ما يحدث في كثير من الأحيان ..
ان هناك اموراً وأخباراً معينة..حينما تعرف تفاصيلها..
وحينما تلمس دقائقها بنفسك..وحينما تشهدها مباشرة
بعينيك لا بعيون الآخرين..وتسمعها بأذنك لا بأذن غيرك
فحينئذٍ يضيق صدرك .. وتظلم الدنيا في وجهك ..
وربما ارتفع ضغطك ..
وتتمنى لو لم تكن تعرفها .. او تشاهدها او تسمعها ..
وهذا ما نقصده حينما نقول من الأفضل عدم الجري ..
وراء معرفتها والسُّؤال عنها بشكل مُلح ..
نقول ذلك لأن مثل هذه الأخبار الدقيقة غير السَّارة ..
او المزعجة المتعلقة بك تؤثر عليك سلبيًا ..
وتتعبك نفسيًا .. وتصيبك بالقلق والتوتر والإحباط ..
في نفس الوقت ..
هذا ان لم تجعلك تنفر من امور كثيرة وأشخاص كثيرين
وربما اوصلتك لقرارات مجحفة بحق نفسك اولاً ..
قبل ان تكون مجحفة بحق غيرك ..
كأن تقول حينما تسمع كلامًا قيل فيك انت بريء منه
كأن تقول بأنك لن تحتك بالآخرين مرة اخرى ..
ولن تخالطهم .. وبذلك تكون قد أسأت لنفسك ..
وربما أضررت بآخرين .. ليس لهم ذنب ..ولا جَرِيرَة
سوى انك عممت تجربة ليس بالضرورة ان تكون موفقة
وحرمتهم من ان يكونوا معك او جزءاً منك ..
فأنت ومن خلال هذا القرار المجحف تنعزل عن المجتمع
وتنقطع عن الآخرين .. وكأنك في عالم ناءٍ ..
تعيش فيه بمفردك كل ذلك خوفاً من سماع إشاعات ..
أخرى أكثر ايلاماً ..
إشاعات انت بريء منها تماماً .. وكل ذلك بالطبع ..
لأنك سمعت تفاصيل مؤلمة كان يفترض ان تدير لها
ظهرك ولا تعير لها بالاً؟
ولك ان تتصور ان هذا فقط مجرد خبر أو إشاعة جريت
خلفه فأصبت بالضِّيق ..
فما بالك إذن بأمور اخرى .. تحدث لك في الحياة؟
كيف تتصرف حينما تعرفها؟
كيف تقاوم حِدَّة غضبك حينما تواجهها؟
كيف تكون ردَّة فعلك .. حينما تعلم انها من أناس ..
لم تتوقعهم في يوم من الأيَّام؟
أحياناً نحن نغضب لموقف ما واجهناه او قرار اتخذ بحقنا
لم يكن منصفاً لنا ..
وبالطبع فإننا سوف نتضايق كنتيجة طبيعية ولكن هذا
الضِّيق سرعان ما يزول ..
حينما نعرف أنه مجرد موقف مضى او خبر طواه النسيان
ولكن ما يحدث احيانًا وربما يكون ذلك بمحض الصُّدفة
يحدث ان تعرف من شخص ما ملابسات هذا الموقف ..
او القرار بكل تفاصيله ..
وتعرف انه بكل المقاييس كان متعمداً او موجهاً إليك ..
انت بالذات دون غيرك ..
حينئذٍ يبدأ الدم يغلي في عروقك من جديد وتعود بك
الذاكرة للوراء لتبدأ مرحلة جديدة من التشخيص ..
والتحليل للموقف .. وربما اكتشفت اموراً مؤلمة ..
تغضُّ مضجعك .. وتجعلك في حالة تفكير دائم؟
تفكير دائم في كل شيء ..
نعم كل شيء ..وتساؤلات حول كل نقطة مرَّت بك..
تساؤلات كثيرة لا تنتهِ .. لماذا أنا بالذات؟
ماذا فعلت لأستحق مالاقيته؟
لماذا غيري ينام قرير العين ويحصل على ما يريد رغم انه
لا يقوم بعمل شيء .. ولا يهتم بشيء؟
وأنا الإنسان الحريص النَّشط المخلص .. يحصل لي ..
كل شيء وممن؟
من أناس يفترض ان يعرفوا قيمتي ويقدروا قيمة الجهد
الذي ابذله إلـخ !!
أحياناً تقودك تلك التفاصيل لحقيقة قد تكون صعبة عليك
وهي انك قد تكتشف بأنك انت المخطىء ..
وأنت سبب تلك المشكلة .. التي انت فيها ..
او التأثير الذي اصاب غيرك من جرائها ..
وهنا فأنت امام أمرين لاثالث لهُمَا..إما ان تعتذر بشِدَّة
ولو بعد حين ..
هذا يعتمد على شخصيتك او ان تشعر بالذنب بإستمرار
وتتمنى لو ان الموضوع استمر على حاله ..
ولم تبحث في تفاصيله!!
والمشكلة ان الشعور بالذنب شيء فظيع لا يستطيع ..
ان يتحمله كل انسان .. لأنه والحَقُ يقَال يستمر معك
لفترات طويلة من عمرك .. خاصة حينما تشعر ..
ان من أسأت إليه دون ان تشعر إنسان لا يستحق منك
كل هذا ولكن هكذا هي الحياة وهكذا هو الإنسان ..
ونحن لانشك ان لمعرفة التفاصيل ايجابياتها ..
ولكن حتى هذه الإيجابيات متعبة ايضًا ومؤلمة ..
ولابد ان نتحملها حينما نسمعها ..
فالإنسان منّا مثلاً..حينما يذهب لمستشفى لعمل تحاليل
وأشعَّة ويلاحظ ان هناك شيئاً غير عادي ويخبره الطبيب
مجرد خبر بأن عليه معاودة الكشف للاطمئنان والتأكد ..
هنا فإنه سوف يعيش في قلق ..
لمجرد انه ينتظر التفاصيل .. صدقنِي يعيش في توتر
كي يعرف ماذا سوف تسفر عنه تلك التحاليل؟
وكلما طالت فترة الإنتظار زاد القلق ولتَّوتُّر بهدف معرفة
تلك التفاصيل ..
هذا وهو لم يعرفها بعد ولم يطلع عليها؟
فما بالك أخي ( االمآآآآآ ) حينما تكون النتائج مؤلمة
وقاسية؟
هل تراه تمنى معرفة تلك التفاصيل؟
فأحيانًا نرى الكثير منا لايحبذون الذهاب للطبيب حينما
يشتكون من شيء ما بداخلهم بإستمرار خوفاً من ان
تكون تلك الأعراض مقدمة لأمراض مؤلمة؟
ولكن هذه التفاصيل بالذات..وفي هذا الجانب بالتحديد
مهمة لأن الإنسان من خلال معرفتها يستطيع ان يتنبه
لنفسه ويحرض على صحته ..
ويداوم في الإنضباط على تناول الأدوية والعلاج ..
بعكس لو لم يعرف تلك التفاصيل الاً مؤخراً ..
وبعد فوات الأوان .. حيثُ تمكَّن المَرَض منه ولازمه ..
وهذه الصحة التي يرفل بها الإنسان لا يعرف قيمتها ..
الاّ حينما يذهب للمستشفيات ..
حيث المرضى في وحدات العناية المركزة ..
والمرضى في اقسام الأورام حيث الأنين وياكُرهِي له
والصّراخ المستمر ..
الذي لا يوقفه مؤقتاً سوى حقن ( المُورفِين ) التي تُعطى
اليهم بشكل مستمر لتخفيف آلامهم التي لايعلم مقدارها
سوى الله عز وجل؟
فالإنسان منا في هذه الدنيا يركض هنا وهناك لمعرفة
كل شيء حتى لو كان لايهمه وينقل اخبار غيره لفلان ..
وعلاّن وكأنه موكل بهذه المهمة وليته مرسول خير ..
بل على العكس من ذلك ..
ينقل تفاصيل وأسرار أناس ليس من حقه حتى مجرد ..
الإطلاع عليها فما بالك بإشاعتها بين المَلا؟
ولكن هكذا هم بعض الناس لديهم فضول غريب جداً ..
وسلوكيات شاذة ..
قد أكون مخطئًا في رأيي بشأن معرفة تلك التفاصيل
التي يفترض الاّ يدقق فيها وان شئت ان تتأكد أكثر
فخذ مثالاً تلك المطاعم ..
نعم فبعض تلك المطاعم التي تذهب اليها وتستمتع ..
بالأكل فيها ..
يكون من الأفضل أحياناً الاّ تعرف التفاصيل أن تكتفي
بالأكل وتغادر المطعم .. لأنك لو شاهدت المراحل ..
التي تمر بها تلك الوجبة قبل ان تصل إليك ..
ورؤية مشاهد اولئك الذين يقومون بطهيها لك ..
والملابس ( الرَّثَّة ) .. التي يرتدونها والطريقة التي ..
تُحضَّر بها تلك الوجبه ..
لو شاهدت ذلك كلّه..فإني على يقين بأنك لن تعود..
لنفس المطعم مرة اخرى .. هذا ان لم تحرِّم الذهاب
للمطاعم مرة أخرى .. وتكتفي بأكل البيت ..
وأنا أقول هنا بعض المطاعم ولا أعلم تحديدا مقدار ..
وحجم هذا البعض؟
وأنا لا أعني الاّ نسأل عن نظافة المطعم ابداً ..
بل ينبغي عليك ذلك..ولكن قبل الأكل وليس بعده ..
أفلاتوافقنِي أخي ( االمآآآآآآآآ )؟
لأن هناك فرقاً كبيراً ليس من حيث النتائج الصحية ..
غير المحمودة المترتبة على الأكل فيه ..
ولكن من حيث مقدار وحجم اللوم ..
الذي سوف توجهه لنفسك .. الا ترى ذلك ؟
فيا لها من تفاصيل .. تلك التي تسعدنا وتشقينا؟
تلك التي تضحكنا وتبكينا؟
عمومًا لا أقول سوى دعواتي بأن تكون تفاصيل ايامك
جميلة دائمًا بإذن الله .. ولا يعكر صفوها شيء؟
/
/
إنتـَــر