وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
رجل من ماء الذهب
جزاك الله كل خير على الموضوع .
و جعله الله في موازين حسناتك .
سأعلق على حلقاتك باختصار و لعلي أوفيها قليلا من حقها أخي العزيز .
فانت و الأعضاء لم تقصروا ابدا .
و حقيقة أعجبتني فكرة موضوعك و أحييك عليها .
أولا : حلقة , زيارة المريض :
قال عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم : ( حق المسلم على المسلم رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس )
و قال عليه السلام ( إذا عاد الرجل أخاه المسلم ، مشى في مخرفة الجنة حتى يجلس ، فإذا جلس غمرته الرحمة ، وإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن كان ممسيا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح )
فهذا أقل شي نفعله للمرض هو عيادته و الدعاء له و لكننا و للأسف مقصرون .
الله يعفوا عنا و يغفر لنا .
ثانيا : حلقة , بر الوالدين و ما أعظمه من موضوع لا يكفيه كلام و لا فعل :
قال الله تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً )
وقال تعالى : ( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً )
وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل افضل قال إيمان بالله ورسوله ثم بر الوالدين .. الحديث
فأسأل الله أن يرزقنا برهما و رحم الله والدتك أخي العزيز رجل .
و رحم الله أمهاتنا و أبائنا الأحياء منهم و الأموات .
ثالثا : حلقة , الإلتزام بتعاليم الدين .
للأسف أخي العزيز فنحن و بكل أسف أقولها في كثير من وقتنا مسلمون اسماً فقط .
الله يعفوا عنا و يصلح حالنا يا رب .
و صدق من قال « رأيت الإسلام عندهم - يقصد الغرب - بدون ان أرى مسلمين ورأيت المسلمين عندنا بدون ان أرى الاسلام ».
رابعا : حلقة الصدقة :
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } البقرة / 254 .
وقال تعالى : { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة / 261 ، 262 .
وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } البقرة / 267 .
وقال تعالى : { آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } الحديد / 7 .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلوَّه حتى تكون مثل الجبل " .
رواه البخاري ( 1344 ) ومسلم ( 1014 ) .
و لا يوجد لدي أكثر من هذه الآيات و الحديث يثبت فضل الصدقة .
و لا ننسى أيضا فضل الصدقة عن الميت
فالصدقة عن الميت فهي جائزة – على خلاف في المسألة – ولكن دلّت الأدلة الصحيحة على جواز الصدقة عن الميت
ومن ذلك: ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أمي افتلتت نفسها ، وأظنها لو تكلّمت تصدقت ، فهل لها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال : نعم .
وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة رضي الله عنه توفيت أمه وهو غائب عنها ، فقال : يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها ، أينفعها شيء إن تصدقت به عنها ؟ قال : نعم . قال : فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها .
فهذا من العمل الصالح و فيه فائدة للمتوفى .
و يا أخي رجل تصدق عن والدتك رحمها الله فهذا من العمل الصالح و من برها و يعود نفعه لها .
ــــــــــــــــــــــ
و بالأخير أعتذر شديد الإعتذار عن الإطالة و لكن موضوعك شدني أخي العزيز .
و بانتظار باقي الحلقات .
في أمان الله أخوك بالله أحمد .