.[/FONT][/SIZE] ــ تشريع الخمسين صلاة ومساومتها أولا فإننا نعلم أن الله قد فرض الصلاة في البداية بمقدار يقارب نصف الليل ، وعمل بهذه الصلاة النبي والذين آمنوا معه مدة من الزمن ، ولم يشتك النبي إلى الله ولا الذين كانوا معه ، ثم إن الله خفف هذه الصلاة ونسخ حكمها ، وذكر السبب أنه فعل ذلك من أجل المرضى والمجاهدين والمسافرين لطلب الرزق ، إذن فالصلاة الطويلة وتخفيفها قد وقع مرة في بداية الدعوة وذكره الله في الكتاب ، وهذا لا يمكن أن ينكره أحد ، وهذا يعني أن النبي قد مر بقضية التطويل في الصلاة ولم يشتك من التشريع أبدا ، وقد أخذ درسا من هذه الصلاة التي خففها الله على أن الله هو الذي يعلم قدرة عباده وما يليق بهم فيخفف عنهم إذا يشاء ومتى يشاء ، فلو فرض الله ألف صلاة لقبلها النبي ولصبر عليها حتى يخففها الله إذا شاء كما فعل من قبل ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى كيف خفف الله عنهم صلاة نصف الليل وعلل ذلك لسبب وجود المرضى والمجاهدين والمسافرين بحثا عن الرزق ، ثم بعد هذا التخفيف ومع هذا التعليل يفرض عليهم خمسين صلاة أكثر من التي كانت من قبل ، الليل والنهار ولا يكفي ، فهل أراد الله أن يعاقب الأمة ، وهل أصبح الناس لا يمرضون ولا يجاهدون ولا يسافرون لطلب الرزق ، فهذه هي الأسباب التي خفف الله الصلاة من أجلها من قبل ، فأين ذهبت هذه الأسباب الآن ، فهل الله يغفل عنها وهل الله ينسى أنه خفف عنهم الصلاة من قبل لأجل هذه الأسباب ، سبحان الله عما يصفون ، ثم كيف تقع المساومة في الصلاة ، وليس مرة واحدة بل عدة مرات ، وهل يعقل أن الله يفرض الصلاة والنبي يبقى في مساومتها من أجل خفضها ، فهذا عيب ، ويا أخي القارئ كلنا يعرف أن المساومة في شيء يمكن أن تخفض جزءا قليلا مما هو مطلوب ، فالمساومة مثلا في خمسين صلاة يمكن أن تخفض خمسا منها أو عشرا أو خمس عشر على الأكثر أو حتى إذا بالغنا في خيالنا هذا نقول عشرين ، أو حتى إذا جننا نقول ثلاثين ، فالذين صنعوا هذه القصة فاقوا كل هذا ، إنهم أخفضوا 45 صلاة من 50 ، ولم يتوقفوا عند هذا ، بل قالوا أن النبي استحيى أن يعود مرة أخرى ليزيد في التخفيض ، أرأيت يا أخي زيف هذه القصة إن كنت من أولي الألباب طبعا ، ثم إن هذه الخمسين صلاة ليست عملية على الإطلاق ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع ، فكيف يمكن تقسيم خمسين صلاة على اليوم ، وهل سيكفي الليل والنهار لأدائها ، وهل سيظل الناس بين ذهاب وإياب إلى المساجد ويتركون حياتهم اليومية ، وهل سيبقى المؤذنون يرددون في الآذان طيلة اليوم ، كل هذا يكشف افتراء الناس لهذه القصة وصنعهم لها ، وهل يتعظ الناس ويعودون إلى ما أنزل الله . ــ دخول النبي الجنة يقولون في هذه القصة أن النبي دخل الجنة ورأى فيها ما رأى ، فالجنة لا يدخلها أحد ثم يعود إلى الدنيا أبدا ، ولا تجد هذا في ما أنزل الله إلا ما كان من آدم وزوجه ، فالجنة دار جزاء ، تأتي في نهاية العمل من الدنيا ، ومن دخلها لا يعود إلى الدنيا . ــ خلاصة القول إذا كنت شخصا عادلا محايدا منصفا ، فقل الحق في هذه القصة ، هل ترى بأن هذه القصة حقيقية أم أنها من صنع الناس ، ثم فكر جيدا في القضية ، فإن هذه القصة هي التي نسخوا بها كلام الله ، هل تعي ما أقول لك ، هذه القصة التي هي بين يديك هي التي نسخوا بها كلام الله ، أي أبطلوا بها حكم الله ، أي أبطلوا بها الصلاة التي أنزلها الله ، وهذا باعترافهم كما رأيت ، فكيف تريد من الله أن يهدي قوما يفترون عليه مثل هذا الافتراء ، ويبطلون حكمه بافترائهم ، أبطلوا حكمه وجعلوا حكمهم هو النافذ ، سبحان الله ، يبطلون حكم الله الذي أنزله ويجعلون مكانه حكمهم ، ويقولون هذا الذي نعمل به ولا نعمل بتلك الآيات ، فأنت الآن بين أمرين ، إما أن تؤمن بهذه القصة وتكون مثل أجدادك وبالتالي فانعم بضلالهم ، وإما أن تؤمن بما أنزل الله وتكفر بهذه القصة جملة وتفصيلا ، ثم تتبع ما أنزل الله فتصل الصلاة التي أنزلها الله ، واعلم أن كل التشريع الذي صنعه المسلمون يرتكز على هذه القصة ، فإذا سقطت هذه القصة فكل ما شرعوه يسقط أيضا ولا يبقى لهم إلا ما أنزل الله أمامهم ، وهم يعرفون هذا جيدا ، لذا فإنهم سيبقون يتشبثون بها حتى وإن جاء الذين صنعوها وقالوا لهم كذبنا عليكم لنضلكم فهم لا يرجعون أبدا ، لك أن تتخيل أنهم إذ اعترفوا بأن هذه القصة مصنوعة فإن كل الكتب التي يرتكزون عليها ستسقط بإذن الله ولا يبقى منها شيئا ، فلا يبقى لا بخار ولا ترميذ ولا ماج ولا نسا ، كل المصنفات المصنوعة تسقط بإذن الله ، وهم يدركون هذا جيدا ، لذا فإنهم يعترفون داخليا ولا يقرون بذلك ، وإذا كنت منهم فإنك ستفعل ذلك أيضا ، ولكي تقبض عليهم قل لعلمائهم يقدموا شهادة مصحوبة بالقسم ومختومة باللعن على هذه القصة حقيقية وأنها من عند الله ، وتأكد من الآن أنهم لا يقدمونها بإذن الله ، ها أنت قد عرفت لماذا لا يقول العلماء الحقيقة للناس ، لأن النتيجة أن كل المصنفات ستسقط ، وستسقط بإذن الله . وإليك القصة والآيات التي نسخوها بها ــ القصة منقولة كما هي اقتباس حديث رقم: 342 صحيح البخاري > كتاب الصلاة > باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء وقال ابن عباس حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب عن أنس بن مالك قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا فلما جئت إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء افتح قال من هذا قال هذا جبريل قال هل معك أحد قال نعم معي محمد صلى الله عليه وسلم فقال أرسل إليه قال نعم فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت لجبريل من هذا قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى حتى عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح قال أنس فذكر أنه وجد في السماوات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة قال أنس فلما مر جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم بإدريس قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت من هذا قال هذا إدريس ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا قال هذا موسى ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح قلت من هذا قال هذا عيسى ثم مررت بإبراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا قال هذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال بن شهاب فأخبرني بن حزم أن بن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام قال بن حزم وأنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم ففرض الله على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال ما فرض الله لك على أمتك قلت فرض خمسين صلاة قال فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعني فوضع شطرها فرجعت إلى موسى قلت وضع شطرها فقال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق فراجعت فوضع شطرها فرجعت إليه فقال ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعته فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك فقلت استحييت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبايل اللؤلؤ وإذا ترابها المسك). ــ وإليك الآيات التي نسخوها وأبطلوا حكمها 1 ) ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ) 2 ) ( ... وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ... ) 3 ) ( وسبحوه بكرة وأصيلا ) 4 ) ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ) 5 ) ( ... وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ... ) [SIZE=3]ــ إضافة للتفكير إن الله شرع ثلاث صلوات وهم شرعوا الظهر والعصر وغيروا توقيت كل الصلاة التي أنزلها الله ، وعندما يركب شيء على شيء يمكن اكتشافه في بعض الأحيان ، وأوضح لك بمثال ماذا أقصد ، لنبني بيتا مثلا ونجعل سقفه من الإسمنت المسلح ، ولنفرض أن شخصا آخر سكن هذا البيت ثم قام بتغيير على السقف ، فأضاف سقفا آخر على السقف الأول الذي بنيناه ، ومن المفروض أن التركيبة الأولى ستختلف عن الثانية وسنكتشف ذلك عندما نعاين السقف بدقة ، فإننا نلاحظ أن هناك حاجز يفصل السقفين لأن تركيبتهما لابد وأن تكون مختلفتين ، وهذا ما سأقوم به بإذن الله في الصلاة الحالية والتي هي مركبة من الصلاة التي أنزلها الله والصلاة التي شرعها الناس ، أنظر إلى الصلاة التي أنزلها الله من ناحية القراءة ، فإنك تراها صلاة جهرية يجهر فيها بالقراءة ، بينما الصلاة التي صنعوها فإنك تراها سرية ، فهل رأيت الآن الحاجز الذي هو بين الصلاتين ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن صلاة الفجر أي صلاة الصبح لا توجد صلاة بعدها ، وهم أيضا يقولون بأن الصلاة بعد صلاة الصبح مكروهة ولا تجوز الصلاة بعد صلاة الصبح ، ونفس الشيء بالنسبة لصلاة المغرب أي الصلاة الوسطى ، فإنه لا توجد صلاة قبلها حسب ما أنزل الله ، وهم أيضا يقولون بأن الصلاة مكروهة قبل صلاة المغرب أي لا تجوز الصلاة قبل المغرب ، وهذا يبين أن هناك حاجز بين الصلاة التي أنزلها الله والصلاة التي صنعها الناس ، أي أن هناك تركيبتين في هذه الصلوات الخمس ، ثلاث صلوات من نوع وهي الصلاة التي أنزلها الله ، وصلاتين من نوع آخر وهي من صنع الناس ، وهذا يبين أن الصلاة وقع عليها التحريف وتغيرت من ثلاث إلى خمس ومن ثم تغيير أوقاتها . ــ بالنسبة لترادف الصلاة الوسطى مع صلاة العشاء لنأخذ قوله تعالى ( ... فاذكروا الله عند المشعر الحرام ... ) وهذه الآية تعني إقامة الصلاة في هذا المكان أي المشعر الحرام ، وهذا في الحج ، فماذا يفعل المسلمون في الحج في هذا المكان ، وما هي الصلاة التي يقيمونها هناك لتطبيق هذه الآية ، فإنهم يذهبون للمشعر الحرام الذي يسمونه بالمزدلفة قبل الغروب وهو شرط في الحج عندهم ، ثم يصلون المغرب والعشاء جمعا ، وبعد ذلك يبيتون هناك يصلون النوافل حتى تأتي صلاة الفجر ، فيصلون صلاة الفجر ولا ينتظرون صلاة الظهر والعصر ، بل يذهبون من هناك على أساس أنهم ذكروا الله عند المشعر الحرام كما أمرهم الله ، وبالتالي فقد صلوا ثلاث صلوات عند المشعر الحرام ، فكيف أجابوا الله في هذا المكان بثلاث صلوات ، وجمعوا بين المغرب والعشاء ، وهذا أثر الصلاة الثلاث التي أنزلها الله ، فإنهم جاءوا لهذا المكان طبقا للآية ، وليس من تلقاء أنفسهم ، وجاءوا ليطبقوا هذه الآية التي تعني إقامة الصلاة في هذا المكان ، أي أن الله أمرهم بالصلاة في هذا المكان ، ولماذا أقاموا الصلاة التي أنزلها الله ولم يصلوا الصلاة الخمس التي صنعوها في القصة . ــ بالنسبة للركوع إن الركوع يقع على الأرض ، وهو انتقالي للسجود وليس وضعية مستقلة فيها تسبيح ، ومن الأثر لهذا الركوع خذ المصحف الذي هو في بيتك واذهب إلى سورة الحج وانظر إلى قوله تعالى ( ... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ... )الحج77 فانظر إلى هذه الآية جيدا ، فإن فيها الأمر بالركوع والسجود ، وانظر إلى هامش المصحف فإنك تجد مكتوبا [ سجدة ] وليس ركعة وسجدة ، على أساس أن الركوع يكون على الأرض متبوعا بالسجود وليس انحناء الظهر ، وهذا يعني أن القوم الذين سجلوا هذه الملاحظة على الهامش لم يكن عندهم الانحناء آنذاك ، لذا كتبوا سجدة فقط ، ولا زال يعمل بهذا لحد الآن ، فانظر في صلاة التراويح ، فعندما يصل الإمام إلى هذه الآية يركعون على الأرض ويسجدون على الأرض ، ولا يقومون بانحناء الظهر ، فلماذا يستجيبون لما هو مكتوب في الهامش ، فلو كان الركوع هو الانحناء ، فلماذا لا يقومون به في هذه الآية ، أم أنهم لم يركعوا ، فالآية تأمر بالركوع والسجود ، فهل يستجيبون للسجود ولا يستجيبون للركوع ، وهذا الركوع والسجود الذي تراه في هذه الآية هو نفسه الركوع والسجود الذي يأمرنا الله به في الآيات الأخرى ، ولا فرق بين هذه الآية والآيات الأخرى ، فكيف في هذه الآية يقومون بالركوع والسجود بطريقة صحيحة أي الكل على الأرض أما في الآيات الأخرى التي تأمر بالصلاة يغيرون الركوع إلى انحناء ، ولولا هذه السجدة الموجودة في الهامش لما كشف هذا التحريف ، إذن فالركوع وقع فيه تحريف . نأخذ آية أخرى وهي قوله سبحانه ( ... وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ... ) ص24 وانظر إلى هامش المصحف ، فإنك تجد [ سجدة ] والآية تقول أن هناك ركوع ، فعندما يصل الإمام لهذه الآية فالكل يقوم بالركوع على الأرض متبوعا بالسجود طبعا ، ولماذا يقومون بالركوع على الأرض ولا يقومون بالانحناء ، وهذا من الأثر على أن الركوع كانوا يقومون به على الأرض وقد تم تحريفه . ــ إضافة خفيفة يبين الله أن الناس كلهم سيسجدون في وقت الصلاة التي أنزلها الله أي الصلاة الثلاث ، فعندما يأتي وقت الصلاة كل الناس ستسجد إما طوعا أو كرها ، فالمؤمنون يسجدون طوعا وغير المؤمنين يسجدون كرها وذلك عن طريق ظلالهم ، فظلالهم تسجد لله في هذه الأوقات رغما عنهم ، وسجودها يتمثل في توقفها عن الحركة ثم امتدادها ، ففي هذه الأوقات تتوقف الظلال عن الحركة وتمتد ، وهذا هو سجود الناس إكراها ، وهو ما جاء في قوله سبحانه ( ... ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ... ) إذن فالظلال تسجد بالغدو والآصال ، وهذا شيء ثابت لا يتغير قبل الإسراء وبعد الإسراء ، وفي جميع الأزمان ، وهذا يزيد الإثبات قطعا بأن القوم حرفوا الصلاة وهم الذين شرعوا صلاة الظهر والعصر ، فالظلال لا تسجد في الظهيرة ، وبهذا قد خالفوا ظاهرة كونية جعلها الله في مخلوقاته ، وبالتالي فقد كشف الله النقاب عن المجرمين الذين افتروا على الله تشريعا وضلوا به الناس قرونا وقرونا ، فقد كشفهم الله في آخر الزمان ، ولعلنا على أبواب الساعة . ــ نأخذ الآن نقطة أخرى من خلال ما أنزل الله يتبين لنا أن بناء المساجد ظهر في المدينة أي بعد الهجرة ، وبناء المساجد يتأتى مع الطمأنينة والتمكين وهذا لا يستقيم في مكة والمؤمنون يترقبون الهجرة منها ، إذن بناء المساجد كان في المدينة ، لننظر الآن ما هي الصلاة التي أمرهم الله بها عندما كانوا في المدينة ، هل أمرهم الله أن يصلوا خمس صلوات في المساجد أم أمرهم أن يصلوا الثلاث الصلوات التي قالوا عنها نسخت في مكة في حادثة الإسراء ، تابعوا معي ماذا قال الله لهم آنذاك ، يقول تعالى ( ... في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، يسبح له فيها بالغدو والآصال ... ) أنظروا يا جماعة ماذا يقول الله ( يسبح له فيها بالغدو والآصال ) هي الآيات نفسها التي ذكرناها من قبل وقالوا عنها أنها منسوخة مثل قوله ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ) أو ( وسبحوه بكرة وأصيلا ) إذن متى كانت الصلاة في المساجد عندما كانوا في المدينة ، هل كانوا يصلون في الظهيرة أم كانت الصلاة بالغدو والآصال ، أجيبوا يا علماء ، فالله يقول ( يسبح له فيها بالغدو والآصال ) فأين هي الظهيرة يا علماء ، وأين هي صلاتكم التي صنعتموها ، فعليكم أن تصنعوا لها مساجد خاصة بها ، فانظر كيف كشف الله مكرهم وضلالهم وافتراءهم على الله ، لذا تراهم يفرون من الحوار ، وإليكم اقتباس من التفسير الذي يسمى تفسير ابن كثير اقتباس تفسير ابن كثير « يسبح له فيها بالغدو والآصال » أي في البكرات والعشيات والآصال جمع أصيل وهو آخر النهار وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس كل تسبيح في القرآن هو الصلاة وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني بالغدو صلاة الغداة ويعني بالآصال صلاة العصر وهما أول ماافترض الله من الصلاة فأحب أن يذكرهما وأن يذكر بهما عباده وكذا قال الحسن والضحاك « يسبح له فيها بالغدو والآصال » يعني الصلاة تعليقي وهذا اعتراف آخر يعترفون به ، فانظر كيف يعترفون بأن هذه الصلاة التي تؤدى في المساجد هي الصلاة الثلاث التي أنزلها الله وليس الصلاة التي صنعتها القصة ، ثم راحوا يعللون اعترافهم هذا بأن الله أراد أن يذكر بها عباده فقط لأنها كانت أول ما افترض من الصلاة ، فانظر كيف يعترفون ثم يموهون اعترافهم ليكتموا الحق الذي جاء فيها ، لأنهم يعرفون بأن هذه الآية نزلت في سورة النور وأنها مدنية لا غبار عليها ، لذا جاءوا بهذا التبرير ، ها قد رأيتم أن الصلاة التي أنزلها الله ظلت تنزل ثلاثا في مكة والمدينة على حد سواء ، فهل أنتم منتهون من الافتراء على الله ؟ ــ نأخذ نقطة أخرى إن الظهيرة هي وقت للنوم والراحة والخلوة مع الأزواج ، هذا كل ما يليق بالظهيرة ، فلا صلاة فيها أبدا ، وإليك ما يقوله الله في هذه الظهيرة ، يقول تعالى ( ... يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ، من قبل صلاة الفجر ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، ومن بعد صلاة العشاء ، ثلاث عورات لكم ... ) تابع جيدا تحليل هذه الآية ، لقد بين الله أن هناك عورات في اليوم يخل الإنسان فيها بنفسه وزوجته وعلى الخدام والأطفال أن يستأذنوا في هذه العورات أي في هذه الأوقات ، وهي كالتالي : ــ من بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر هذا الوقت كله عورة يجب الاستئذان فيه ، والنقطة المهمة في هذا أن الله حدد هذا الوقت بالصلاة ولم يحدده بشيء آخر ، فقال ( ... من قبل صلاة الفجر ... ) أي ينتهي هذا الاستئذان بصلاة الفجر ثم قال( ... من بعد صلاة العشاء ... ) أي يبدأ الاستئذان من بعد صلاة العشاء ، والآن ننتقل إلى العورة الأخرى والتي يجب الاستئذان فيها وهي الظهيرة . ــ إن الظهيرة عورة يجب الاستئذان فيها كما بين الله لنا في الآية السابقة بقوله ( ... حين تضعون ثيابكم من الظهيرة ... ) أنظر جيدا للآية ، لم يذكر الله فيها أي صلاة ، بل قال حين تضعون ثيابكم من الظهيرة وبما أنه يوجد الآن عند المسلمين صلاتين في هذا الوقت ، صلاة الظهر وصلاة العصر ، ولو كانت هذه الصلاة من عند الله لكانت هذه العورة كسابقتها محددة بصلاة الظهر والعصر ، ولكن الله كشف وبين بأن المسلمين حرفوا الصلاة تماما كما فعل اليهود والنصارى ، إذن فالظهيرة لا توجد فيها أي صلاة ، لا صلاة الظهر ولا صلاة العصر ، ضف إلى ذلك أن الله وصف الظهيرة بأنها عورة وهذا يعني أن الناس تكون في بيوتها في هذا الوقت ، فلا يوجد حركة في هذا الوقت ، فلو كانت هناك صلاة في هذا الوقت لكانت هناك حركة لأن الصلاة يجب أداؤها في المساجد مما يتطلب الحركة حتما ، لذا لما ذكر الله الصلاة في المساجد لم يذكر الظهيرة أيضا ، وذكر الأوقات الثلاث فقط ، أي في الغدو والآصال ولم يذكر الظهيرة البتة راجع الآية التي تتكلم عن الصلاة في المساجد ، فآية المساجد تتطابق مع آية الظهيرة تطابقا كليا مما لا يترك لك ذرة من الشك إن كنت تريد اتباع الحق ، ولكن القليل القليل الذي يتبع الحق وينصره ، فكن من الأنصار إن كنت حقا من المؤمنين . إذن أخي المسلم وكما رأيت فكل الآيات التي تتكلم عن الصلاة تتطابق مع بعضها البعض ولا تتعارض البتة ، فالمعارضة الوحيدة تجدها فقط مع القصة ، أي القصة هي وحدها التي تتعارض مع الآيات ، وذلك بكل بساطة لأنها خارجة عما أنزل الله ، أي من صنع الناس ، [FONT=Times New Roman][SIZE=3]وهذا يثبت لك قطعا بأن الشيطان قد أوقع المسلمين في ما أوقع فيه آدم لكي لا يعودوا إلى الجنة أبدا وليكونوا من أصحاب السعير ، ومن لم يتدارك الحق ويتبعه ومات على ما هو عليه الآن فليشهد على نفسه أنه مات على ضلال ، ولم يتبع ما أنزل الله واتبع الشيطان فكان من الغاوين