عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-2009, 09:08 PM   رقم المشاركة : 6
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


أحياناً .. وأنتِ واحده من البشر وتحت ظروف خاصة جداً

وتحت تساؤلات معينة من غيركِ .. يجف قاموسك اللغوي

ولا تعرفِي منه سوى ان تقولي و ( أنَا ايش دخلنِي )

يُكرر عليكِ السُّؤال ما رأيكِ

؟ ماذا تريدي؟

ما هي مشاعركِ؟

فلا تجدي على لسانك سوى كلمة و ( أنَا ايش دخلنِي )

وحتى لو لم تبحي بها صراحة لمن يسألكِ ..

إلاَّ ان بداخلكِ شيء واحد اسمه و ( أنَا ايش دخلنِي )

لأنكِ وهذاهو الأقرب ربما تكوني في صراع شديد ..

بين الموقف الذي تعيشيه ..

وبين ما سوف تعيشيه ولو بعد قليل أو سُويعات قليلة

أو بعد أيام؟

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ..

لماذا نقول ( وأنَاايش دخلنِي ) دون تردد ومن الوهلة؟

هل لكي تؤثري السَّلامة وتتجنبي المشاكل لأن كلمة

و( أنا اش دخلنِي ) سلامة كما يقول جدي رحمه الله

في أمثاله الشَّعبية قُبيل وفاته بأيَّام؟

أ ولأنها تغنيكِ عن ذُل السؤال وعن البحث في تفاصيل

انتِ في غنى عنها؟

أم أنكِ تقوليها لأن ليس لديكِ تعبير كافٍ يصف مشاعركِ

وأحاسيسكِ في تلك اللحظات ..

التي قد تكون لحظات سعيدة أو حزينة ..

والتي ربما كانت أيضًا تعبيراً عن العجز .. وقلَّة الحيلة؟

أم أنكِ تقولي و ( أنَا ايش دخلنِي ) تهرباً من موقف

محرج مثلاً قد يغيِّر رأي غيركِ فيكِ للأسوأ سواء كان

رأيكِ سلباً أو إيجاباً قولي بصراحَة؟

أم أنكِ تقولي و ( أنَا ايش دخلنِي ) أحياناً حينما ..

لا تستطيعي ان تقولي نعم مع حاجتك الشديدة جداً

لقول نعم في وقت معين وتحت ظروف خاصة؟

أنتِ نفسك أحياناً حينما تجلسي مع نفسكَِ لن تجدي

إجابات مقنعة ومرضية لتساؤلاتكِ المتزايدة والحائرة

فأنتِ تتمني بحق .. ان تعرفي لماذا أنتِ هكذا؟

لماذا لم تحققي ابسط احلامكِ وطموحاتكِ ..

لماذا الناس رأت فيكِ هذه الطريقة؟

ولماذا لا يفهمكِ الآخرون؟

لماذا أنا أشقى وأتعب .. من أجل الآخرين وأدخل في

خصوصياتهم بينما هم لا يقدرون ذلك؟

لماذا أحرم نفسي من أشياء كثيرة أتمناها بينما أنا

أقدمها للآخرين برضا نفس؟

هل هو الإيثار فعلاً ما أملكه أم هو العجز وقلَّة الحيلة؟

بل يزداد هذا الشعور بالحيرة ..

وبالتالي ( أنَا ايش دخلنِي ) حينما تنظري ..

لسنوات عمركِ تمر .. وزهرات شبابكِ تذبل ..

وأنت كما أنت لم تراوحِي مكانك؟

سلي نفسك ترى من هو السبب في ذلك؟

أنا أم المجتمع أم الزمن وحينما لا تملكِ سوى اجابة ..

واحدة وهي ( أنا ايش دخلنِي ) أليس ذلك متعباً؟

أما الناحية الجمالية المخفية في عبارة ( أنَا ايش دخَلنِي )

هو أنكِ تقوليها أحياناً حينما تشعري انكِ مقصرة ..

في حق إنسان رائع تعرفتِ عليه واأعجبتِ به وتريدي

ان تردي إليه بعض الجميل ..

الذي أغدقه عليكِ وبعض الشكر تجاه الثقة التي منحكِ

ايَّاها من اول مرة التقاكِ فيها؟

تقدمي له هديتكِ أياً كان نوعها وأنتِ تقولي اعذرني

( أنَا ايش دخلنِي ) ان كان هذا يوفيكَ حقك أم لا؟

إن كان بالفعل قد عبَّر عما أكنه لك من حب أم لا؟

إن كان بالفعل قد أوصل لك حقيقة مشاعري نحوك ..

أم لا؟

وأحياناً من حُبكِ للطرف الآخر وخوفكِ من قلقه عليكِ

تقولي له ( أنَا ايش دخلنِي ) لا أدري ..

كأن تكوني مسافرة ..ويسألكِ متى تعودي ..؟

وحينها تضعي الإجابة لدى والدُكِ لأنكِ لا تستطيعي ..

ان تحددي موعداً قاطعاً .. خشية الاّ توفي به ..

ثم يظل الطرف الآخر .. في قلق وحيرة وترقب ..

وما أصعب الإنتظار حينما يكون طويلاً وغير مؤكَّد ؟

ورغم شوقكِ انتِ ..

ولهفتكِ لأن يعرف موعد عودتكِ بالسَّاعة والدقيقة

إلاّ انكِ تفضلي ان يكون موعد العودة مفتوحاً قليلاً

خشية ان تشغلي بال من تحبي وهذه ما نلاحظها

مع قلب الأم والأب والحبيب .. قولي صَح؟

أما الشيء الذي يغيظ بالفعل !!

هو انكِ حينما تسألي الطرف الآخر العزيز على قلبكِ

عن كل شيء متعلق بمشاعره نحوكِ .. فيقول لك ..

( أنَاايش دخلنِي ) ليس لشَيء فقط ليلعب بأعصابكِ

وكأنه يقول لكِ نعم ..

أنا أعرف انكِ تريديني اقول هذه الكلمة وتلك الكلمة

ولكني مع ذلك لن أقولها ..

رغم معرفته الأكيدة بحاجتكِ الماسة إليها ..

بل الأكثر من ذلك انه يضحك من كل قلبه ويتفرج عليكِ

وأنتِ تهدديه بأنكِ سوف ترديها له فيما بعد ..

ويضحك أكثر وأكثَر لأنه يعرف انكِ لَستِ قادرة اصلاً؟

فما هي مشاعركِ الآن !!

في هذه اللحظة بالذات ولا تقولي ( أنَا ايش دخلنِي )؟

/

/

إنتـَـر