مَرحَباً حيل عِدَاد السّيل ..
يمكن رأيي مخالف قليلاً عمَّا ذَكَرت .. وإحترم رأيُك حقاً ..
ولاتختلف معِي فِي إن الله جميلُ ُ وَيَحُب الجَمَال ..
إذاً حُرِيَ بنَا أن نَتَجَمَّل أن نَتَزَيَّن
بِحَسب الإمكَانَات المُتَاحَة لَنَا وبغَض النَّظَر ذكُوراً كُنَّا ..
أو نِسوَة .. فالإعتِنَاء بَالهِندَام يُؤجِّج من شَخصِيَّة المَرء
وَيَشعُل فتِيل شَخصِيتِه .. ويُبرِز كَيَانه ..
وَيَجعَل له إحتِرَام خَاص من قِبَل الآخرِين مَعَ القَلِيل ..
من إحتِرَامه الشَّخصِي لِذَاتِه .. ودَيمُومَة خِلقه لنَفسِه
ألَستُ مَعِي حَتَّى اللحظَة؟
حَسَنَاً !!
الآن وطَالَمَا رَمَيت إلَى الفَتَاة لمَاذَا هِيَ تَحرُص على
إقتِنَاء كَمَالِيَّاتهَا من المَحَال التِّجَارِيَّة صَاحِبَة المَاركَات
البَاهِظَة الثَّمَن والتّكَالِيف؟
ألَيسَ من أجَل أن تُمَيُّز نَفسَهَا وأن تُظفِي جَمَالِيَّات ..
عَلَى رَونَقهَا وأن يُبدِي الآخِرِيَّات إعجَابهِن بِهَا وَسُؤالِهَا ..
عمَّا تَرتَدِيهِ من كَمَالِيَّات .. من أينَ جَاءَت به وبأي ثَمَن؟
بَل البَعض مِنهِن يرجُونَهَا إستِعَارَة تِلك الكَمَالِيَّات الحِلوَة
لإرتِدَاءِهَا فِي حَفِل كَبِير ..
أو زَوَاج صَاخِب .. يُسمَع صَدَاه فِي كُل أرجَاء المَدِينَة؟
تُرَى لِمَ يَحدُث كُل ذلك؟
ألَيسَ من أجل التَّمَيُّز وَالإنفِرَاد بالكَمَالِيَّات عَن بَاقِي ..
المَدعُوَّات فِي هَذَا الحَفْلِ أو ذَاك؟
ومَاذَا لَو رَزَقُكَ الرَّب بِفَتَاة جَمِيلَة أوعَرُوس تَهتَم بهِندَامِهَا
وَزِينَتهَا .. تَطِلُّ عَلَيك فِي كُل يَوم وَمَعَ إشرَاقَة كُل صَبَاح
بشَكِل جَدِيد شَكِل آخَر غَير الذِي إعتَدتِه مِنهَا غَير الذِي
تُشَاهِدهَا فِيه وَكَأنكَ فِي كُل يَوم تَتَزَوَّج من فَتَاة جَدِيدَة
أفَلا يَسعدك هَذَا قُل بِصَرَاحَة ..
وَلاتَخجَل فَلا أحَد يَسمعِك سِوَاي؟
مَاذَا لَو طَلَّت عَلَيك اليَوم بشَعَر مُذَهَّب كَامِلاً طَوِيل يَسِير
جَنباً إلَى جَنب بِمُحَاذَاة الرُّكبَة وَفِي يَوم الغَد بِشَعَر إكتَفَت
بطَلِي بعضاً من خِصلاته ..
وَهُو إلَى مَادُون الكَتف .. أمَّا مَا بَعد الغَد بِشَعَر أسوَد ..
كِمَا الليل الأخرَس شَدِيد العَتمَة قَصِير الخَصلات ولايَتَجَاوَز
فِي مُجمَله حَرشَفَات الأذن .. أفَلايُسعِدك هَذَا؟
أفَلاتَشعٌر بأنَّ فُوهِك يُكَاد يَنشَق من عرض الإبتِسَامَة ..
تَعبِيراً صَادِقاً..عَمَّا أنتَ فِيهِ من سَعَادَة تغمرك من أعَالِيكَ
إلَى أسفَلُك فَهَلاّ حَمَدت الله وَسَجَدت إلَيهِ لِتَشكُره عَلَى
مَاوَهَبكَ إيَّاه وَمَا أعطَاه لَكَ من نِعَم .. وَجَمَالِيَّات أخَالُهَا ..
لاتُعَد وَلاتُحصَى حِسَابِيَّاً وَبَالأرقَام؟
مَاذَا لَو أطلَّت عَلَيك بعد القَيلُولَة حِينَمَا تَأتِي من عملكَ ..
مُنهَك القِوَى وَالعُرَيقَات تَتَقَطَّر من جَبينُكَ الوَضَّاء ..
لِتَمسَحهُم بِرِفق وَتصَبُّ فِي مَسمعِك بعضاً من الخَوَاطِر
الدَّافِئَة وَالكُلَيمَات الحَانِيَةالتِي تُزِيل التَّعَب مِنكَ وَلابَأس
بِسَطرَين لَيسَ أكُثَر إن كَانَت عِلمِيَّة لا أدَبِيَّة؟
بَل مَاذَا لَو أطلَّت عَلَيْكَ بِكَامِل حُلِيّهَا ..
فِي كَامِل جَسَدهَا الرَّقِيق وَأنتَ تُفَكِّر بالزوَاج من أخرَى
أفَلا تَعدِل عَن قَرَارك .. إستِنَاداً إلَى سِحرِهَا الخَلاّب ..
الذِي يأخُذ العَقل وَالألبَاب .. وَتَطوِي هذهِ الصَّفحَة ..
بَل الفِكرَة ولَمْ تَعُد تَفَكِّر بِهَا مُستَقبَلاً مَهمَا حَدَث وَيَحدُث؟
إنَنَا وَالحَقُ يُقَال بِحَاجَة لهَذِهِ الفَتَاة أو الزيجَة التِي تَصرِف
الكَثِير وَالكَثِير لتَظهَر لَنَا فِي أحلا صُورَة وَأبهَى حِلَّة ..
لِتُنسِينَا همُوم الدُّنيَا ..
وكُل مَافِيهَا من مَآسِ وَإرهَاصَات وَآلام لَم نَستَعُد لَهَا أصلاً
قَد تَقُول الآن وَهَذَا مَا أتوقّعه ..
ولكن يَا ( إنتـَــر ) .. أنَا لَم أتَحدَّث عَمَّن تَتَزَيَّن لِزِيجهَا
وَأقصُد مَن تَتَزَيَّن فِي الطّرُقَات وَفِي المجَمَّعَات التّجَارِيَّة
وَتَُثِير غَرَائِز الشَّبَاب ..
أو الحَشَرَات وَالجَرَاد .. كَمَا جَاءَ فِي تَعبِيرُك وَوَصفُكَ ..
حَسَنَاً .. معكَ الحَق .. كُل الحَق فَليَكُن مَايَكُن ..
فمَاهُوَ ذَنبِي أنَا كَفَتَاة حِينَمَا أكُون حَرِيصَة عَلَى هِندَامِي
مَهتَمَّة بأشيَائِي..وَتُطِيبُ لِي عطُورَاتِي..وكُل لِبَاسِي
أمَام هَؤلاء المَفشُوحِين الذِينَ لَم يَروا الدُّنيَا بَعَد ..
وَكَأن لايُوجَد فَتَاة عَلَى .. وَجه الأرض ألاّ أنَا الاّ سِوَاي؟
تِلك كَانَت وجهَة نَظَرِي .. إزَاء الفَتَاة المُهتَمَّة بمَظهَرهَا ..
آمِل تَقَبّلهَا بِرَحَابَة صَدْر .. بِربَاطة جَأش وَالله المُستَعَان؟
/
/
/
إنتـَــر
صدقنِي أخي ( الوِحدَانِي ) ..
هكذا نحنُ ..
منذ أن تعارفنا ..
ووطأة أقدامنا ( المُنتَدَى ) ..
إنسان واحد ..
رغم اختلاف أسمائنا ..
أنتَ ( وِحدَانِي ) ..
وأنا ( إنتـَــر ) ..
صدقنِي ..
جسد واحد ..
رغم تباعد أماكننا ..
/
/
هكذا نحنُ ..
ومنذ أن تقاربنا ..
روح واحدة ..
لا تعرف انقسام ..
حياة واحدة ..
لا ترضى بإنفصام ..
/
/
فيا الله منَّا ..
يجمعنا حبّنا لبعضنا ..
احساسنا ببعضنا ..
خوفنا على بعضنا ..
تفهُّمنا لمشاعرنا ..
تقديرنا لظروفنا ..
وإجتماعنا على الخير ..
فماذا أكثر ..
أيُّها الوِد الصَّافِ؟
/
/
أليست الحياة جميلة بنا؟
أم هي من يجعلنا رائعين؟
وما الفرق يا ترى؟
إن كانت الحياة نحنُ ..
أم نحنُ الحياة؟
ألسنا توأمي روح ..
كما تقول لي دوماً؟
/
/
ما الفرق بيننا؟
طالما أن كلاً منا ..
لا يكتمل سوى بالآخر؟
وان كنت أشعُر ..
أنني أكثر حظاً منك بك ..
أكثر سعادة بك ..
فماذا بقِيَ لك إذَن؟
طَمَّاع !!
ألَستُ كذلك؟
.