لا تلوميه فان اللوم يرهقـهُ قد قلت حقـاً ولكن ليس يسمعهُ
جَاوزتِ في اللوم حداً أضر بهِ من حيثُ اعتقدتِ أن اللومَ ينفعهُ
فاستَعمِلي الرفق في تأنيبـهِ فـأنين القـلب يوجعـهُ .....
أثقلتهِ همـاً فـوق هــمٍ حتى هَمَ من هَمِ النَفسِ يضيـقُ
ذو قلـبٍ ما أنََ واشتكـى وإن كـانَ بـالـهـمِ يفيـضُ
ذو عنفوانٍ يمضي والقلب موجوعُ من عنفوانه ضنى القلبَ والقلبُ موجوعُ
هو دربٌٌ خطته يدُ الأقدارِ .... وهل عن الأقدارِ رجوعُ ....... ؟!!
يا هذه الدنيا ..... اقسم بأن القلب موجوعٌٌ موجوعٌ
فودعتها وبودي لو ودعتني سعادة الحياةِ وإني لأفتقدها
رُزِقتُ فؤاداً لمْ أُحسن تدليلهُ وكل من لا يحسِن لفؤادهِ يخسرهُ
لا تَلوميـهِ فإن اللومَ يرهقـهُ قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعهُ
يكفيهِ من لوعةِ الغريبِ أن لهُ من النوى كل يومٍ ما يروعـهُ
كَنورسِ البحرِ في حلٍ ومرتحل مُوكِـلٌ بفضـاءِ اللهِ يذرعـهُ
فقدر النوارس دوماً أن تحيى بلا بيوت تضيءُ السماء للناظرين بياضاً ثم تموت
يا هذهِ الدنيا ..لا تُعذبيهِ..... فَغريبُ الدارِ أوليسََ يكفيهِ ؟!
هي حكمـةُ الله في رزقهِ ليعطيهِ فلـم يخلق الله الخَلقََ ليضنيـهِ
سيروا في مناكبها فالكل له رزقٌٌ وإن كان الرزقُ بقدري وتيسيري
ومجاهدةُ النفسِ عبادةٌٌ أوصلهـا رزقـاً حلالاً لست اقطعـهُ
وإن بغيََ المرءِ بغير الحقِِ يهويهِِ في ظلمة الأقدار ومن ينجيهِ
ألا إن بغـي المـرء يصرعـهُ وكم تشبث بي يومَ الرحيلِ
يا هذه الدنيا ..لا تعذبيهِ..... فغريب الدارِ أوليسََ يكفيهِ ؟!
بالأهلِ هنـالكَ عزيزٌ يبكيـهِ من لوعة الشوق أنينُ الآهة يكويهِ
قـد فارق الأحباب فمن يرثيهِ ساهـرُ الطـرفِ فمن ينجيـهِ
وادمعـي مستهلاتٌٌ وأدمعـهُ كأسـاً يجرعُ منها ما أجرعـهُ
فالهَم هَمي لسْـتُ ارفـعـهُ والذنبُ ذنبـي لسـتُ ادفَعُـهُ
فإن نَزلَ قضاء الله بأمرٍ فمن ذا الذي يرفَعهُ فكم من قائلٍ لي دع الحزن عنك وَبْقِيهِ
أولا تدري يا لائمي في الهمِ بأني لا أشدوا الهمَ فأغويهِ ..... !!
لو أنني أرى الرشد فأتبعه واقطع أيامي لأوصِلَهُ
فلعلََ الجراح التي أضنتني تنامُ على أرجوحة القلب الحزين ولا تيقظه
فلست احسب أن الدهر يولعه ما كنت أخشـاهُ وأجزعـه
غريب الـدار أوليسََ يكفيـهِ أم الليالي التي مضت يرجعه
فهل الزمان معيدٌ للسعادةِ لذتها أم أصبحت في ذمة الله منزلها
هي حكمةُ الله في رزقهِ ليعطيهِ فلم يخلق الله الخَلقََ ليضنيه
ودعتها وبودي لو ودعتني سعادة الحياة واني لأفتقدها
الى هذه الدنيا لا تلوميه ... لا تلوميه .