عرض مشاركة واحدة
قديم 31-08-2002, 01:37 AM   رقم المشاركة : 1
elfhad
( ود فعّال )
 





elfhad غير متصل

حقيقة لا مفـــــر منها

[gl]تمر الايام، و تعقبها السنين، ليكبر الطفل ، و ليشيب الشاب، و نحن لا نزال نصارع الحياة ، نركض خلفها، نريد التمتع بها، أغرتنا بأنفسنا، ظننا أننا لن نكبر، ظننا أن ظهرنا لن يتقوس، و أن أسنانا لن تقع، اعتقدنا أننا دائما في مرحلة الشباب ، لذلك انشغلنا بالدنيا ، لانه يحق لنا التمتع قبل الكبر..[/gl]

و لكن من دون مقدمات، من دون سابق انذار، يأتي الموت ، الذي لا يعرف صغيرا و لا كبيرا، فلان مات ، و فلان والده مات، و هذا زوجته ، و هذا ولده ، و نحن لم نستوعب انه سيأتي يوم و يكون الدور علينا، لم نستعد لذلك اليوم ، ظننا انه بعيد ، و لم نتعظ لموت فلان و فلان، لم ندرك أنه سيأتي اليوم الذي سنصبح فيه نسيا منسيا، انظروا معي هذا فلان زوجته ماتت، بعد عدة شهور من موت زوجته ذهب ليتزوج الأخرى، نعم فهو لن يصبر من دون زوجة و الحياة لن تقف بموت زوجته، و هذه فلانة لم تمر سنة على موت زوجها إلا و تزوجت أخيه ، كيف لابنائها الصبر و الحياة من دون أب يرعاهم، هم يحتاجون لوالد يهتم بشؤنهم و يساعدها لاكمال مشوار الحياة.

نعم سيذكرك أهلك و سيذكرك أصحابك، و لكن يوم يومان ، سنة سنتان، إن هم لم ينسوك ، سيحاولون نسيانك، فذكراك أصبحت تؤرقهم ، و اسمك أصبح يدمع أعينهم ، و قد يشد أهلك رحالهم من المنزل، لانهم يريدوا أن يقطعوا صلتهم بكل أمر يذكرهم برحيلك، نعم موتك قضاء من الله و قدره، و رحيلك لن يؤثر على عجلة الحياة، و هل هناك أغلى من رسولنا عليه افضل الصلاة و السلام، لقد مات بأبي هو و أمي، فهذه هي سنة الحياة..


مع إدراكك أيها الغافل بهذه الحقيقة ، إلا انك لازلت لاهيا ساهيا، تعطي نفسك كل شهواتها، و تضيع الوقت و لا يوجد وقت لتضيعيه، كم صلاة ضيعتها جماعة في المسجد، عندما تصلي كيف تصلي، تصلي و فكرك في ماذا فعلت اليوم، و ماذا ستقول ، نسيت أنك بيد الجبار، نسيت أن اول ما يحاسب عليه الإنسان هو الصلاة، مقصر في صلة الرحم، تنسى دائما التصدق بمالك، و هذا القرآن، ضيعته، لم تتدبره و لم تحاول حفظ آيات منه، نسيت انه الشفيع لصاحبه يوم القيامة، و هذا المغني ألا زلت تعشقه و تعشق أغانيه، هل تريد أن تدندن بأغانيه عند موتك ، أو تريد أن تحشر معه ، عجبا لنا نريد حسن الختام، و نحن لا نحسن العمل.


و الآن هل لنا بتوبة قبل الموت ، توبة تغسل ذنوبنا، و تبدل السيئات حسنات ، هل لنا من عودة إلى الله تعالى، هل سنستغل السويعات المتبقية من أعمارنا، قد تكون دقائق أو لحظات ، أسأل الله لي و لكم الهدى و الصلاح و أن يغفر ذنوبنا و أن يقينا عذاب النار، قال تعالى(ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:16)


[moveup][c]همســـة :
يا عين فلتبكــــي و لتذرفي الدمعا ... ذنباً أحاط القلب أصغى له سمـعا
أين الدموع على الخدين قد سالت ... فالنفس للعصيان يا رب قد مــالت
هل يا ترى أصحو من فترة الشهوة ... أم يا ترى أبقى في قوة الشــقوة
كيف القـــــــدوم على الجبار بالزلل ... أم كيف ألقاه من دونما عمـــــــل
قلبي لما يلقاه قد أن بالشكـــــوى ... دمعي جفا عيني من قلة التقوى
لكن من أرجـــوه لا يغـلق البــــــاب ... العفو يا رباه فالقلب قد تـــــــــاب
[/c] [/moveup]







التوقيع :
[c]
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
[/c]