك حول إخفاقاته، رغم أن كثيرا منها كان بعيدا عن الواقع.
** من كتبوا بالأمس ينتقدون الأهلي ارتموا اليوم في أحضانه، لأن كبار الأهلي فضلوا الصمت، وتجاهل بعض الكتابات المغرضة، وتفرغوا للعمل، ولم يدلوا ببيانات الشجب أو الاستنكار.
** ليت الكبار في النصر الذين نجلهم ونحترمهم، يتفرغون لبناء نصرهم، وتجاهل ما قد يؤثر على مسيرة ناديهم، مع حفظ حقوقه بعيدا عن لغة التهديد والوعيد.