تنويه :
كاتب هذا الموضوع إنسان أصولي إسلامي متشدد حتَّى كرب أنْ ينقطع ، متعلم يقرأ ويكتب ، يجيد الإنجليزية طلاقة محادثةً وكتابة وقراءة كذلك ، لا يتبارك بالأئمة ، ولا يدافع عن المرأة بشكل مبالغ فيه ، يشاهد طاش ما طاش ، ويتابع قناة المستقلة ، مشترك في باقة الشوتايم ، ويحفظ 10 أجزاء من كتاب الله الكريم ؛ ناقم على وضعه الحالي لكنه يحمد ربه حمداً كثيراً على نعمة العافية ، لا يدس السم في العسل ، ولا يكن العداء لأحد .
أكتب هذا الموضوع لحبيبي ابن عثيمين ، أعلم أنه راقد الآن في قبره الذي هو بإذن الله روضة من رياض الجنة وأشتكي له الحال .
اليوم ونحن على وشك الدخول في الشهر السادس من هذا العام وهذا يعتبر تاريخاً مجيداً ، ومناسبة لا تنسى سوف تُدرج في برنامج ( في مثل هذا اليوم ) الذي يُبث على قناة دبي الفضائية ، فالشهر القادم ستطرح ألبومات لعدد من المطربين الأفذاذ ، وسيكون في أحدها أغنية لغزّة ، لا تضحك فنحن الآن أصبحنا نؤرخ الأحداث بحوادث الزانيات والقوادين .
فهاهم ( بعض ) العلماء تجاهلوا تطبيق القول ( لا يخاف في الله لومة لائم ) ، ولم يخلعوا عنهم الأقنعة ، فأصبحوا كالمسخ كلما قطعته زاد شريانه في الأرض فأفسد الحرث والنسل ، فقد أصبح الآن مصطلح شيخ وعالم مصطلحاً مطّاطياً جداً ، وكأنه كوندوم ! ، فشمل العالم والجاهل والتاجر والفاسق والمنافق ! ، لنكن أكثر واقعيّة ومصداقية ومنطقية ، وضع بعض علمائنا حالياً يدعو للرأفة والعار والشنار ، شخصيّة مهزوزة وتصرفات غريبة عجيبة ، كل هذا تسبب في فقدان ثقتنا في بعضهم ، بعضهم الذي سوف يؤثر – لا ريب – في البعض المتبقي ؛ حتّى القنوت صار بالأمر وخطابات وفاكسات وبرقيّات وشيل وحَطّ ، يوجد في مسجد الحارة المجاورة مكتب بجانب محراب الإمام مكتوب عليه ( مكتب الأوامر ) وفيه يدخل الإمام بين الأذان والإقامة ليجد فاكساً من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أو الثقافية أو وزارة العمل أو رعاية الشباب – لا فرق - على هذا الشكل - تقريباً - :
عموماً مسجد حارتنا لا يزال يُحافظ على أصالته وقدسيته ، لم تصله بعد – بعض – فتاوى العابثين ، لم يزل المؤذن يدعو بصوته الهادئ إلى الصلاة ، ولم يزل كبار السن ذوو اللحى البيضاء الطويلة يأخذون طريقهم إلى المسجد قبل الآذان بدقائق ، ومن خلفهم يأتي الصغار ؛ لم يزل مسجدنا في ليالي رمضان الكريمة يفصل بين الرجال والنساء في صلاة التراويح بستارة أو شراع ثقيل ، من يدخل حارتنا يكون غادر إلى زمن قديم ، زمن لا أظنه يعود .
* من المعلوم أن التساؤل الذي يدور في ذهن البعض هو ( ماذا قدمت أنت ! ) وهذا ما يضحكني ! .