دائماً تتردد على مسامعنا عبارة لايوجد دُخَان من غير نَار ..
وما أقصده من هذهِ العبارة هو التعامل السَّيِّء من قبل
الأهل للخادمَة المنزلية ..
وهذا مايجعلها تنتقم وبطريقتها .. من الطفل الرَّضِيع ..
ذلك الطفل الذي لاحول ولاقوَّة له .. والذِي وجد نفسه
محل سَخط .. بدل صدر حنُون يحتَوِيه ليشعره بالدِّفء ..
ويغمره بالحنان وأيما حَنَان؟
فول أحسنَّا التَّعامل مع هؤلاء الخادِمَات لما سوَّلت لهم
نفوسهم بإيذاء صغارنا ..
تخيَّل خادمَة تضرب ضرباً مُبرِحاً بلارحمَة دونَ هَوَادَة ..
من قبل عمَّتها وكل هذا لكون طَبَق الرُّز سقَط من يدهَا
وإنكَسَر .. كل هذا لأن بعض الأقداح ..
لم تغسَل بشكل سلِيم وكامِل أو إن راحَت عليها غَفوَة
ولم تصحُوا من نومهَا في الوَقت المحدد ..
الذِي طُلِب منها أن تنصحُوا فِيه ..
ناهِيك عن بعض الشَّباب الذِي يجعَل منها ( مطقَاقَة )
يعني لأتفه الأسباب يضربها حتَّى لو زَادَت كمِّيَّة المِلح
في الطعَام .. حتَّى لو لم تغسِل الثَّوب المُرَاد غسله
بسبب زحمَة العَمَل .. وضِيق الوَقت .. والتَّعَب أحياناً
هذهِ الخادِمَة ( بَشَر ) لها أحقية في حُسن المعاملَة
وتوفير لوازمها التي لاتستغنِي عنها اي إمرأة تعيش
على أرض البَسِيطَة ..
حتَّى من حقهَا أيضاً أن تعطَى إجازة إسبوعيَّة ترفِّه ..
فِيهَا عن نفسهَا بطريقة مشروعَة أو بأخرَى ..
وحينما تشعُر بالكَبت والظُّلم فلم تجد أمامهَا لتنتقِم منه
سوَى هذا الرَّضِيع الصَّغِير فهَلاّ أحسنا تعاملنا لنجنِي
ثِمَارهُم وَخِدمَتهَم ألتي أضحَت من المقوّمَات الأسَاسِيَّة
للحَيَاة وماتختزنه من إرهَاصَات وآلام أحياناً؟
البعض منَّا حينما يُرِيدها ..
وأقصُد الخادِمَة يقُول لها يا ( بهِيمَة ) معتقداً إنها لاتفهَم
وهِيَ التِي أفنَت سنون مضنية في خِدمَة عوائِل أخرَى
إكتَسَبَت منهم اللغة العربيَّة الحَقَّة !!
حصَل معِي ذلك في ذات يوم بل ذَات ليلَة عندما كنت
أتحدَّث وبشفَافِيَة وأرِيحِيَّة تامَّة .. مع خادِمَتنَا التي ..
أخبَرَتنِي عن سبب رفض العمل لدى كفيلها السَّابِق ..
هذا ونحنُ نتحدَّث عن سُوء معاملة ..
تجعلها تُفَكِّر في الإنتِقَام من الطفل الرَّضِيع فَمَابَالُكَ
حِينَمَا نَتَحَدَّث عن تحرّشَات جنسيَّة من قبل رب الأسرَة
أو أحد الأبنَاء من الذكُور الذِينَ لايحلُو لهم ..
تكلِيف الخَادِمَة بعمل وَجبَة العَشَاء ألاّ بعد منتَصَف ..
الليل حينمَا تغط الأعيُن .. حِينَمَا يسدل الليل سِتَاره ..
حِينَمَا تُخَيِّم أوزَارِه وَأكثَر؟
ماينبَغِي علينَا فِعله اليَوم والآن بل اللحظَة هُوَ إعَادة
نَظَر في تعاملنَا مَعَ الخَادِمَة ..
لكَي نشعُر بالأمَان تجَاه أطفالنا الرُّضَّع فهلاّ أعدنا النَّظَر؟
/
/
/
إنتـَــر
الأستاذ القدير ( الوِحدَانِي ) ..
كل ما أطلبه منك ..
ان تنتبه لنفسك ..
الاّ تضايق نفسك ..
أن تظل مبتسماً ..
لأنني حينها ..
سأعرف من أنا بالنسبة لك ..
فهل تردني خائباً ..
مكسُور الخَاطر ..
أجرُّو خيبَة الأمَل ..
أتجَرَّع مَرَارَة النَّدَم ..
لاحَول لِي ولاقُوَّة؟
.